عاجل/ 4 فتيات يعتدين على تلميذة..وهذا ما قرره القضاء في حقهن..    لافروف: أوروبا تتأهب لحرب كبرى ضد روسيا    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سوسة: طفل العاشرة يحيل شيخ إلى غرفة الإنعاش    وزيرة المالية: عودة الانتداب في سنة 2026 وتسوية آلاف الوضعيات الوظيفية    ترامب يخرج على البروتوكول ويسأل الشرع عن عدد زوجاته لتقديم الهدايا لهن    ترامب يوقّع قانونا ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ أمريكا    وزير الفلاحة يؤكّد الالتزام بمزيد دعم قطاع الغابات وإرساء منظومة حماية متكاملة    النائبة فاطمة المسدي تكشف عن شكاية رفعتها ضد نائبة بتهمة تلقي أموال لتوطين مهاجرين غير نظاميين    كيف تطورت أزمة مقاتلي حماس العالقين في رفح؟    مرصعة بالذهب الأبيض.. كم يبلغ سعر ساعة كريستيانو رونالدو الخرافية؟ (صور)    الإحتفاظ بأربع فتيات سلبن تلميذة وعنّفنها حدّ الإغماء    صفاقس: اتحاد الأعراف يحمّل إتحاد الشغل مسؤولية ما قد يترتب عن أي إضراب غير قانوني    عاجل/ إيداع شكاية لدى محكمة الاستئناف بتونس حول تعرض جوهر بن مبارك "لجريمة تعذيب"…    عاجل: ألعاب التضامن الإسلامي بالرياض: وفاء محجوب تهدي تونس ميدالية فضية في الكاراتي    انتقال رئاسة النجم الساحلي الى فؤاد قاسم بعد استقالة زبير بية    توقيع برنامج تعاون ثنائي بين وزارة الشؤون الثقافية ووزارة الثقافة الرومانية    في ذكرى وفاة عبد القادر بن الحاج عامر الخبو    أولا وأخيرا .. على أكل الحشيش نعيش    في بيت الرواية بمدينة الثقافة .. .جلسة أدبية حول «تعالق الشعر بالسرد»    بنزرت: يوم إعلامي حول السّجل الوطني للمؤسسات    المهدية: مواد خطيرة وحملة وطنية لمنع استعمالها: طلاء الأظافر الاصطناعية و«الكيراتين» مسرطنة    أنس بن سعيد تتألّق في "ذو فويس" وتعيد للأغنية التونسية بريقها    استماعات بخصوص مشروع قانون المالية    قبلي: عملية بيضاء لرفع جاهزية فرق الحماية المدنية في مجابهة حوادث المرور    الليلة: سحب قليلة والحرارة بين 10 درجات و15 درجة    العجز التجاري لتونس يبلغ 18,435.8 مليون دينار مع موفى أكتوبر 2025    وزير الدفاع يلتقي قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا    الرئيس الجزائري يوافق على طلب نظيره الألماني بالعفو عن الكاتب بوعلام صنصال    مشروع السدّ يتحرّك: مفاوضات جديدة لإنهاء ملف انتزاع الأراضي بجندوبة!    كاس افريقيا للامم لكرة اليد - المنتخب التونسي في المستوى الاول    عاجل/ صدور أحكام سجنية في قضية هجوم أكودة الارهابي    مباراة تونس وموريتانيا الودية : وقتاش و القناة الناقلة ؟    سليانة: انطلاق مهرجان "نظرة ما" في دورتها الثانية    مدير المركز الوطني لنقل الدم: هدفنا بلوغ 290 ألف تبرّع سنوي لتلبية حاجيات البلاد من الدم ومشتقاته دون ضغوط    مجلس الجهات والأقاليم ينتدب في هذه الخطط الإدارية..#خبر_عاجل    عاجل/ انشاء هيكل جديد لتنظيم قطاع القهوة في تونس    عاجل: 8 سنين حبس لفتاة تروّج في المخدّرات قدّام مدرسة في الجبل الأحمر!    