انتقد رئيس إتحاد الصناعات الصغرى و المتوسطة التونسية خليل كريشان، في تصريح لموقع "حقائق أون لاين" على هامش منتدى إقتصادي نظمته المنظمة امس الجمعة 24 ماي 2013 بأحد نزل مدينة صفاقس تحت شعار "الطرق الأخرى لتمويل مؤسستك"، مشروع المجلة الجديدة للإستثمار التي قال إنّها لم ترتق إلى إنتظارات الفاعلين الإقتصاديين بإعتبارها قلّصت من فرص الإستثمار داخل المناطق الساحلية التي هي الآن مؤهلة أكثر من غيرها لجلب المستثمرين نظرا لإمتلاكها بنى تحتية مشجعة على بعث المشاريع لاسيما الصناعية منها. و أضاف كريشان:" لا يمكن الآن ضخ إستثمارات في الجهات الداخلية طالما لم تتوفر فيها الظروف المحفزة على ذلك لهذا يجب على الدولة أن تضع أولا إستراتيجية تنموية جديدة تتماشى و أهداف الثورة ثمّ يمكن لها المراهنة على الإستثمار في تونس الأعماق التي نحن نرى أنّها هي قبل كل شيء في أمسّ الحاجة إلى تدعيم فلاحتها التي تعاني من مشاكل جمّة ". و بخصوص تراجع قيمة الدينار التونسي مقارنة بالعملات الصعبة ، أبدى رئيس منظمة الأعراف الصناعيين إنشغاله من هذه المسألة التي قال إنها ستزيد من متاعب المؤسسات الصغرى و المتوسطة بحكم حاجتها لتوريد عديد الأنواع من المواد الخام فضلا عن التجهيزات الصناعية التي تكون كلفتها في العادة مرتفعة للغاية و هو ما من شأنه أن يزيد من الأعباء المالية لهذه المؤسسات التي أضحى عدد هام منها مهدّدا بالإفلاس. و في سياق آخر، دعا رئيس إتحاد الصناعات الصغرى و المتوسطة التونسية السياسيين إلى تجاوز ما أسماها المراهقة السياسية و ذلك من خلال إعلاء المصلحة الوطنية على حساب المصالح الحزبية و السياسوية الضيقة التي ساهمت حسب رأيه في حصول شلل للإقتصاد التونسي كما طالب كريشان الحكومة المؤقتة و المجلس الوطني التأسيسي باحترام الآجال و المواعيد علاوة على ضرورة التسريع بوضع خارطة طريق واضحة المعالم لما تبقى من الفترة الإنتقالية الثانية . و حول سؤالنا عن أنشطة المنظمة خلال الفترة القادمة، أفاد كريشان:"نحن الآن بصدد إحداث مركز للتكوين المهني المستمرّ كما أنّنا نعدّ لزيارة بأسبوع سيقوم بها وفد من رجال الأعمال و المستثمرين إلى كلّ من بوركينا فاسو والكوت ديفوار و ذلك بداية من يوم 17 جوان القادم بهدف البحث عن سبل للتعاون و الشراكة مع مؤسسات صناعية في هاتين الدولتين، كذلك نحن منكبون على تكوين لجنة موسعة مع مكونات المجتمع المدني ستعنى بدراسة آليات تأهيل المنظومة التربوية بغية ملاءمتها مع متطلبات سوق الشغل . زيادة على ذلك فإنّ إتحاد الصناعات الصغرى و المتوسطة التونسية يعدّ لمنتدى إقتصادي تونسي ماليزي سينظّم خلال شهر سبتمبر القادم وسيحضره وفد ضخم من رجال الأعمال و الباحثين و الأكاديميين و الخبراء الإقتصاديين الماليزيين الذين سيكون على رأسهم رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد . تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الأعراف الصناعيين تأسست يوم 26 مارس 2011 وهي تهدف بالأساس إلى الدفاع عن الصناعات الصغرى و المتوسطة من أجل إعطائها الحظوة التي تستحق صلب المشهد الإقتصادي الوطني.