القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    أخبار مستقبل قابس...عزم على ايقاف نزيف النقاط    صفاقس شاطئ الشفار بالمحرس..موسم صيفي ناجح بين التنظيم والخدمات والأمان!    نفذته عصابة في ولاية اريانة ... هجوم بأسلحة بيضاء على مكتب لصرف العملة    استراحة «الويكاند»    28 ألف طالب يستفيدوا من وجبات، منح وسكن: شوف كل ما يوفره ديوان الشمال!    ميناء جرجيس يختتم موسمه الصيفي بآخر رحلة نحو مرسيليا... التفاصيل    توقّف مؤقت للخدمات    محرز الغنوشي:''الليلة القادمة عنوانها النسمات الشرقية المنعشة''    مع الشروق : العربدة الصهيونية تحت جناح الحماية الأمريكية    رئيس "الفيفا" يستقبل وفدا من الجامعة التونسية لكرة القدم    عاجل/ عقوبة ثقيلة ضد ماهر الكنزاري    هذا ما قرره القضاء في حق رجل الأعمال رضا شرف الدين    الاتحاد الدولي للنقل الجوي يؤكد استعداده لدعم تونس في تنفيذ مشاريعها ذات الصلة    بنزرت: مداهمة ورشة عشوائية لصنع "السلامي" وحجز كميات من اللحوم    عاجل/ المغرب تفرض التأشيرة على التونسيين.. وتكشف السبب    عفاف الهمامي: أكثر من 100 ألف شخص يعانون من الزهايمر بشكل مباشر في تونس    الترجي الجرجيسي ينتدب الظهير الأيمن جاسر العيفي والمدافع المحوري محمد سيسوكو    رابطة أبطال إفريقيا: الترجي يتجه إلى النيجر لمواجهة القوات المسلحة بغياب البلايلي    عاجل/ غزّة: جيش الاحتلال يهدّد باستخدام "قوة غير مسبوقة" ويدعو إلى إخلاء المدينة    قريبا: الأوكسجين المضغوط في سوسة ومدنين... كيف يساعد في حالات الاختناق والغوص والسكري؟ إليك ما يجب معرفته    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    عائدات زيت الزيتون المصدّر تتراجع ب29،5 بالمائة إلى موفى أوت 2025    أريانة: عملية سطو مسلح على مكتب لصرف العملة ببرج الوزير    سطو على فرع بنكي ببرج الوزير اريانة    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    عاجل: تونس تنجو من كارثة جراد كادت تلتهم 20 ألف هكتار!    دعوة للترشح لصالون "سي فود إكسبو 2026" المبرمج من 21 إلى 23 أفريل 2026 ببرشلونة    بعد 20 عاماً.. رجل يستعيد بصره بعملية "زرع سن في العين"    توزر: حملة جهوية للتحسيس وتقصي سرطان القولون في عدد من المؤسسات الصحية    10 أسرار غريبة على ''العطسة'' ما كنتش تعرفهم!    عاجل- قريبا : تركيز اختصاص العلاج بالأوكسيجين المضغوط بولايتي مدنين وسوسة    عاجل/ مقتل أكثر من 75 مدنيا في قصف لمسجد بهذه المنطقة..    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    قريبا القمح والشعير يركبوا في ''train''؟ تعرف على خطة النقل الجديدة    شنية حكاية النظارات الذكية الجديدة الى تعمل بالذكاء الاصطناعي...؟    بلاغ مهم لمستعملي طريق المدخل الجنوبي للعاصمة – قسط 03    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو الحكومة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المنظومة    مجلس الأمن يصوّت اليوم على احتمال إعادة فرض العقوبات على إيران    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    البطولة العربية لكرة الطاولة - تونس تنهي مشاركتها بحصيلة 6 ميداليات منها ذهبيتان    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    حملة تلقيح مجانية للقطط والكلاب يوم الاحد المقبل بحديقة النافورة ببلدية الزهراء    المعهد الوطني للتراث يصدر العدد 28 من المجلة العلمية "افريقية"    افتتاح شهر السينما الوثائقية بالعرض ما قبل الأول لفيلم "خرافة / تصويرة"    جريمة مروعة/ رجل يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته..ثم ينتحر..!    بطولة العالم للكرة الطائرة رجال الفلبين: تونس تواجه منتخب التشيك في هذا الموعد    شهداء وجرحى بينهم أطفال في قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة..# خبر_عاجل    هذه الشركة تفتح مناظرة هامة لانتداب 60 عونا..#خبر_عاجل    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    تصدرت محركات البحث : من هي المخرجة العربية المعروفة التي ستحتفل بزفافها في السبعين؟    عاجل : شيرين عبد الوهاب تواجه أزمة جديدة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد: "لم يعد مقبولا إدارة شؤون الدولة بردود الفعل وانتظار الأزمات للتحرّك"    خطبة الجمعة .. أخطار النميمة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي مبروك في حوار لحقائق أون لاين حول قرطاج والفساد في وزارة الثقافة ودعم الفنانين !