الترجي الرياضي: توغاي يعود إلى تونس.. ورحة بأيام ل"بن سعيد"    انطلاق معرض الموبيليا بمركز المعارض بالشرقية الجمعة 14 نوفمبر 2025    النجم الساحلي: زبير بية يكشف عن أسباب الإستقالة.. ويتوجه برسالة إلى الأحباء    تونس تشارك في بطولة العالم للكاراتي بمصر من 27 الى 30 نوفمبر بخمسة عناصر    تعاون ثقافي جديد بين المملكة المتحدة وتونس في شنني    "ضعي روحك على يدك وامشي" فيلم وثائقي للمخرجة زبيدة فارسي يفتتح الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس    قفصة: وفاة مساعد سائق في حادث جنوح قطار لنقل الفسفاط بالمتلوي    ليوما الفجر.. قمر التربيع الأخير ضوي السما!...شوفوا حكايتوا    تحطم طائرة شحن تركية يودي بحياة 20 جندياً...شنيا الحكاية؟    معهد باستور بتونس العاصمة ينظم يوما علميا تحسيسيا حول مرض السكري يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025    تحب تسهّل معاملاتك مع الديوانة؟ شوف الحل    اسباب ''الشرقة'' المتكررة..حاجات ماكش باش تتوقعها    خطير: تقارير تكشف عن آثار جانبية لهذا العصير..يضر النساء    تحذير عاجل: الولايات المتحدة تسحب حليب أطفال بعد رصد بكتيريا خطيرة في المنتج    تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة    الشرع يجيب على سؤال: ماذا تقول لمن يتساءل عن كيفية رفع العقوبات عنك وأنت قاتلت ضد أمريكا؟    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"السَّرَطانُ" القَطَريّ يُهَدِّدُ مِن ليبيا دُوَلَ شَمال أفريقيا بأسْرِها !
نشر في حقائق أون لاين يوم 05 - 02 - 2017

يُسَمّى القِطارُ (وخاصَّةً القطار الدُّمْيَة) في اللهجةِ العراقيّة "قَطَر" . وَبَعْدَ أنْ دَخَلَ الجيْشُ العراقيُّ في عَهْدِ الرّئيس صَدّام حسين الكُوَيْتَ ، راجَتْ "نكتةٌ" في الأوساطِ العِراقيّة مَفادُها أنَّ "حَلا" كريمةُ الرئيس صدّام حسين الصُّغْرى (كان عمرها 26سنة لكنّها كانت الابنة المُدلَّلة) أفاقتْ مِن نَوْمِها تبكي ، فَقِدَمَ إليها أبوها مُتسائلاً :"عيني حَلا شبيش؟" فأجابَتْهُ "أَريد قَطَرْ ألْعَبْ بيها" .(المُفارَقَة أنَّ "حَلا" تقيم الآنَ مع أمِّها في قَطَر) . وَيَبْدُو كأنَّ الدّوائرَ الصّهيو أمريكيّة اسْتَلْهَمَتْ الفُكاهةَ الشَّعْبيّة العراقيّة لِتَسْتَخْدِمَ قَطَرَ وَحُكّامَها دُمْيَةً في لُعْبَتِها الوحشيّةِ الدَّمَويّةِ على امْتِدادِ المَنْطِقةِ التي استهْدَفْتَها خطَّةُ تلكَ الدَّوائر لإقامةِ الشّرقِ الأوسطِ الكبير مِنَ الباكستان إلى مرّاكش ، بإسْناد دَوْرٍ إلى حكّام الكيانِ القَطَريّ منذ الفصلِ الأوَّلِ مِن هذهِ الخطَّةِ ،هُوَ فَصْل "الفوضى الخَلّاقة".
فهذهِ المَشْيَخَة التي بالكاد يبلغُ عدَد سُكّانِها مليونيّ نسمة ، تَراءى لشُيُوخِها المُراهِقين في حلم يَقَظَة صهيوأمريكي طويلأنَّ بإمكانِها – مادامَتْ مُنْتَفِخَة بالغازِ وعائداتِهِ مِنَ العملةِ الصَّعْبَة قرابة المئة مليار دولار– أنْ تَغْدُو قطْباً سياسيّاً ذا شأنٍ يَتَدَخَّلُ طُولاً وَعَرْضاً في مَصائر الدُّوَل إقليميَّاً وَعَبْرَ العالم .(لكنّها الآن بعد ستّ سنوات مِنَ اللعب بدِماء شعوب المنطقة العربيّة تتوقَّعهذه المشيَخَة الخليجية -الغنية بالغاز- عجْزاً أعلى كثيراً في 2016 يبلغ 46.5 مليارريال (12.8 ملياردولار) سيكون أول عجز في الميزانية في 15 عاماً).
