وسط دهشة الأوساط الرياضية وريبة أنصار النادي الصفاقسي لم تجد جامعة الكرة والإدارة الوطنية للتحكيم ذرة حرج في تعيين حكمين موضوعين على القائمة السوداء للنادي ومرفوضين جملة وتفصيلا من الفريق تبعا لسوابقهما المتكررة ولماضيهما الأسود مع الأبيض والأسود لإدارة كلاسيكو الجولة التاسعة وقبل الأخيرة من مرحلة التتويج بين فريق باب سويقة وفريق عاصمة الجنوب.. لعل اكبر علماء النفس والاجتماع يعجزون عن إيجاد تبرير منطقي وحيد يمكن ان نفسر به سر اختيار الهيكلين الرياضيين لكل من الصادق السالمي وزهير الفرجاني للمقابلة وهما حكمان لطالما استهدفا النادي الصفاقسي ولا يزالان وحرماه من الفوز المستحق في عديد المرات بصفارة ظالمة وبشكل استفزازي لا يستقيم معه الحديث عن أخطاء عفوية.. من جانبنا ونحن كصحفيين محايدين نتابع المشهد الكروي من زمان نجد صعوبة كبرى في فهم وتفسير هذه التعيينات إذ كيف يمكن أن نتفهم على سبيل الذكر قيام الإدارة الوطنية للتحكيم بتعيين حكمين صاحبي سوابق مع السي اس اس لإدارة قمة الكلاسيكو مع الترجي الرياضي؟ هل انحسرت الأسماء وضاقت ليتم الاختيار على السالمي كحكم ساحة وزهير الفرجاني كحكم رابع ؟ هل أن أوضاع بطولتنا الحالية وأجواءها جيدة وسمن على عسل حتى نتفهم الأمر ؟ هل أن غول العنف والاحتقان ودعناه على غير رجعة من بطولتنا ؟ هل أصبح السالمي والفرجاني مرجعين في التحكيم الرياضي وفي إنصاف الأندية حتى نضع فيهما الثقة في مقابلة ذات أهمية كبرى للفريق حيث أنها مهمة للترجي الباحث عن الاحتفاظ بصدارة الترتيب جولة واحدة قبل انتهاء البلاي اوف كما أنها مهمة للنادي الصفاقسي الباحث عن الصعود إلى المركز الثالث ؟ هل يمكن أن تكون إدارة التحكيم اختارت سهوا وعلى حسن نية حكمين في نفس الوقت لهما السوابق الكثيرة مع فريق عاصمة الجنوب احدهما في وسط الميدان وثانيهما يرصد الحركات والسكنات من حافة الميدان كحكم رابع ؟ كيف يمكن بهكذا اختيارات أن تقنعنا لجنة التعيينات بأنها اختارت أفضل ما هو موجود ضمانا لصفارة عادلة ولإعطاء كل ذي حق حقه؟ كيف يمكن أن تطمئن لجنة التعيينات والجامعة مسؤولي النادي الصفاقسي ولاعبيه وأنصاره والرأي العام الرياضي بأنها تحسن الاختيار وان عينت الإطار التحكيمي المناسب في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب؟ أليس الصادق السالمي هو الحكم الموضوع على القائمة السوداء للفريق والذي أثارت صفارته الكثير من الجدل ومن ردود الأفعال الغاضبة في كل مرة يدير فيها مقابلة للنادي الصفاقسي؟ هل يمكن لهيئة التحكيم أن تكون سهت ونسيت المشاكل الكثيرة لهذا الحكم مع النادي الصفاقسي هذا الموسم وفيما سبق؟ هل سهت الجامعة عن أن السالمي هو الذي أفسد كلاسيكو الموسم الماضي بالعاصمة بين الترجي والنادي الصفاقسي يوم 25 ديسمبر 2015 وكلنا يتذكر الصفارة الظالمة للصادق السالمي إلى الحد الذي جعل رئيس النادي وقتها لطفي عبد الناظر "ينطق من جنابو" ويثور على السالمي فوق الميدان؟ هل أن الجامعة وإدارة التحكيم تجاهلتا ان النادي الصفاقسي وجه لهما خلال الأسبوع الماضي رسالة شكوى وتظلم من الحكم زهير الفرجاني الذي سرق الترشح إلى الدور النهائي لكاس النخبة من النادي الصفاقسي لفائدة آمال الترجي الرياضي بضربة جزاء خيالية وبتصفير منحاز وفي اتجاه واحد لأصحاب الأرض وبإقصاء ظالم لأحد لاعبي السي اس اس؟ ثم هل أن الجامعة أرادت أن تؤدب مجددا النادي الصفاقسي ورئيسه منصف خماخم على احتجاجه وخروجه عن بيت الطاعة وعلى تجرئه على وديع الجريء وتمرده على أعلى هيكل مشرف على لعبة كرة القدم في البلاد؟ هل أرادت الجامعة والإدارة الوطنية للتحكيم أن تقولا للنادي الصفاقسي بكل مكوناته ' هذا جزاء المارقين عن الهيكلين الرياضيين وان الاحتجاجات ورسائل التظلم لا معنى لها ومصيرها سلة المهملات واللي ما يعجبوش يطير والا يكسر قرنو ويضرب راسو على الحيط ؟ ' أم هل أن الجامعة وإدارة التحكيم تريدان المضي قدما في استفزاز وإذلال النادي الصفاقسي ولاعبيه لدفعهم إلى ارتكاب ردود أفعال غاضبة تسارع على إثرها الجامعة إلى اتخاذ إجراءات تأديبية أخرى؟