أسالت زيارة الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق لليبيا ولقاؤه باللواء خليفة حفتر حبرا كثيرا... أسالت زيارة الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق لليبيا ولقاؤه باللواء خليفة حفتر حبرا كثيرا، وأثارت جدلا واسعا على الصعيد السياسيّ. واعتبر البعض هذه الزيارة تدخّلا "سافرا" في الديبلوماسية الرسمية التونسية بل أنّ البعض وصفها بالتشويش على مبادرة حل الأزمة اللّيبيّة. وقد خيّم لقاء مرزوق وحفتر على جبهة الإنقاذ، وخلّف حالة من الاستياء والتململ في صفوف الأطراف المشاركة في هذه الجبهة التي مازالت قيد التشكل. وعلى الرغم من انعقاد اجتماع جمع مرزوق و"حلفاؤه" الجدد، إلا أنه لم يكلّف نفسه عناء إخبارهم بتوجّهه لليبيا، وفق ما أكّدته مصادر من داخل جبهة الإنقاذ، ويظهر أنّ هذه الزيارة ستربك مسار المشاورات داخل جبهة "الإنقاذ"، التي لم يتم الإعلان رسميا عن تشكيلها ولا تسميتها النهائية. وأفادت مصادر مطّلعة أنّ مختلف مكونات الجبهة التي لم تر شمس الحياة السياسية بعد عقدت عددا من الاجتماعات لدراسة " الخطيئة" التي أتاها مرزوق دون استشارة ولا سؤال. وعابت مكونات الجبهة على مرزوق دعم مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الرامية لحل الازمة في ليبيا، معتبرة في ذلك ضربا لتموقعها في المعارضة. ووصف الأمين العام للحزب الاشتراكي محمد الكيلاني زيارة مرزوق إلى ليبيا بالمقلقة، مشددا على أنها لا تستقيم خاصة وأنه ينشط في المعارضة. من جهته قال عضو الهيئة التسييريّة لنداء تونس، بوجمعة الرميلي، إنّ جبهة الإنقاذ لم تكن تعلم بالزيارة التي أدّاها الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق إلى ليبيا للقاء اللواء خليفة حفتر، مبيّنا أنّ الملف الليبي حسّاس جدّا ومن الأفضل أن يبقى بيد الهياكل الرسمية للدولة التونسية لا غير. ولئن أبدى عدد من مكونات جبهة "الإنقاذ" امتعاضا على خلفية زيارة مرزوق إلى ليبيا دون إعلامهم فإن رئيس المجلس المركزي للحزب وطفة بلعيد أكّدت أنّ هذه الزيارة تلزم فقط حركة مشروع تونس وأمينها العام ولا تلزم الجبهة ومكوناتها في شيء. ومن الجانب الرسمي اعتبر وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان مهدي بن غربية إن زيارة وفد من حركة مشروع تونس لبن غازي ولقاءه بأحد أطراف الخلاف في ليبيا بببادرة شخصية ليس في مصلحة مبادرة حل الصراع الليبي. ويتساءل اليوم مراقبون عن مصير جبهة الإنقاذ بعد أن تحول التلاقي والتجاذب بين مكوناتها على قاعدة خلق التوازن في الساحة السياسية وكسب رهان الانتخابات البلدية إلى تنافر وتجاذب على أعقاب لقاء حفتر ومرزوق.