ولذلكَ لم يَتَرَدَّدْ آلُ ثاني في استِثمارِ 6 أكثر ملياريورو في فرنسا(حيثٌ أقدَم الصندوقُ السِّياديُّ لقطَرعلى شِراءِ "نادي باريس سانجيرمان" وحصصا في شركة "فيوليا" الفرنسيّة للبنيةِ التحتيّة وشركةِ "فينسي" للبِناء. كما أنَّ لدَيها استثمارات في حُقوق البثِّ التلفزيوني وفي سُوق الفنّ وتملك حِصَّةً في المجموعةِ النفطيّة "توتال" والمجموعة المتخصصة في السّلع الفاخرة "LVMH").
كما استثمَرَ حكّامُ قَطَر في الولايات المتحدة وبريطانيا (حيث تملك قطرأيضامتجرَ "هارودز" الشهيرَ وناطحةَالسَّحاب شارد،وحصصاً في مَطار "هيثرو" ومخازن "سينزبيري" ومصْرَف "باركليز")،وقد أدَّتْ تساؤلاتٌ في إنكلترا حوْلَ هذه الاستثمارات إلى إلغاءِ عدَدٍ من المشاريع العقاريّة العملاقة، التي عَدَّتْها المُعارَضةُ البريطانية مُشَوِّهَةً للهويّة المعماريّة البريطانية.
كما أدّتْ تساؤلاتٌ فرنسيّة مُماثِلَة إلى جدَلٍ سياسيٍّ في فرنسا بعدإ لغاءِمشروعٍ طرَحتْه قطَرفي 2011 لإنعاشِ الضّواحي الفرنسيّة التي تسكنها الجالياتُ الإسلاميّة.
وإذا كانتْ هذهِ الاستثمارات بالمليارات لإعمارِ الغَرب فإنَّ مليارات أخرى مِنَ المالِ القَطَريِّ قَدْ اسْتُثْمِرَ أيضاً في بلدانٍ عَرَبيّة وإفريقيّة ولكن لِنَشْرِ الإرهاب والقَتْلِ والدَّمارِ في سياق الدّور المَوكول للدَّوحةِ في إطلاق مسيرة "الفوضى الخلّاقة" صهيو أمريكيّاً.
ولذلك لاقتْ استثماراتُ قَطَر مُعارَضَةً أيضاً في دُوَلٍ اجْتاحَتْها سَمُومُ وسُمومُ "الربيع العربي" سيِّئ الذّكر ، كانت ناجعة في بَعْضِها كَمِصْر ، لكنّها كانتْ أقلّ نجاعةً في بَعْضِها الآخَر كتونس لأنّ حركة النّهضة لاتزال ذات نُفُوذ .
وقد احتجّت المُعارَضة في تلك البلدان على الاستثمارات القَطَريّة التي يلفّها الغُمُوض ولارتباطِها بِخطَطٍ مَشْبُوهَة تَدْعَم جَماعات الإسلام السياسي وجماعات "الحقوقيين" المرتزقة التي وَصَلَتْ إلى دفَّةِ الحكم – كحرَكةِ النّهضة و حزب المنصف المرزوقي في تونس والإخوان المُسلمين في مصر. بَلْ إنَّ قَطَريِّينَ تَذَمَّروا مِنَ الكيفيّةِ التي تَمَّ بها "تبديدُ أموالٍ طائلةٌ في مَنأى عن المعايير الاقتِصاديّةِ لإدارةِ الاستثمارات" .
وقَد جاوَزَ مقدارُ الثّروة التي تَدَفَّقَت لتغذيةِ أوهامِ حكّام الدّوحة بأنّهُ بِمَقْدُورِهِم رَسْم خارطة سياسيّة عربيّة جديدة تَجْعَل مِنْهُم قُوَّةً إقليميّة تَسْتَخِفُّ بِمِصر وسوريا والجزائر والعِراق ، جاوزَ ال17مليار أي أكثر مِن ضعْفِ ميزانيّة قطَر لعام 2017التي حُدِّدَتْ ب7.8مليار دولار. فَقَد ذَهَبَ مِن المال القَطَري أكثرَ مِن 9مليار دولار إلى نظام محمد مرسي في مصر ، و3مليار دولار إلى إخوان "الثورة الليبية" ، و2مليار دولار إلى حركة النهضة وبعض حلفائها في حكومتيّ الترويكا ، و3مليار دولار إلى الإخوان والمرتزقة والجماعات الإرهابية المسلّحة في سوريا، ونصف مليار دولار إلى حكومة حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب.
