بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي مبروك في حوار لحقائق أون لاين حول قرطاج والفساد في وزارة الثقافة ودعم الفنانين !
نشر في حقائق أون لاين يوم 11 - 06 - 2013

للسنة الثانية على التوالي يواصل السيد مهدي المبروك ادارته لوزارة الثقافة. ظل وزير الثقافة من المستقلين القلائل في منصبه في فترتي حكومتي العريض و الجبالي. و منذ احداث معرض العبدلية الذي اعترف فيها الوزير بخطأ تقديراته جدتت احداث و تطورات دفعت بالمهدي المبروك إلى أن يحتل مكانته كاملة دون نقصان و باستقلالية ملحوظة ربما ستثير غضب و تبرم بعض من اطراف الترويكا.
في هذا الحوار الشامل مع حقائق اون لاين نحن ازاء المهدي المبروك المثقف الذي يؤمن بالابداع و الفن دون محرمات و لا قيود. مما لا شك فيه ان ما قاله في هذا الحوار سغضب تيار المحافظين و المتشددين و لكنه سيطمئن قطاعا واسعا من تونس العميقة المنفتحة على الفن والثقافة والابداع وسيفرضه كوزير للثقافة الحرة في فترة نحن في حاجة فيها اكثر من اي وقت مضى لتركيز اسس ثورتنا الثقافية ضد التحجر و الجمود والانطوائية.
*صرح مدير مهرجان قرطاج الدولي مراد الصكلي انه على استعداد لبرمجة أي فيلم تحصل على السعفة الذهبية في "كان" في اشارة إلى فيلم عبد اللطيف كشيش "حياة ايديل"،فهل يمكن عرض هذا الفيلم الذي اثار جدلا واسعا خاصة وان حركة النهضة عبرت عن رفضها لعرضه؟
المهدي المبروك: في البداية اريد أن أهنأ عبد الطيف كشيش مرة أخرى وكنت قد ابرقت له في هذا المجال ولم تكن هذه البرقية سرية وكنت قد اعلنت هذا الموقف على امواج الاذاعة الوطنية. و بالرغم من اني شخصيا لا اشاطره نفس الاطروحة فاني ضد سياسة الخطاب المزدوج لان حق كشيش على وزير الثقافة أن يدافع عنه ويمنحه حرية عرض هذا الفيلم انسجاما مع حرية الابداع ومبادئها الكبرى وانسجاما مع ما نسعى إلى تكريسه في الدستور وبالتالي ساكون ممن سيدافعون عن حق كشيش في عرض هذا الفيلم في تونس خاصة وان مسودة الدستور اكدت على حرية الابداع وفي اعتقادي الحرية ليس أن نمنحها لمن يشاطرنا الراي فحرية الابداع والتعبير يجب أن يستفيد منها من يخالفنا الراي ولذلك ارى أن الامر مبدئي.
اما عن رفض حركة النهضة عرض هذا الفيلم فليس لي علم بذلك وليس من حقها أن تقرر فوزارة الثقافة هي التي تعطي الحق لكشيبش في عرض فيلمه والقانون هو الذي يعطي الحق لوزير الثقافة في اعطاء تاشيرة لعرض الفيلم وسادافع عن هذا المبدأ والقانون فوق الجميع وسأحاول اقناع اكبر طيف ممكن لعرض هذا الفيلم ومن كان معارضا له فليقاطعه وليعبر عن رفضه بتنظيم وقفة احتجاجية أو باصدار بيان. وساكون من الذين يدافعون عن حق الناس والمثقفين في عرض ابداعاتهم وهذا وفاء لاستحقاقات الثورة وانسجاما مع دستورنا.
