مع كل مرة تتهاطل فيها الأمطار بغزارة يبرز.. مع كل مرة تتهاطل فيها الأمطار بغزارة يبرز جليا تواضع البنية التحتية لتكثر الانتقادات إلى كل المصالح المعنية من عدم القدرة على الاعتناء بالبنية التحتية والتوقي من الفيضانات ومزيد تطوير قنوات الصرف الصحي تفاديا للمشاهد التي تتكرر باستمرار من هطول الأمطار. وجسمت الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على عدة مناطق من البلاد يومي الأربعاء والخميس بنزول كميات كبيرة من "الغيث النافع" الذي ولئن كان نعمة للقطاع الفلاحي فانه تحول إلى نقمة لعدد من المواطنين، هشاشة البنى التحتية وتواضعها وعدم احتوائها لمياه سيلان الأمطار بالإضافة إلى تعطل حركة المرور الى درجة الاختناق. وبحسب مصالح الرصد الجوي فان الوضع يظل ملائما لتواصل نزول الأمطار بكميات محترمة ما يتعين على المصالح المعنية مزيد توخي الحذر واتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرار الأخطاء الفارطة. وفي هذا الإطار أظهرت معطيات استقتها حقائق اون لاين من وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، انه للتحكّم في الفيضانات في تونس اعتمدت الدولة إستراتيجية متكاملة الأبعاد ترتكز على ثلاثة مستويات، يهم الأول الحماية البعيدة من خلال في إنشاء السدود والبحيرات الجبلية للتحكّم في دفق المياه وتوجيهها، حيث يمكن تجميعها واستغلالها، كما تدخل ضمنها منشآت المحافظة على المياه والتربة التي تنجز في أحواض سيلان المياه وهي مرجع نظر وزارة الفلاحة. ويهم المستوى الثاني الحماية القريبة للمدن والتجمّعات السكنية عبر إنجاز منشآت الحماية من الفيضانات على مشارف المدن أو داخلها. وتهدف إلى التحكّم في مسارات ودفق المياه المندفعة نحو المدن، وهي مرجع نظر وزارة التجهيز و الإسكان والتهيئة الترابية. بينما يعنى المستوى الثالث بتصريف مياه الأمطار داخل المدن والتجمعات السكنية من خلال إنجاز شبكات تصريف مياه الأمطار داخل المناطق العمرانية التي غالبا ما تصبّ في مجاري الأودية وهو مرجع نظر البلديات. الاستعدادات على مستوى حماية المدن من الفيضانات لحماية المدن والتجمعات السكنية من الفيضانات، تمّ الى حد موفى نوفمبر 2016 انجاز 190 مشروعا بتكلفة جملية تجاوزت ال 334 مليون دينارا . كما سيتم العمل على إتمام الأشغال التي أنجزت على أقساط مواكبة للتوسع العمراني لتدعيم منظومة الحماية واستكمال البعض من الأقساط المنجزة. مشاريع الحماية من الفيضانات: وأظهرت ذات المعطيات انه من أبرز مشاريع حماية المدن من الفيضانات الجاري انجازها من قبل وزارة التجهيز نذكر مشروع حماية منطقة تونس الغربية، الذي يهدف إلى حماية مناطق المنيهلة والانطلاقة وحي التضامن وابن سينا وقصر السعيد ودوّار هيشر ومنوبة وخزندار والدندان والزهروني وأحياء الزهور وباردو وابن سينا وسيدي حسين السيجومي والأحياء الأخرى المحيطة بسبخة السيجومي من الفيضانات. وتقدر التكلفة الجملية للأشغال بحوالي 176 م.د، وباعتبار التكلفة المرتفعة فقد تمت برمجة إنجاز قسط وظيفي بقيمة حوالي 101 م.د (منها 76 م.د قرض من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي) يهدف إلى حماية الأحياء الأكثر عرضة للفيضانات بتونس الغربية، وهي محيط سبخة السيجومي وأحياء الزهور وخزندار وقصر السعيد وابن سينا (حماية حوالي 300 ألف مواطن). وقد تم تقسيم المشروع إلى ثلاث حصص، وانطلقت الأشغال في بداية 2015 وبلغت نسبة تقدمها إلى الآن حوالي 50 %. مشاريع صيانة وتعهد منشآت الحماية من الفيضانات: وتتولى مصالح إدارة المياه العمرانية بالوزارة وضع برامج سنوية لصيانة وتعهد منشآت الحماية من الفيضانات يتم الانطلاق في تنفيذها بداية كل سنة، وتأخذ بعين الاعتبار تحضيرات موسم الأمطار، وقد تم في هذا إطار خلال الفترة الممتدة من جانفي 2016 الى غاية موفى نوفمبر 2016 جهر وتنظيف حوالي 970 كلم من القنوات بمختلف الأحجام والأودية والمجاري الفرعية التي لها علاقة بمنشآت الحماية من الفيضانات، مع التدخل المتكرر في البعض منها، علاوة على جهر وتنظيف حوالي 49 هكتار من أحواض تجميع المياه، وصيانة وترميم ما يقارب 420 منشأة بجل ولايات الجمهورية، بكلفة 5,4 م د. مشروع إزالة النقاط الزرقاء بالطرقات المرقمة بتونس الكبرى: وفي إطار الحرص على معالجة النقاط الزرقاء (نقاط تجمع لمياه الأمطار) على مستوى الطرقات المرقمة بتونس الكبرى، قامت المصالح المعنية بوزارة التجهيز بإعداد استشارة لإنجاز دراسة في الغرض سيتم الإعلان عنها وذلك قبل موفى شهر ديسمبر 2016. وتهدف هذه الدراسة إلى تشخيص الوضعيات الحالية و إيجاد الحلول الملائمة لهذه الإشكالية إلى جانب تحديد الكلفة الجملية للأشغال التي سيتم إنجازها لاحقا وفقا لبرنامج يعد حسب الأولويات. برنامج انجاز منشآت عبور الأودية بالمسالك الريفية: يتم التفكير حاليا على مستوى المصالح المختصة بوزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية في بلورة برنامج موجه خاصة - وفي مرحلة أولى- لفائدة الولايات التي تتميز بأهمية الأنشطة الفلاحية على مستواها، والتي تشهد أيضا نسبة هامة من تهاطل الأمطار سنويا، وذلك من خلال انجاز منشآت لعبور الأودية بالمسالك الريفية مرجع نظر الوزارة، تأخذ مواصفاتها الفنية في الاعتبار لخصوصيات هذه المناطق الفلاحية. ولهذا البرنامج انعكاسات إيجابية مباشرة متوقعة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، من ذلك تسهيل تنقلات المواطنين بالأرياف ومستعملي هذه المسالك، وتيسير نقل المنتوجات الفلاحية إلى مراكز البيع والتوزيع، باعتبار مساهمة هذه المنشآت في التقليص من انقطاعات حركة المرور عند تهاطل كميات هامة من الأمطار . وتظهر المؤشرات الأولية أن تكلفة انجاز ما يقارب عن 150 منشأة عبور في سنة واحدة تتطلب توفير اعتمادات تناهز 600 ألف دينار .