نشر في حقائق أون لاين يوم 11 - 06 - 2013

للسنة الثانية على التوالي يواصل السيد مهدي المبروك ادارته لوزارة الثقافة. ظل وزير الثقافة من المستقلين القلائل في منصبه في فترتي حكومتي العريض و الجبالي. و منذ احداث معرض العبدلية الذي اعترف فيها الوزير بخطأ تقديراته جدتت احداث و تطورات دفعت بالمهدي المبروك إلى أن يحتل مكانته كاملة دون نقصان و باستقلالية ملحوظة ربما ستثير غضب و تبرم بعض من اطراف الترويكا.
في هذا الحوار الشامل مع حقائق اون لاين نحن ازاء المهدي المبروك المثقف الذي يؤمن بالابداع و الفن دون محرمات و لا قيود. مما لا شك فيه ان ما قاله في هذا الحوار سغضب تيار المحافظين و المتشددين و لكنه سيطمئن قطاعا واسعا من تونس العميقة المنفتحة على الفن والثقافة والابداع وسيفرضه كوزير للثقافة الحرة في فترة نحن في حاجة فيها اكثر من اي وقت مضى لتركيز اسس ثورتنا الثقافية ضد التحجر و الجمود والانطوائية.
*صرح مدير مهرجان قرطاج الدولي مراد الصكلي انه على استعداد لبرمجة أي فيلم تحصل على السعفة الذهبية في "كان" في اشارة إلى فيلم عبد اللطيف كشيش "حياة ايديل"،فهل يمكن عرض هذا الفيلم الذي اثار جدلا واسعا خاصة وان حركة النهضة عبرت عن رفضها لعرضه؟
المهدي المبروك: في البداية اريد أن أهنأ عبد الطيف كشيش مرة أخرى وكنت قد ابرقت له في هذا المجال ولم تكن هذه البرقية سرية وكنت قد اعلنت هذا الموقف على امواج الاذاعة الوطنية. و بالرغم من اني شخصيا لا اشاطره نفس الاطروحة فاني ضد سياسة الخطاب المزدوج لان حق كشيش على وزير الثقافة أن يدافع عنه ويمنحه حرية عرض هذا الفيلم انسجاما مع حرية الابداع ومبادئها الكبرى وانسجاما مع ما نسعى إلى تكريسه في الدستور وبالتالي ساكون ممن سيدافعون عن حق كشيش في عرض هذا الفيلم في تونس خاصة وان مسودة الدستور اكدت على حرية الابداع وفي اعتقادي الحرية ليس أن نمنحها لمن يشاطرنا الراي فحرية الابداع والتعبير يجب أن يستفيد منها من يخالفنا الراي ولذلك ارى أن الامر مبدئي.
اما عن رفض حركة النهضة عرض هذا الفيلم فليس لي علم بذلك وليس من حقها أن تقرر فوزارة الثقافة هي التي تعطي الحق لكشيبش في عرض فيلمه والقانون هو الذي يعطي الحق لوزير الثقافة في اعطاء تاشيرة لعرض الفيلم وسادافع عن هذا المبدأ والقانون فوق الجميع وسأحاول اقناع اكبر طيف ممكن لعرض هذا الفيلم ومن كان معارضا له فليقاطعه وليعبر عن رفضه بتنظيم وقفة احتجاجية أو باصدار بيان. وساكون من الذين يدافعون عن حق الناس والمثقفين في عرض ابداعاتهم وهذا وفاء لاستحقاقات الثورة وانسجاما مع دستورنا.