وإذا أخَذْنا في الحسْبان أنَّ تعدادَ الجيشِ القَطَريّ ليسَ أكثَرَ مِن 12أف ضابط وصف ضابط وجندي ، فإنَّ المُؤكَّدَ أنَّ صَفَقات الأسلِحَة التي أبْرَمَها حُكّامُ الدوحَة والتي بَلَغَتْ 20مليار يورو لم تكن مِن أجْلِ تَسْليحِ هذا "الجُّوَيش القَطَري" ، بل مِن أجْلِ تمكينِ الجّماعاتِ الإرهابيّة مِن التكفيريّين والمُرْتَزَقَة ، الإخوانيّة خاصّةً، في سوريا والعراق وليبيا ومالي وغيرها مِن أحْدَثِ الأسلحةِ الأمريكيّةِ والفرنسيّةِ الخفيفةِ والمُتَوَسِّطةِ والثقيلة.
وإذا كانت الاستراتيجيّة القطَريّة لِلَعِبِ دَوْرٍ إقليميّ وَدَوْليّ كانت تقوم على ثلاث ركائز بُنِيَتْ بالمالِ هِيَ : الإعلام وخاصّة قناة "الجزيرة" ، وَمُسانَدَة الإخوان المسلمين في ما سُمِّيَ "دُوَل الرّبيع العَرَبي"، والانضمام إلى المُنَظَّمةِ العالميّة للفرنكوفونيّةِ بصِفةِ "عُضو مُشارِك" ، فإنَّ قناة الجزيرة خسرتْ في السنوات الأخيرة -حسب إحصاءات مؤسّسات غَرْبيّة - قرابة العشرة ملايين مِن مُشاهديها عبْرَ العالم وفي المنطقةِ العربيّة خاصّة- أما إمكانيّة توظيف انضمام قطَر إلى المنظمة العالميّة للفرنكوفونيّة فقد باتتْ ضعيفة بعْدَ اصطدام حَصَلَ في مالي بين مصالح الدَّوحَة المَدعُومَة مِن واشنطن ومَصالح باريس.
فالتقاريرُ المتخصِّصة وعلى رأسِها تقاريرُالمخابرات الفرنسية التي نقلتْها أسبوعيّةُ “لكانارآنشيني” (Le canard enchaîné ) الفرنسية، تُجْمِعُ على أنّ “حركة التوحيد والجهاد في غربإفريقيا” (المُدرَجة على قائمة المنظمات الإرهابية في 2012 من قِبَلِ لجنةِ مجلس الأمن المُنشأة بشأن تنظيم القاعدة ومايرتبط به منأ فراد وكيانات)،تتلقّى مُساعدات بالدولارات والأسلحة من قبل مَشْيَخَةِ قطَر.
وتقدِّمُ “مُنظمة قطَرالخيريّة”هذه المساعدات عن طريقِ مكتبها في موريتانيا. وكانَ الصليبُ الأحمرالدولي قداتَّهَمَ الهلالَ الأحمرالقطَريَّ بحماية حركةِ التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، مِمَّا مكَّنَها مِن العمل بحريّة في شمالِ مالي، وكانت أسبوعية ( Le Canard enchaîné) الفرنسيّة،بناءًعلى معلوماتٍ استخباراتيّة فرنسية، قد اتهمت دولةَقطَ ربتمويلِ جماعاتٍ"جهادية" في منطقةِ الساحل .
وقال “رولانمارشال” (Roland Marchal) المتخصِّص في شُؤونِ منطقة الساحل الإفريقي، في تقريرٍأعدَّهُ سنة (2013)،إن قوات خاصّة قطَرية دخلتْ في الشمال المالي وأشرفتْ على تدريبِ عناصر مِن حركةِ “أنصارالدين” التي تمثل أحدَ أجنحة تنظيمِ القاعدة في المنطقة.
وكان رئيس الوزراءالقطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آلثاني، قدوقفَ حينَها بكلِّ ثقله ضدَّ التدخُّل العسكريّ الفرنسيّ في مالي (عمليّة “سرفال”-القطّالمتوحِّش) التي بدأت في 11جانفي2013)، داعياً إلى"حَلِّ مشكلة الشمال المالي بالجلوس إلى طاولة الحوار".
