في سابقة خطيرة بمدينة قابس ،حاولت مجموعة من السلفيين مساء يوم الخميس 16 ماي منع تظاهرة سينمائية ينظّمها نادي السينما "الطيب الوحيشي" من 16إلى 19 ماي في المركّب الثقافي بقابس تحت عنوان"أيّام السينما الإيرانيّة". واعتبرت هذه المجموعة المحتجّة اختيار الفيلم الإيراني محاولة لبث الفكر الشيعيّ! وأصرّ المنظمون على مواصلة التظاهرة رغم التهديد و الوعيد. و بعد تدخّل أمني حازم تفرّقت المجموعة مهدّدة بالعودة لمنع ما اعتبروه دعاية للتشيّع! السيّد محمود الجمني عضو نادي السينما "الطيب الوحيشي" اندهش من تحميل التظاهرة أبعادا سياسيّة دينيّة والحال أنها تتوجّه إلى المهتمين بالسينما و تتناول كلّ سنة مشغلا من المشاغل السينمائيّة بعيدا عن أيّ توظيف سياسيّ أو أيديولوجيّ فالجمهور المستهدَف من هذه التظاهرة هم المغرمون بالسينما والمهتمون بقضايا هذا الفنّ العريق. وأشاد السيّد محمود الجمني بالتدخّل الحازم لقوات الأمن التي منعت تطوّر الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. بعض المثقفين بالمدينة عبّروا عن استغرابهم من صمت المكاتب الجهويّة للأحزاب السياسيّة إزاء ما يجري من محاولة ضرب قيود على الإبداع و تضييق مساحات التعبيرات الفنّيّة. وعبر أحد منظمي التظاهرة و قد فضل عدم ذكر اسمه لحقائق اون لاين أن هذه التظاهرة الثقافيّة كانت تهدف إلى اكتشاف التقنيات السينمائية الإيرانيّة التي بدأت تسترعي اهتمام السينمائيين في العالم. واضاف احد المشاركين في التظاهرة ان الأفلام المعروضة التي لا يعرف عنها المحتجّون شيئا لا علاقة لها بعالم السياسة، أو بالاختلافات الدينيّة. وعبّر بعض الحضور لحقائق اون لاين عن اندهاشهم من احتجاج إنسان على فيلم لم يشاهده،وخوضه في مسائل يجهلها وختموا بقولهم"المهمّ هو تواصل التظاهرة ".