*في اطار البرمجة الصيفية لمهرجان قرطاج بعض التسريبات تقول ان هناك فنانون عرب أقصوا من المشاركة في هذه الدورة من مهرجان قرطاج الدولي على خلفية ولائهم لنظام بشار الاسد؟
مهدي المبروك: هذه السنة لم اتدخل مطلقا في الخيارات الفنية ومديرو المهرجانات هم المسؤولون الوحيدون على ذلك،هناك خلفية ثقافية فنية للمهرجانات تناقشنا حولها دون ان اقترح أي اسم ودون أن ابدي أي تحفظ حول الخلفية السياسية للفنانين ان كانوا مؤيدين لنظام بشار ام معارضين له.
نحن نؤمن أن الثقافة العربية هي ما تبقى لنا لايجاد مصالحات ثقافية بين الشعوب العربية ونحن ندين أي اقصاء ثقافي على قاعدة مواقف الفنانين السياسية وهذا لم يرد مطلقا لا على القاعدة السياسية أو الاخلاقية.
و اعتقد أن كل مهرجان يحترم نفسه يجب أن يكون له خلفية ثقافية لا خلفية سياسية أو اخلاقية وحتى رفضي لمشاركة بعض الفنانين في مهرجان قرطاج السنة الفارطة كان بسبب تحفظات فنية وهذا موقفي مع جميع الفنانين سواء كانوا اجانب أو حتى تونسيين وهم كثيرون وما اتمناه أن يعيد مهرجان قرطاج اشعاعه وهيبته من خلال غربلة قاسية احيانا ولها ضحايا تونسييون واجانب.
و قد ابدينا السنة الفارطة نوعا من التنازلات بسبب ضغط النقابات ومكنا بعض الفنانين التونسيين من المشاركة في المهرجان وروجنا لعروضهم اعلاميا ولكن ماذا فعلوا؟
لذا اقول دائما ان مهرجان قرطاج "كالولي الصالح اللي يتحكك فيه يلدغو". علينا أن نتهيب مهرجان قرطاج كما نتهيب الاماكن المقدسة فابتذاله وتشليكه لا تكون له الا عواقب وخيمة واقول لجميع الفنانين فلتتهيبوا مهرجان قرطاج ولتعدوا له ما يليق به.
*اعتبرت ان علاج التشدد هو الموسيقى والجمال والرقص . كيف ذلك وانت تعلم أن هؤلاء يرفضون كل اشكال الفن والابداع بل هناك من يكفر الفنانين والمبدعين ؟
المهدي المبروك: ابو حامد الغزالي قال "من لم يحركه العود و اوتاره ولا الربيع وازهاره فهو فاسد الطبع عديم المزاج ليس له علاج". فالانسان الذي لا يتفاعل مع الموسيقى وجمال الطبيعة مريض واعتقد أن معاداة الفن لا تخلق الا شخصية مرضية.
وفي الواقع انا دائما اتساءل: الم يمر السلف الصالح الذي يتحدث عنه هؤلاء المتشددون بالمعالم الاثرية ؟ من المؤكد انهم مروا و الدليل التماثيل التي جمعها خير الدين بالمتحف الوطني يجسم جسد المراة الجميل بتفاصيله وهناك تماثيل كذلك لجسد الرجل وتبرز بها حتى اعضاءه التناسلية لماذا . لم لم يقوموا بتدميرها في السابق خاصة وانها كانت واضحة للعيان ونصبت في مرتفعات قرطاج و اوذنة وسبيطلة ..الم يكن هؤلاء مسلمين؟؟ هؤلاء كانوا يعلمون أن الاسلام لا يتناقض مع ذلك وحافظوا على هذه التماثيل ولم تكن لديهم حملة منهجية ضد التماثيل أو ضد أي مجال من مجالات الفن لذا اعتقد ان هناك قراءة متحجرة للاسلام وعلى هؤلاء معالجة انفسهم من هذه القراءات فالاسلام متناغم ومنسجم وداعم لحرية الفن والفنون واقول لهم: زوروا متاحفنا وستعلمون أن سلفكم كان محبا للفنون.