ويتساءلُ كثيرون باستغراب، كيف تتجرَّأ قطَرعلى تقديمِ مُساعدات بهذا الحجم وهذه الخطورة،إلى منظَّماتٍ إرهابية مثل “حركةِ التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا ”و “أنصارالدين”و “الحركة الوطنية لتحريرأزواد”و “القاعدة في المغرب الإسلامي” كماجاء في تقريرأسبوعية “لكانارآنشيني”الفرنسية بتاريخ 29 ماي 2013 ،والتي قالت إنّ مصْدَره إدارةُ الاستخبارات العسكرية (DRM) الفرنسية،مستغربين هذه الجُراءة مِن قطَرمِن جهة،وحائرين مِن جِهَةٍ أخرى، في أسْبابِ الشّرْخ في علاقةِ البلَدَين بعْد تحالفِهما القَوِيّ في ليبيا بالأمس !؟
هَلْ تُعَوِّلُ الدّوحة مَثَلاً على مُرتَزق مثل "عزمي بشارة" لِتَعويض فقدان قناة "الجزيرة" مصداقيّتها ، بإدارتهِ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، أو بفروعِ هذا المركز التي تُديرها في هذه العاصمةِ العربيّةِ أو تلك رُهُوطٌ مِن المُرتزَقة تَقَنيّي المعرفة بِسحنهِم الصّفراء وقاماتهم المحنيّة وجباهِهم المُتَهَرِّئة مِن كثرَة الرّكوعِ والسّجود لِريالِ أبي عقال!.بالتأكيد لا .
بل هِيَ لا تزال تُعَوِّلُ على فلولِ الإخوان وخبرَةِ ما تَبَقّى مِن مُجرمِيّ جماعاتِهِم التكفيريّة المُسلَّحَة في القتال والذّبْحِ والتدمير الذين سيُزَجُّ بِهِم في معارك قَطَر القادمة في ليبيا وَحَولَها ، وَتُعَوِّلُ على أنْ تُقامِر بما تَبَقّى في مَخزونِها مِن مليارات الدولارات عساها تستميلُ بها ساكِنَ البيت الأبيض الجديد .
فَقَد أبْلَغَ رئيسُ صندوق الثروة السياديّة القطَريّة تميم بن حَمَد بن خليفة آل ثاني مسؤولين أمريكييّن بأنَّ الصندوق سيستثمِرُ 10مليار دولار في مشروعات للبيئةِ التحتيّةِ داخِلَ الولاياتِ المُتَّحِدَةِ الأمريكيّة في دَعْمٍ واضِحٍ للخططِ الاقتصاديّةِ للرئيس الأمريكيّ "دونالد ترامب".
على أمَل أن تستثمِرَ هذا الدَّعْم بأن يَمْنَحَها "ترامب" غِطاءً لاستئنافِ عَمِلِها التخريبيّ في شمالِ أفريقيا وخاصّةً في مالي وليبيا . هذا الاستئناف الذي يقتضي مُحاصَرَة الجزائر بِدَعْمِ الإرهاب الإخوانيّ مثلما كانت تفعل الدوحة ولاتزال كما أسلَفْنا نقلاً عن تقارير فرنسيّة.
فَعَلى الرغْمِ مِن زيارةِ المُراوَغَة التي قامَ بها أمير قطَر السّابق إلى الجزائر أوائل جانفي 2013عساهُ يَجْعَل مِن الجزائر عَتَبَةً إلى أفريقيا ، إلا أنّ الجزائر لاتزال تنظر إلى قطَر بِعَيْنٍ لاتَغْفَل عَن استضافة قطَر عبّاس مَدَني القائد السابق لجبهةِ الإنقاذ الجزائريّة المُتسبِّبة بعشريّة الجزائر السوداء في العَقْدِ الأخير مِن القرْنِ المُنْصَرِم خاصّة وأنّ مَدَني حاوَلَ التنسيقَ مع إخوان ليبيا بعد إطاحة نظام القذّافي ، وكذلك تمويل الدّوحة لحركات "جهاديّة" في مالي كانت تحتجز رَهائن جزائريّين ،والتَقارُب الحاصل بين أمير قطَر وملك المغرب الحالي.