*في اطار البرمجة الصيفية لمهرجان قرطاج بعض التسريبات تقول ان هناك فنانون عرب أقصوا من المشاركة في هذه الدورة من مهرجان قرطاج الدولي على خلفية ولائهم لنظام بشار الاسد؟
مهدي المبروك: هذه السنة لم اتدخل مطلقا في الخيارات الفنية ومديرو المهرجانات هم المسؤولون الوحيدون على ذلك،هناك خلفية ثقافية فنية للمهرجانات تناقشنا حولها دون ان اقترح أي اسم ودون أن ابدي أي تحفظ حول الخلفية السياسية للفنانين ان كانوا مؤيدين لنظام بشار ام معارضين له.
نحن نؤمن أن الثقافة العربية هي ما تبقى لنا لايجاد مصالحات ثقافية بين الشعوب العربية ونحن ندين أي اقصاء ثقافي على قاعدة مواقف الفنانين السياسية وهذا لم يرد مطلقا لا على القاعدة السياسية أو الاخلاقية.
و اعتقد أن كل مهرجان يحترم نفسه يجب أن يكون له خلفية ثقافية لا خلفية سياسية أو اخلاقية وحتى رفضي لمشاركة بعض الفنانين في مهرجان قرطاج السنة الفارطة كان بسبب تحفظات فنية وهذا موقفي مع جميع الفنانين سواء كانوا اجانب أو حتى تونسيين وهم كثيرون وما اتمناه أن يعيد مهرجان قرطاج اشعاعه وهيبته من خلال غربلة قاسية احيانا ولها ضحايا تونسييون واجانب.
و قد ابدينا السنة الفارطة نوعا من التنازلات بسبب ضغط النقابات ومكنا بعض الفنانين التونسيين من المشاركة في المهرجان وروجنا لعروضهم اعلاميا ولكن ماذا فعلوا؟
لذا اقول دائما ان مهرجان قرطاج "كالولي الصالح اللي يتحكك فيه يلدغو". علينا أن نتهيب مهرجان قرطاج كما نتهيب الاماكن المقدسة فابتذاله وتشليكه لا تكون له الا عواقب وخيمة واقول لجميع الفنانين فلتتهيبوا مهرجان قرطاج ولتعدوا له ما يليق به.
*اعتبرت ان علاج التشدد هو الموسيقى والجمال والرقص . كيف ذلك وانت تعلم أن هؤلاء يرفضون كل اشكال الفن والابداع بل هناك من يكفر الفنانين والمبدعين ؟
المهدي المبروك: ابو حامد الغزالي قال "من لم يحركه العود و اوتاره ولا الربيع وازهاره فهو فاسد الطبع عديم المزاج ليس له علاج". فالانسان الذي لا يتفاعل مع الموسيقى وجمال الطبيعة مريض واعتقد أن معاداة الفن لا تخلق الا شخصية مرضية.
وفي الواقع انا دائما اتساءل: الم يمر السلف الصالح الذي يتحدث عنه هؤلاء المتشددون بالمعالم الاثرية ؟ من المؤكد انهم مروا و الدليل التماثيل التي جمعها خير الدين بالمتحف الوطني يجسم جسد المراة الجميل بتفاصيله وهناك تماثيل كذلك لجسد الرجل وتبرز بها حتى اعضاءه التناسلية لماذا . لم لم يقوموا بتدميرها في السابق خاصة وانها كانت واضحة للعيان ونصبت في مرتفعات قرطاج و اوذنة وسبيطلة ..الم يكن هؤلاء مسلمين؟؟ هؤلاء كانوا يعلمون أن الاسلام لا يتناقض مع ذلك وحافظوا على هذه التماثيل ولم تكن لديهم حملة منهجية ضد التماثيل أو ضد أي مجال من مجالات الفن لذا اعتقد ان هناك قراءة متحجرة للاسلام وعلى هؤلاء معالجة انفسهم من هذه القراءات فالاسلام متناغم ومنسجم وداعم لحرية الفن والفنون واقول لهم: زوروا متاحفنا وستعلمون أن سلفكم كان محبا للفنون.