*دعني اخوض معك في الشأن الداخلي لوزارة الثقافة، كنت قد اعلنت انه في شهر جوان سيتم استكمال النصوص المرجعية الخاصة بكل قطاعات الثقافية واحداث هيئة للتصرف في الصندوق الوطني للتشجيع على الابداع الفني والادبي، فهل تمكنت الوزارة من ذلك؟
المهدي المبروك: نعم تمكنا من تحقيق جل ما وعدنا به والان لدينا قانون اساسي للمنشطين الثقافيين احدث لاول مرة كما تم أيضا الموافقة على قانون الصندوق الوطني للتشجيع على الابداع الفني والادبي من قبل رئاسة الحكومة والمحكمة الادارية و وزارة المالية، هذا بالاضافة إلى انه تم عرض قوانين تخص المركز الثقافي بالحمامات منذ اسبوعين علما وان هذا المركز كان يعمل منذ سنة 1964 دون أي نص قانوني كما تم عرض قوانين تخص المؤسسة التونسية لحقوق التاليف وقد حظيت بالموافقة وسيتم نشرها بالرائد الرسمي في القريب العاجل وفي هذا السياق اشير إلى ان هناك نقطة واحدة اتمنى أن تتحقق وهي اصدار النص القانوني المنظم للمجلس الاعلى للثقافة.
*على ذكر الحمامات نعلم ان مهرجان الحمامات الدولي السنة الفارطة سجل عجزا قدر ب400 الف دينار فهل اتخذت وزارة الثقافة اجراءات استثنائية لتدارك هذا العجز في الدورة القادمة؟
المهدي المبروك: في الواقع جل المهرجانات تسجل عجزا، حتى مهرجان قرطاج والمهرجانات الجهوية وحتى التظاهرات الثقافية وفي اعتقادي أن هذا العجز ناتج عن عدم تحكم هيئات المهرجانات في الميزانية المرصودة لها وهو ما يضطرنا للتدخل بصفة استثنائية واضافة مبالغ اخرى لتغطية هذا العجز، ولكن هذا لا يعني أن الوزارة عاجزة عن تغطية مصاريف مهرجاناتها ولتفادي ذلك قمنا هذه السنة بندوة تكوينية بالحمامات لمديري المهرجانات تواصلت على مدى ثلاثة ايام وذلك لتكوينهم في مجال التصرف الاداري والمالي وقدمنا جملة من التوصيات في هذا الموضوع ونتمنى أن تصبح مهرجاناتنا مربحة علما وان المهرجانات الجهوية ليست لها مداخيل وهي في جلها عروض مجانية بالاساس.
كما اننا سنقوم في هذه النسخة من مهرجان قرطاج الدولي بوضع منظومة اعلامية لاقتطاع التذاكر وذلك للحد من الدخول غير القانوني أي دون اقتطاع التذاكر خاصة وان الحد الاقصى للاقتطاع الذي سجلناه في السنة الفارطة لم يتجاوز ال4000 تذكرة في حين سجل دخول ما بين 12 الفا و 13 الف متفرج في بعض الحفلات وفي اعتقادي أن هذا التجاوز سببه تواطئ بعض العاملين في هياكل المراقبة من أعوان وزارة الثقافة والامن وقد نبهنا أعوان الحماية المدنية من ذلك علما وان طاقة الاستيعاب لمسرح قرطاج الاثري لا يتجاوز ال8الاف و900 متفرج وهذا جزء كبير من الخسارة ولو عملنا على طاقة استيعاب مسارحنا بشكل قانوني لكانت هذه المهرجانات مربحة.