ناهيكَ عَن سَعْي قَطَر لإثارَةِ نَعْرَة عرقيّة في شمال أفريقيا والجزائر تحديدا يَتَجلّى بالتحريض الذي يقومُ بهِ الإخوان المسلمون ضدَّ الأمازيغ . إلّا أنَّ أخْطَرَ ما تقومُ بهِ قَطَر في أفريقيا الآن هُوَ سَعْيَها إلى "إقامةِ أفغانستان جديدة في شمال أفريقيا" على حَدِّ تعبير رئيسبلدية «غاو»بماليسادوديالو الذي أطلقَ صَيحةَ فَزَع مِن أنّ المسلّحين الإسلاميّين الذين تدعمهم الدوحة باتوا يُسيطرونَ على شماليّ مالي.
إنّ الشكوكَ بأنّ قطَر تملك أطماعا اقتصادية في مالي وليبيا تمّ تداولها إعلاميّاً منذ 2012. فهي تريد استغلال الثروات النفطية الباطنية المتواجدة في الساحل ،وهذا ماجعلها تُموِّلُ جماعاتٍ مُسلَّحةً تُسيطرعلى هذهالمنطقة. ولكن لا أحَدَ سَعى فعليّاً إلى وَضْعِ حَدٍّ لأطْماعِ الدّوحة لأنَّ لا أحد في الغَرْبِ تَمَكَّنَ مِنَ الصُّمود أمام الرشاوي القَطَريّة.
إنَّ فَرَنسا مثلاً تعلم علن اليقين مَني دعم المسلحين الإرهابين في مالي.. فقَطَرمثلا ترسل الإعاناتِ والموادّالغذائيّة يومياً إلى مطار «غاو»و«تومبكتو» ..
والحديثُ عنا لدَّوْرالقطريّ في مالي ودعم الدّوحةِ للمسلحين الإسلاميّين المُرتبطين بتنظيمِ القاعدة فكراًوممارسة أصْبحَ الآن حديثَ السياسيين والمسؤولين الكبار في مالي الذين لم يجدوا غضاضة في توجيهِ أصابع الاتّهام إلى الدوحة ، هذه الدُّمية الصهيونيّة، بأنّها هِيَ التي تلعبُ بأمن واستقرارِمالي.
ووكالة الصحافة الفرنسيةن قلت عن أربع ةِقطريّين يعملونَ في مجال"الإغاثةالإنسانيّة" قَوْلَهم إنهم يعملون على"تأمينِ المساعداتِ الإنسانيّة للمُهَجَّرين والمعوزين الذين اضطروا إلى مُغادرة بيوتِهم جَرّاء الأزمةِ الماليّة" .
إلا أنّ"رولانمارشال" الباحثَ في الشؤونِ السياسية والاستراتيجية بمركزِ الأبحاثِا لدوليّة في باريس يُشيرإلى أنَّ"تغلغل القوّات القطَريّة في المُعارضة الليبيّة لإسقاط القذافي انطلق مِن البوّابة الإغاثية"مؤكِّداعلى أنّ"وحدات خاصة قطَريّة موجودة حاليا في مالي لتأمين التمرين والتدريب للمُسلِّحين الإسلاميّين من أمثالِ أنصارالدِّين".
إذَنْ باتَ مَعْلُوماً أنَّ فَشَلَ القُوَى المُتآمِرَةِ على سُوريا في الوُصُولِ إلى الكثيرِ مِن مُبْتَغاها وأهْدافِها (الهَدَف الوحيد الذي تَحَقَّقَ هُو إغْراق البلاد بفائضٍ مِنَ الدَّمار والضحايا والدّماء) وَمِن أبْرَز الأهدافِ القَطَريّة الصّهيو أمريكيّة التي لم تتحَقَّق : انهيار الدّولة الوطنيّة السوريّة وَمَدّ أنبوب غاز يَتَدَفَّقُ مِنه الغازُ القَطَريّ عبر الأراضي السوريّةِ فالتركيّة إلى أوربّا كي تستغني الأخيرة عن الغاز الرّوسي وَيُصاب الاقْتصادُ الرّوسيّ في مَقْتَل. هذا الفَشَل القَطَريّ الصهيو أمريكيّ جَعَلَ اهتِمامَ الدَّوْحة يَنْصَبُّ على شَمال أفريقيا وبِخاصّةُ على ليبيا الواقعة على البحر الأبيض المُتَوسِّط وإحْدى أبرز مُوَرِّدِيّ النَّفْط والغاز إلى أوربّا ، أوربّا التي يتمّ تَصدير الغاز القطَريّ السائل إليها بَحْراً على السُّفُن.