*دعني اخوض معك في الشأن الداخلي لوزارة الثقافة، كنت قد اعلنت انه في شهر جوان سيتم استكمال النصوص المرجعية الخاصة بكل قطاعات الثقافية واحداث هيئة للتصرف في الصندوق الوطني للتشجيع على الابداع الفني والادبي، فهل تمكنت الوزارة من ذلك؟
المهدي المبروك: نعم تمكنا من تحقيق جل ما وعدنا به والان لدينا قانون اساسي للمنشطين الثقافيين احدث لاول مرة كما تم أيضا الموافقة على قانون الصندوق الوطني للتشجيع على الابداع الفني والادبي من قبل رئاسة الحكومة والمحكمة الادارية و وزارة المالية، هذا بالاضافة إلى انه تم عرض قوانين تخص المركز الثقافي بالحمامات منذ اسبوعين علما وان هذا المركز كان يعمل منذ سنة 1964 دون أي نص قانوني كما تم عرض قوانين تخص المؤسسة التونسية لحقوق التاليف وقد حظيت بالموافقة وسيتم نشرها بالرائد الرسمي في القريب العاجل وفي هذا السياق اشير إلى ان هناك نقطة واحدة اتمنى أن تتحقق وهي اصدار النص القانوني المنظم للمجلس الاعلى للثقافة.
*على ذكر الحمامات نعلم ان مهرجان الحمامات الدولي السنة الفارطة سجل عجزا قدر ب400 الف دينار فهل اتخذت وزارة الثقافة اجراءات استثنائية لتدارك هذا العجز في الدورة القادمة؟
المهدي المبروك: في الواقع جل المهرجانات تسجل عجزا، حتى مهرجان قرطاج والمهرجانات الجهوية وحتى التظاهرات الثقافية وفي اعتقادي أن هذا العجز ناتج عن عدم تحكم هيئات المهرجانات في الميزانية المرصودة لها وهو ما يضطرنا للتدخل بصفة استثنائية واضافة مبالغ اخرى لتغطية هذا العجز، ولكن هذا لا يعني أن الوزارة عاجزة عن تغطية مصاريف مهرجاناتها ولتفادي ذلك قمنا هذه السنة بندوة تكوينية بالحمامات لمديري المهرجانات تواصلت على مدى ثلاثة ايام وذلك لتكوينهم في مجال التصرف الاداري والمالي وقدمنا جملة من التوصيات في هذا الموضوع ونتمنى أن تصبح مهرجاناتنا مربحة علما وان المهرجانات الجهوية ليست لها مداخيل وهي في جلها عروض مجانية بالاساس.
كما اننا سنقوم في هذه النسخة من مهرجان قرطاج الدولي بوضع منظومة اعلامية لاقتطاع التذاكر وذلك للحد من الدخول غير القانوني أي دون اقتطاع التذاكر خاصة وان الحد الاقصى للاقتطاع الذي سجلناه في السنة الفارطة لم يتجاوز ال4000 تذكرة في حين سجل دخول ما بين 12 الفا و 13 الف متفرج في بعض الحفلات وفي اعتقادي أن هذا التجاوز سببه تواطئ بعض العاملين في هياكل المراقبة من أعوان وزارة الثقافة والامن وقد نبهنا أعوان الحماية المدنية من ذلك علما وان طاقة الاستيعاب لمسرح قرطاج الاثري لا يتجاوز ال8الاف و900 متفرج وهذا جزء كبير من الخسارة ولو عملنا على طاقة استيعاب مسارحنا بشكل قانوني لكانت هذه المهرجانات مربحة.