*تمكنت في هذا الظرف الوجيز من تنظيم القطاعات الثقافية من الناحية القانونية واعتبرت أن ما قمت به في هذه الفترة لم تشهده وزارة الثقافة مدة 30 سنة اذا بماذا تفسر رفع شعار ديقاج في وجهك من قبل بعض الفنانين؟
مهدي المبروك: هذا الشعار رفع في وجهي مرة واحدة في ايام قرطاج السينمائية ولم يرفع مطلقا مرة اخرى وكان بسبب سوء التنظيم والتدافع الذي حصل في حفل الافتتاح وهو ما خلق حالة احتقان تزامنت مع دخول السيد وزير الثقافة وهو يتهادى فوق البساط الاحمر وهو ما اعتبره خطا في توقيت دخول الوزير التي تزامن مع حالة توتر قصوى ولكن تحديد توقيت ومكان دخول الوزير ليس دوري لذا كان يفترض أن يكون هناك تقدير سياسي ونفسي, كما أن الشخص الذي كان وراء ذلك الموقف والذي نظم هذه الوقفة وجيش الشباب المنتمي إلى حقل السينما وهو من بينهم قدم الى مكتبي بعد يومين واعتذر اعتذارا املاه عليه ضميره الاخلاقي واكد انه اساء التقدير وانه ما كان يجب مكافئة وزير الثقافة بهذه الطريقة وانا اتعامل معه اللان وكان شيء لم يكن.
*في حديثك عن الفساد في وزارة الثقافة قلت أن خيط الفساد مازال مستمرا متى سيتمكن مهدي مبروك من وضع حد لذلك؟
مهدي المبروك: طبعا الفساد مازال متواصلا فمن المستحيل القضاء عليه بصفة نهائية...هناك اليات مراقبة يجب اعتمادها لتحقيق ذلك وهناك امكانيات يجب توفيرها وفي اعتقادي مهمة الثورة القضاء على الفساد ونحن فتحنا اكثر من 40 ملف فساد واخرها ملف الدعم على الموسيقى ولو قارننا حجم الفساد الموجود بوزارة الثقافة مع الوزارات الاخرى لوجدناها اقل الوزارات فسادا وذلك بسبب ضعف ميزانيتها مقارنة بالميزانيات المرصودة لبقية الوزارات كما اننا من اقل الوزارات متاجرة بقضية الفساد علما واننا لم نتستر على أي ملف من ملفات الفساد ولكننا نحترم اخلاقيات الغمل فلا يمكنني التشهير باشخاص بمجرد وجود شبهة على التورط في ملفات فساد حتى وان كانت هذه الشبهة قوية دون صدور حكم قضائي يدينهم وهناك عشرات الاسماء من اطارات واصحاب شركات تتعلق بهم شبهات في تورطهم في ملفات فساد ولكن لا يمكننا التشهير بهم.
*رصدت وزارة الثقافة دعما لبعض الفنانين الذين لم يقوموا باي اعمال فنية,هل هناك مساع لاسترجاع هذه الاموال؟
مهدي المبروك: صحيح رصدت وزارة الثقافة دعما لعدة فنانين واساسا في قطاع الموسيقى وقد تراوحت قيمة هذا الدعم منذ سنة 2005 إلى حدود سنة2012 حوالي 350 الف دينار,اما عن مساعي وزارة الثقافة لاسترجاع هذه الاموال فقد قمنا باتخاذ جملة من الاجراءات الادارية والقانونية من بينها امهال المنتفعين بالدعم مدة 30 يوما وفق القانون من اجل اصدار الاعمال وايداعها بمصلحة الموسيقى بوزارة الثقافة ونحن ننسق مع وزارة المالية باعتبارها شريكنا في هذا المجال كما نسقنا مع المكلف العام بنزاعات الدولة من اجل رفع دعاوى قضائية لمن لم يحترم تعهداته في مجال صرف المال العام والاعتمادات المخصصة واعتقد أن هذا الاجراء ياتي في سياق محاربة كافة التجاوزات والفساد.
