قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر اليوم الخميس 16 نوفمبر 2017، إن قوات الأمن البورمية ارتكبت عمليات اغتصاب واسعة النطاق ضد النساء والفتيات كجزء من حملة تطهير عرقي ضد مسلمي الروهينغا في ولاية راخين في بورما. ويوثق التقرير الواقع في 37 صفحة تحت عنوان "جسدي كله يؤلمني: العنف الجنسي ضد نساء وفتيات الروهينغا في بورما"، اغتصاب العسكريين البورميين الجماعي لنساء وفتيات الروهينغا، إضافة إلى أعمال العنف والقسوة والإهانة. وقد وصفت العديد من النساء رؤيتهن مقتل أطفالهن الصغار وأزواجهن وآبائهن وتحدثت الناجيات من الاغتصاب عن أيام من المعاناة وهن يمشين رغم معاناتهن من تورم وتمزق أعضائهن التناسلية أثناء فرارهن إلى بنغلاديش. وقالت سكاي ويلير، باحثة حقوق المرأة في حالات الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "كان الاغتصاب الصفة البارزة والمدمرة في حملة التطهير العرقي التي قام بها الجيش البورمي ضد الروهينغا. خلفت أعمال العنف الوحشية التي قام بها الجيش البورمي عددا لا يحصى من النساء والفتيات اللواتي تعرضن للضرر الوحشي والصدمات النفسية". وقابلت هيومن رايتس ووتش 52 امرأة وفتاة من الروهينغا اللواتي فررن إلى بنغلاديش، 29 منهن من الناجيات من الاغتصاب، 3 دون سن 18، بالإضافة إلى 19 ممثلا للمنظمات الإنسانية ووكالات "الأممالمتحدة" والحكومة البنغالية. تنحدر الناجيات من الاغتصاب من 19 قرية في ولاية راخين. اغتصب الجنود البورميون النساء والفتيات أثناء الهجمات الكبرى على القرى وفي الأسابيع السابقة لهذه الهجمات بعد مضايقات متكررة، وفي كل حالة تم وصفها ل هيومن رايتس ووتش، كان المغتصبون أفراد يرتدون الزي الرسمي لقوات الأمن البورمية، وجميعهم تقريبا من العسكريين. وتقول هالة صادق (15 عاما)، من قرية هاتي بارا في بلدة مونغداو، إن الجنود عروها من ملابسها، ثم جروها من منزلها إلى شجرة مجاورة حيث تقدر أن حوالي 10 رجال اغتصبوها من الخلف. قالت: "تركوني حيث كنت... عندما جاء أخي وأختي لإرجاعي، كنت مستلقية على الأرض، اعتقدوا أنني ميتة". تحدث العديد عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب، والإصابات غير المعالجة، بما في ذلك تمزق المهبل، النزيف، والالتهابات. قالت ويلر: "أحد الأبعاد المأساوية لهذه الأزمة المروعة هو أن نساء وفتيات الروهينغا يعانين من صدمات جسدية وذهنية عميقة دون الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. على السلطات البنغالية ووكالات الإغاثة القيام بمزيد من التواصل المجتمعي مع الروهينغا لتوفير مساحات سرية للإبلاغ عن الإيذاء والحد من الوصمة المتعلقة بالعنف الجنسي".