*تمكنت في هذا الظرف الوجيز من تنظيم القطاعات الثقافية من الناحية القانونية واعتبرت أن ما قمت به في هذه الفترة لم تشهده وزارة الثقافة مدة 30 سنة اذا بماذا تفسر رفع شعار ديقاج في وجهك من قبل بعض الفنانين؟
مهدي المبروك: هذا الشعار رفع في وجهي مرة واحدة في ايام قرطاج السينمائية ولم يرفع مطلقا مرة اخرى وكان بسبب سوء التنظيم والتدافع الذي حصل في حفل الافتتاح وهو ما خلق حالة احتقان تزامنت مع دخول السيد وزير الثقافة وهو يتهادى فوق البساط الاحمر وهو ما اعتبره خطا في توقيت دخول الوزير التي تزامن مع حالة توتر قصوى ولكن تحديد توقيت ومكان دخول الوزير ليس دوري لذا كان يفترض أن يكون هناك تقدير سياسي ونفسي, كما أن الشخص الذي كان وراء ذلك الموقف والذي نظم هذه الوقفة وجيش الشباب المنتمي إلى حقل السينما وهو من بينهم قدم الى مكتبي بعد يومين واعتذر اعتذارا املاه عليه ضميره الاخلاقي واكد انه اساء التقدير وانه ما كان يجب مكافئة وزير الثقافة بهذه الطريقة وانا اتعامل معه اللان وكان شيء لم يكن.
*في حديثك عن الفساد في وزارة الثقافة قلت أن خيط الفساد مازال مستمرا متى سيتمكن مهدي مبروك من وضع حد لذلك؟
مهدي المبروك: طبعا الفساد مازال متواصلا فمن المستحيل القضاء عليه بصفة نهائية...هناك اليات مراقبة يجب اعتمادها لتحقيق ذلك وهناك امكانيات يجب توفيرها وفي اعتقادي مهمة الثورة القضاء على الفساد ونحن فتحنا اكثر من 40 ملف فساد واخرها ملف الدعم على الموسيقى ولو قارننا حجم الفساد الموجود بوزارة الثقافة مع الوزارات الاخرى لوجدناها اقل الوزارات فسادا وذلك بسبب ضعف ميزانيتها مقارنة بالميزانيات المرصودة لبقية الوزارات كما اننا من اقل الوزارات متاجرة بقضية الفساد علما واننا لم نتستر على أي ملف من ملفات الفساد ولكننا نحترم اخلاقيات الغمل فلا يمكنني التشهير باشخاص بمجرد وجود شبهة على التورط في ملفات فساد حتى وان كانت هذه الشبهة قوية دون صدور حكم قضائي يدينهم وهناك عشرات الاسماء من اطارات واصحاب شركات تتعلق بهم شبهات في تورطهم في ملفات فساد ولكن لا يمكننا التشهير بهم.
*رصدت وزارة الثقافة دعما لبعض الفنانين الذين لم يقوموا باي اعمال فنية,هل هناك مساع لاسترجاع هذه الاموال؟
مهدي المبروك: صحيح رصدت وزارة الثقافة دعما لعدة فنانين واساسا في قطاع الموسيقى وقد تراوحت قيمة هذا الدعم منذ سنة 2005 إلى حدود سنة2012 حوالي 350 الف دينار,اما عن مساعي وزارة الثقافة لاسترجاع هذه الاموال فقد قمنا باتخاذ جملة من الاجراءات الادارية والقانونية من بينها امهال المنتفعين بالدعم مدة 30 يوما وفق القانون من اجل اصدار الاعمال وايداعها بمصلحة الموسيقى بوزارة الثقافة ونحن ننسق مع وزارة المالية باعتبارها شريكنا في هذا المجال كما نسقنا مع المكلف العام بنزاعات الدولة من اجل رفع دعاوى قضائية لمن لم يحترم تعهداته في مجال صرف المال العام والاعتمادات المخصصة واعتقد أن هذا الاجراء ياتي في سياق محاربة كافة التجاوزات والفساد.
