ينفذ المئات من السّجناء في سجن المرناقية اضرابا عن الطعام، أغلبهم من المتهمين في قضايا ذات صبغة ارهابية، للمطالبة بالتسريع في محاكمتهم وتحسين ظروف إقامتهم بالسجن وإلغاء ما اعتبروه التمييز تجاههم. وقد زار يوم أمس الاثنين عدد من المحامين ووفد عن الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب سجن المرناقية للوقوف على حقيقة الأوضاع داخل السجن والأعداد الحقيقية للمضربين عن الطعام. المئات من السجناء مضربون عن الطعام أكّد المحامي وسام عثمان، أن عدد السجناء المضربين عن الطعام بسجني المرناقية وبرج العامري يصل الى حوالي ال1000 سجين، مشيرا إلى أن 90 بالمائة تقريبا من السجناء المتهمين في قضايا ارهابية يخوضون اضراب جوع منذ 13 نوفمبر 2017، وفق قوله. وتابع وسام بن عثمان في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر 2017، أن هناك من المساجين بسجن المرناقية من أخاط فمه كطريقة احتجاجية على التمييز في المعاملة تجاههم، مضيفا أن من بين المضربين عن الطعام مساجين حقّ عام. أمّا عن مطالب السجناء، فأفاد المحامي وسام عثمان، أنها تتمثل أساسا في توفير العناية الطبية الدورية لهم والسماح لهم بالزيارة المباشرة التي تمنع منها عائلاتهم، وتمكينهم من الحق في ساعة كاملة من الفسحة على غرار بقية السجناء حيث أنهم يخرجون لمدة ربع ساعة فقط. وأضاف أن المساجين يعانون جرّاء قلة الاهتمام بنظافة المكان الذي يسبب لهم أمراضا جلدية، إضافة إلى دعوتهم للحدّ من الاكتظاظ الذي يجعل أكثر من سجين ينامون في سرير واحد، علاوة على أن السجناء المتهمين في قضايا ارهابية يتعرّضون للإهانة والسب والشتم كما يسلّط عليهم العنف بطريقة شبه ممنهجة، على حدّ قوله. وبسؤالنا إن كان من بين المساجين المضربين عن الطعام سجناء قد ثبت تورطهم واضطلاعهم في هجمات ارهابية، قال وسام عثمان إن العديد من السجناء المضربين لم تصدر بشأنهم أحكام قضائية وما تزال قضاياهم في طور البحث، قائلا " هناك من يرفض اتهامه بالارهاب لعدم تورطه في أي شبهة تدينه، ووصل الحدّ بأن أقدم أحد السجناء على محاولة الانتحار لشعورة بالظلم ورفضه اتهامه بالارهاب". إدارة السجن توضح.. وهيئة الوقاية من التعذيب على الخط وللاستيضاح حول العدد الحقيقي للمضربين عن الطعام بسجن المرناقية، أفاد الناطق الرسمي باسم الادارة العامة للسجون والاصلاح سفيان مزغيش، في تصريح لحقائق أون لاين، أن أعداد السجناء المضربين عن الطعام هو بضع عشرات، نافيا أن يكون عددهم حوالي الألف مضرب عن الطعام. وتابع بأن ادارة السجن ستطلع الرأي العام بخصوص أي تطور في هذا الموضوع، مشيرا إلى وجود مذكرة بخصوص اضرابات الجوع داخل السجون تتضمن المتابعة الصحية للمضرب من قبل طبيب السجن الذي يقدّر الحالة الصحية للسجناء ويعرف متى يتمّ نقلهم للمستشفى إن تطلب الأمر ذلك. وأدّى وفد من الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب زيارة يوم أمس إلى سجن المرناقية حيث بينت عضو الهيئة سعيدة مبارك أن الهيئة بصدد التثبت من العدد الحقيقي للمضربين عن الطعام بناء على تتالي الزيارات التي سيؤديها على التوالي وفود من الهيئة، مشيرة إلى أن الوفد الذي زار سجن المرناقية أمس يتكون من 9 أشخاص بينهم طبيبان. وأكّدت أنهم وفقا للمعطيات التي تمّ استيفاؤها من وزارة العدل لم يتمّ تسجيل أي حالة وفاة في صفوف المساجين المضربين، وتابعت بأن الهدف من الزيارات التي تنظمها هيئة الوقاية من التعذيب هو المراقبة أي النظر إن كانت ادارة السجن قد وفّرت حقوق السجناء المضربين أم لا ومراقبة الظروف المحيطة بهم باعتبار أن اضراب الجوع الجماعي له خصوصيات معينة يجب أخذها بعين الاعتبار من الناحية الطبيّة خاصة. وأشارت إلى أن الهيئة سترفع بعد الانتهاء من الزيارات توصيات إلى إدارة السجن وإلى وزارة العدل.