اعتبر العميد المتقاعد من الحرس... اعتبر العميد المتقاعد من الحرس الوطني والخبير الأمني علي الزرمديني، أن الوحدات الأمنية كانت مسؤولة في تعاملها مع المحتجين أمس بمدينة تطاوين، مبينا أن أكبر مثال على ذلك هو انسحابهم من مقراتهم الأمنية والحال أنهم مطالبون بحمايتها وذلك تفاديا لاستعمال الرصاص ضدّ المحتجين. وقال علي الزرمديني في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الثلاثاء 23 ماي 2017، أن الوحدات الأمنية لو تمسكت بالبقاء في مقراتها لاضطرت إلى تطبيق القانون بحفظ النظام أولا وبالتدرج في استعمال القوة ثانيا، في دفاع شرعي عن النفس، وذلك بإطلاق النار في الهواء ثم على الأرجل ثم مباشرة، مشيرا إلى أن قرار الانسحاب ينمّ عن وعي وإدراك بضرورة تجنب سيلان الدمّ. وأكّد الزرمديني أن هناك قاعدة أمنية تفيد بضرورة المحافظة على الذخيرة بقدر المحافظة على العنصر البشري، وأقرّ بأن ذلك ما حدث فعلا في تطاوين. ولاحظ الزرمديني أن التقييم الموضوعي يقتضي تقييم سلوك المتظاهرين ومدى درجة السلمية ودرجة التشجنج، مبينا أن الإطار الأمني المشرف هو المخول لتقييم ما يحدث على الميدان وهو من يدرك كيفية التعامل مع المتظاهرين. واستنكر الزرمديني التشكيك في مؤسسات الدولة وفي مؤسسة الحرس الوطني، معتبرا أنه في طليعة القوى وأنه حقق نجاحات باهرة منذ الثورة إلى اليوم. وشدّد الخبير الأمني على أن ما جرى من أحداث عنف والشعارات التي رفعت والمنادية بالانفصال تقف وراءها أطراف لها مصالح منفعية ذاتيّة وهم المهربون الذين يريدون وضع أنموذج مجتمعي خاص والارهابيون ومن لهم مصالح مالية ومافيوزيون ممن يطبقون أجندات خارجية، مؤكدا أن هدفهم ضرب مؤسسات الدولة. وبين أن كل هذه الأطراف تتشابك مصالحها وتتداخل مع بعضها لتلتقي على الشرّ، على حدّ تعبيره، مستبعدا أن يكون ما حدث أمس له علاقة بالمشاكل التنموية لولاية تطاوين. وقال الزرمديني" مع الأسف الشديد هناك من يتهمون قوات الأمن بأن تدخلهم كان عنيفا أو أنهم استعملوا القوة المفرطة والحال أن من يقول هذا الكلام ينقصه الوعي لأنه يجهل الظروف المحيطة برجل الأمن آن ذلك".