*كيف يتم توزيع الدعم المقدر ب26 مليار خاصة وان ميزانية الوزارة شهدت تراجعا مقارنة بالسنة الفارطة في حين أن الاموال المرصودة للدعم ارتفعت؟
مهدي المبروك: في الحقيقة الميزانية تنقسم إلى عنوانين الاول مخصص لمصاريف النفقات والثاني للتنمية أي كل ما يتعلق بالبنية التحتية مع العلم واننا سجلنا تراجعا في السنة الفارطة بالنسبة للاعتمادات المرصودة للتنمية وقدر هذا التراجع تقريبا ب9 مليارات في حين سجلنا ارتفاعا ملحوظا في الاموال المرصودة للدعم واعتقد أن هذا الارتفاع طبيعي لانه يرتبط بنشاط الوزارة الذي تحتاجه لتمويل نفسها, كما يجب الاشارة إلى انه هناك دعم غير مباشر كمعاليم تذاكر سفر الفنانين التونسيين المشاركين في مهرجانات خارج ارض الوطن و مصاريف استقبال الضيوف الاجانب
*اعلنت عن مشروع بعث قناة ثقافية بالتعاون مع وزارة السياحة وذكرت أن الوزارة لها ساعات من البث من تراثها وتراث مهرجاناتها هل ترى أن ذلك سيكون كافيا للترويج للثقافة والسياحة خاصة في هذا الظرف الحساس التي تمر به بلادنا؟
مهدي المبروك: الفكرة قيد الدرس ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد مشروع لبعث قناة ثقافية تديرها وزارة الثقافة وهذا المشروع سببه حاجة هذا القطاع الى قناة تلفزية خاصة وان جميع القنوات تكاد تكون غارقة في الشان السياسي اذ تحضر الثقافة في برامج هزيلة لا اريد ذكرها وبها جزء كبير يقوم على التهريج والهوامش بهدف الاثارة ولا تقدم قراءات نقدية في الساحة الثقافية. وبالتالي فنحن في حاجة إلى قناة ثقافية ذات عمق ولنا مادة يمكن أن ناثث بها هذه القناة إلى جانب ما نملكه من مئات المتاحف والمعالم بالولايات و400 مهرجان صيفي إلى غير ذلك من التظاهرات الثقافية ولكن هذا لا يعني أن ذلك كاف من المؤكد اننا سنكون بحاجة إلى مادة حوارية واخبارية.
*تم نشر فيديو لك وانت نائم باحدى الندوات الفكرية اثار موجة من الانتقادات من بينها من اعتبر أن نوم وزير الثقافة لا يختلف عن نوم الثقافة العميق في تونس ما تعليقك عن ذلك؟
مهدي المبروك : (ضاحكا) هذا الفيديو كان في منتصف شهر ماي وفي الحقيقة تقبلته بالكثير من الدعابة خاصة وان المشهد تواصل لمدة 37 ثانية علما وان ذلك الشهر بالذات كان ثريا بالانشطة الثقافية من بينها شهر ربيع الكتاب الذي يشهد الجميع بنجاحه إلى جانب الشهر الوطني للتراث كما اننا افتتحنا تقريبا اكثر من معرض للفنون التشكيلية إلى جانب مؤسسات ثقافية ودور ثقافة وبالتالي كان ذلك الشهر استثنائيا وفي هذا الاستثناء استثناء الاستثناء وهذا من المفارقات العجيبة.وهذه اللقطة لا تنتمي لا إلى ندوة فكرية ولا إلى بعثة رسمية بل كانت دعوة من قبل المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم وكانت مأدبة غداء على شرف الفائز بجائزة المنظمة العالمية الفرنكوفونية والالكسو وكانت المراسم تبدا على الساعة الثانية وبالنسبة لتلك اللقطة فقد صورت في وقت الراحة وسبحان من لا تاخذه سنة ولا نوم وفي الواقع انتابتني نوبة من الضحك عندما شاهدت نفسي وانا نائم وما اقوله اتمنى لكن اتمنى أن ياتي الناس ويصوروني في الصيف في موسم المهرجانات وانا اتنقل من ولاية إلى اخرى واحرم من النوم وحتى من الاكل بسبب ضيق الوقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.