*كيف يتم توزيع الدعم المقدر ب26 مليار خاصة وان ميزانية الوزارة شهدت تراجعا مقارنة بالسنة الفارطة في حين أن الاموال المرصودة للدعم ارتفعت؟
مهدي المبروك: في الحقيقة الميزانية تنقسم إلى عنوانين الاول مخصص لمصاريف النفقات والثاني للتنمية أي كل ما يتعلق بالبنية التحتية مع العلم واننا سجلنا تراجعا في السنة الفارطة بالنسبة للاعتمادات المرصودة للتنمية وقدر هذا التراجع تقريبا ب9 مليارات في حين سجلنا ارتفاعا ملحوظا في الاموال المرصودة للدعم واعتقد أن هذا الارتفاع طبيعي لانه يرتبط بنشاط الوزارة الذي تحتاجه لتمويل نفسها, كما يجب الاشارة إلى انه هناك دعم غير مباشر كمعاليم تذاكر سفر الفنانين التونسيين المشاركين في مهرجانات خارج ارض الوطن و مصاريف استقبال الضيوف الاجانب
*اعلنت عن مشروع بعث قناة ثقافية بالتعاون مع وزارة السياحة وذكرت أن الوزارة لها ساعات من البث من تراثها وتراث مهرجاناتها هل ترى أن ذلك سيكون كافيا للترويج للثقافة والسياحة خاصة في هذا الظرف الحساس التي تمر به بلادنا؟
مهدي المبروك: الفكرة قيد الدرس ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد مشروع لبعث قناة ثقافية تديرها وزارة الثقافة وهذا المشروع سببه حاجة هذا القطاع الى قناة تلفزية خاصة وان جميع القنوات تكاد تكون غارقة في الشان السياسي اذ تحضر الثقافة في برامج هزيلة لا اريد ذكرها وبها جزء كبير يقوم على التهريج والهوامش بهدف الاثارة ولا تقدم قراءات نقدية في الساحة الثقافية. وبالتالي فنحن في حاجة إلى قناة ثقافية ذات عمق ولنا مادة يمكن أن ناثث بها هذه القناة إلى جانب ما نملكه من مئات المتاحف والمعالم بالولايات و400 مهرجان صيفي إلى غير ذلك من التظاهرات الثقافية ولكن هذا لا يعني أن ذلك كاف من المؤكد اننا سنكون بحاجة إلى مادة حوارية واخبارية.
*تم نشر فيديو لك وانت نائم باحدى الندوات الفكرية اثار موجة من الانتقادات من بينها من اعتبر أن نوم وزير الثقافة لا يختلف عن نوم الثقافة العميق في تونس ما تعليقك عن ذلك؟
مهدي المبروك : (ضاحكا) هذا الفيديو كان في منتصف شهر ماي وفي الحقيقة تقبلته بالكثير من الدعابة خاصة وان المشهد تواصل لمدة 37 ثانية علما وان ذلك الشهر بالذات كان ثريا بالانشطة الثقافية من بينها شهر ربيع الكتاب الذي يشهد الجميع بنجاحه إلى جانب الشهر الوطني للتراث كما اننا افتتحنا تقريبا اكثر من معرض للفنون التشكيلية إلى جانب مؤسسات ثقافية ودور ثقافة وبالتالي كان ذلك الشهر استثنائيا وفي هذا الاستثناء استثناء الاستثناء وهذا من المفارقات العجيبة.وهذه اللقطة لا تنتمي لا إلى ندوة فكرية ولا إلى بعثة رسمية بل كانت دعوة من قبل المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم وكانت مأدبة غداء على شرف الفائز بجائزة المنظمة العالمية الفرنكوفونية والالكسو وكانت المراسم تبدا على الساعة الثانية وبالنسبة لتلك اللقطة فقد صورت في وقت الراحة وسبحان من لا تاخذه سنة ولا نوم وفي الواقع انتابتني نوبة من الضحك عندما شاهدت نفسي وانا نائم وما اقوله اتمنى لكن اتمنى أن ياتي الناس ويصوروني في الصيف في موسم المهرجانات وانا اتنقل من ولاية إلى اخرى واحرم من النوم وحتى من الاكل بسبب ضيق الوقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.