في اطار مسؤوليتها الاجتماعية وأخذا بعين الاعتبار... في اطار مسؤوليتها الاجتماعية وأخذا بعين الاعتبار مشاغل صغار ومتوسطي منتجي الحليب ،انطلقت دليس دانون أحد الفاعلين الأساسيين في مجال تحويل الحليب في تجربة جديدة غير مسبوقة تهدف الى تحسين نوعية الحليب وتحسين مدخول المربين. و تتمثل هذه التجربة في ارساء دينامكية لتطوير مردودية صغار و متوسطي منتجي الحليب من خلال التعويل على الابتكار و على متابعة الانتاج. وتهدف هذه الاستراتيجية الى تمكين المربين من معارف جديدة من خلال مشروع يحمل أبعادا مهنية و اجتماعية . وقد عوَلت شركة دليس دانون في هذه المهمة على فريق شاب و نشيط من المكونين و المهندسين و التقنيين توزعوا على الميدان للالتقاء بصغار المربين الذين يعانون اليوم من ظروف صعبة ترجع الى عدة عوامل اهمها عدم اتقان التحكم في التقنيات الحديثة للتربية و ضعف التاطير مما يؤثر بطبيعة الحال على الانتاج و على نوعية الحليب و على قيمة المداخيل في فترة ما انفكت تعرف خلالها المصاريف الغذائية ارتفاعا مطَردا...هذا بغض النظر عن الصعوبات التي تعترض هؤلاء المربين اثناء عملية ترويج الحليب . ونظرا لهذه العوامل غير المناسبة لتطوير مهنة منتجي الحليب فقد قررت دليس دانون في اطار سياستها الاجتماعية المسؤولة ان تساهممنذ سنة 2013 في تحسين وضعية المربين من خلال وضع استراتيجية مهيكلة تهدف الى تقديم حلول دائمة لفض الاشكاليات . وفي هذا الاطار وضع مشروع "حليبنا" الموجه لصغار المربين و مشروع " تطور" لمتوسطي المربين . مشروع حليبنا : تكوين 1500 مربيا حاليا يندرج هذا المشروع في إطار شراكة بين دليس دانون ومؤسسة تيسير ودانون "écosystème" بهدف تطوير تطوير المردودية عند صغار المربين .ويتوجه حاليا مشروع "حليبنا" إلى مربي الجهات الخمس التالية : الكاف ،سيدي ثابت ،منزل تميم ،ملاناق-بومهل وجندوبة. فبفضل حصص تكوين و تاطير على الميدان و دراية التقنيين، مكن مشروع حليبنا من تحسين مداخيل صغار المربين و من ضمان ظروف افضل لتربية الابقار مع تسهيلات في التمويل و في التمتع بالخدمات . كما مكن المشروع من تحسين ظروف التربية والإنتاج ومن التحكم في التخزين وجودة الحليب و مكن من ناحية اخرى من استيراد 200 أرخىمؤصلة من النوعية الممتازة. و نتيجة لكل هذه المجهودات ومع تركيز نقاط التبريد القريبة من الفلاح لم يعد المربي يخسر اي قطرة من الحليب المنتج ،بما في ذلك في ذروة الانتاج(الربيع). و تجدر الاشارة من ناحية اخرى الى ان مشروع حليبنا الذي يشمل الى غاية يومنا هذا 1500 مربيا و الذي يتطلع الى ان يشمل 5000 مربيا الى حدود 2020 ،قد ساهم على تشجيع العديد من الشباب على ممارسة هذه المهنة بضمان مداخيل محترمة . كل هذه العوامل ادت الى ان الانعكاسات الايجابية للمشروع جاءت سريعة حيث لم تمض اكثر من سنتين حتى سجلنا ارتفاعا ملحوظا في كميات الحليب المنتجة ( بنسبة تتجاوز 60 بالمائة ) و الكميات المجمعة في مراكز التجميع (بنسبة تتجاوز 25 بالمائة ) اضافة الى تطويرتربية الماشية ، وهو ماحسن من المردودية و مكن المربين من مرابيح محترمة . هذا النجاح يرجع بالأساس الى السيد حمدي المدب الرئيس المدير العام لمجموعة الصناعات الغذائية التابعة لدليس دانون و الذي حرص شخصيا على ان يضع على ذمة مجموعة المربين 120 صهريجا لتبريد الحليب و تخزين في افضل الظروف، و تبلغ طاقة كل واحد منها1000 لترا مما مكن من المحافظة على جودة الكميات المنتجة . كما ساهم دانون écosystème للنظام البيئي في نجاح تجربة حليبنا .و تجدر الاشارة الى ان هذا الصندوق الذي اسسته مؤسسة دانون بالشراكة مع المنظمات المحلية للمجتمع المدني يهدف اساسا الى الاعانة على ارساء مشاريع التطوير في بلدان مختلفة بغاية دعم المؤسسات الصغيرة على خلق الثروة و مواطن التشغيل . و من ناحية اخرى و من اجل تحسين نشاط المربين الصغار مكنت مؤسسة تيسير لتمويل المشاريع الصغرى من تمويل 133 مربيا انتفعوا بقروض صغيرة للاستثمار تصل الى 20 الف دينار . مشروع " تطور " يشمل 40 ضيعة حاليا هذا المشروع يشمل اليوم اربعين ضيعة موجودة بالأساس في ولاية سليانة و يهدف الى ان يشمل من هنا الى غاية سنة 2020 ،120 ضيعة وهو مخصصللضيعات العائلية بهدف دعمهم لتكوين مشاريع ناجعة. ويوجه هذا المشروع الى الجهات ذات القدرات الواعدة في مجال تربية الابقار و التي تعاني من قلة استغلال المردودية و من محدودية خبرة المربين مما يجعل الحاجة الى الدعم التقني و المادي ضرورة ملحة لتطوير اعمالهم . فمن خلال حصص للتكوين و التاطير و من خلال وضع برنامج متابعة شجع المربين على وضع خطط واضحة لتطوير انتاجهم , تمكنت اربعون ضيعة معنية من انتاج 2,55 مليون لتر سنة 2016 بمعدل يومي 8000 لتر من الحليب المنتج خلال شهر ديسمبر 2016 . ولا شك ان المكسب الهام في هذا السياق هو ان الحليب المنتج مخزن في افضل الظروف بفضل صهاريج تبريد عصرية التي وضعت على ذمة المربين وهو ما يمكن من انتاج حليب ذو جودة عالية . وتجدر الاشارة الى ان مشروع تطور مكن من خلق 40 موطن شغل قار بعد تقنين العلاقة بين المنتج (المربي) و الشاري STIAL ومن تحسين نمط حياة العديد من الاشخاص و تنظيم مهنة المربي , هذا دون الحديث طبعا عن الدينامكية الايجابية في قطاع تربية الابقار و تشجيع الشباب في المناطق المعنية على ممارسة هذه المهنة. ومن خلال كل هذه المشاريع في مجال تربية الابقار اكدت دليس دانون عزمها المضي قدما في مجال مسؤوليتها الاجتماعية من خلال التحفيز . علما بان مشروعي حليبنا و تطور اللذين مكنا من عيش تجارب انسانية و اقتصادية , سيتواصلان بثبات و من المأمول ان يقع استنساخهما في قطاعات اخرى .