لذلكَ فإنَّ قَطَر التي يُهَدِّدُ ميزانيّتها العَجْز تُقامِر بآخِر ملياراتها كي تُضْرِمَ الحَرْب وتزكي نيرانها وتُلهب أحقادَها أينما وَكيفما وَجَدَتْ إلى ذلك سبيلا ، أمّا الأخلاق والعدالة والحريّة والديمقراطيّة والحضارة والقِيَم الإنسانيّة وحُرْمة جسَد الإنسان وَدَمه والقانون الدولي فهي مفرداتٌ لم يَتَعَرَّف حكاّم قَطَر يوماً على مَعانيها وإنْ تَواقَحُوا بالتَّلَفُّظِ بِها على المَنابر الإقليميّةِ والدّوليّة .أن تزدادَ الحَرْبُ ضَراوَةً في ليبيا وَمالي وَحَوْلَ الجزائر وَمِصْرَ وَفيهما ، وأنْ تزدادَ المجتمَعاتُ في دُوَلِ شمال أفريقيا تناحُراً وَتَطاحُناً والجغرافيا تَمَزُّقاً هذا ما يَتَطَلَّعونَ إليه، فَتَقسيمُ الكيانات الوطنيّة الحالية حُلْمٌ ومَسْعى قَطَريٌّ أيضاً ، فبينَ دُويلاتٍ فاشلة ستكون الفرصةُ سانِحَةً أكثر لتجسُّدِ "الحلمُ القَطَريّ" بدورٍ بارز إقليميّاً .
ولذلكَ تَسْعى الدّوحةُ إلى أن تقيم إمارة إخوانيّة على أبار النّفط والغاز الليبيّة ، وإلى أن تَحُولَ دُونَ حُصول استِقرارٍ في ليبيا يُمَكِّنُ الأخيرةَ مِنْ تصدير النَّفْطِ والغاز وبالتالي لا يعودُ بإمكان قَطَر الاستِحواذ على الحصّة الليبية مِن تصدير الغاز إلى أوربّا ، كما لا يعودُ بِمَقْدورها أن تقتسِمَ أسْهُمَ الشركاتِ النّفطيّة والغازيّة مع فرنسا وإيطاليا مُستَثْمِرَةً في ذلكَ دَوْرَها العسكريّ والماليّ والسياسيّ والإعلاميّ في إسقاط نِظام العقيد معمّر القذافي إضافةً إلى استثمار العلاقات التي تربط بَعْض القبائل الليبية بقبيلةِ تميم التي تنتمي إليها عائلة آل ثاني الحاكمة في الدوحة ، لذلك لن يدّخر حكّامُ قَطَر جهداً لإيجاد مساحاتٍ لأقدامِهِم القذرة في شَمال أفريقيا ، فَروائح مؤامراتهم الكريهة تزكم الأنوف التي لم تفقد حاسّة الشمِّ بَعْد ، وَيبْدُو أنَّ ما تَحَقَّق بِمُشاركتِهم في قصْر العزيزيّة الليبي فَتَحَ شهِيَّتَهم الضَّبْعيّة إلى ما لانهاية على شخيبِ الدِّماءِ ورَوائحِ الجّثث والانتصارات الكاذِبَة . ولذا فإنَّ وَضْعَ حَدٍّ حاسم وَنِهائيّ لأقدام وأذْرُع وأنُوف وَعُيون وذيول آل ثاني في كُلِّ شبْرٍ مِن دٌوَلِ شَمال أفريقيا بات واجباً وَطنيّاً وإنسانيّاً لا يُوازيهِ غيْر التصدّي بالشدّةِ ذاتِها لأدواتهم وحُلَفائهم . ذلكَ أنَّ بَقاءَ حكّام قَطَر وأتباعهِم يَصولونَ ويجولون في شمال أفريقيا وفي ليبيا خاصّة ، مَعْناهُ فَقَط المأساةَ الليبيّة ستتفاقم وتَبْقى مَفتوحَةً على المزيد مِن الفوضى والقتل والدّمار ، وَتَتحَوَّل الحالة الليبيّة إلى "غرغرينا" سرطانيّة تَنْهَشُ عِظامَ دُوَلَ شَمال أفريقيا كافّة الأقرَب فالأبْعَد فَتَحُومُ الصُّقُورُ ثانية حَوْلَ مساحاتٍ شاسِعَة تُغَطِّيها الجثث وَيَشملُها الهَباء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.