كان خطاب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، الذي ألقاه اليوم في سيدي بوزيد بمناسبة الذكرى السابعة للثورة "حمّالا"، لعديد الرسائل السياسية والوصايا المباشرة، التي بثها للحكومات التي تعاقبت على قيادة البلاد، بسابقاتها ولاحقاتها،و شملت بذلك محاور عديدة لعل أهمها مسألة التنمية في الجهات الداخلية والانتخابات البلدية، إلى جانب الوقوف على عجز السياسيين عن احتواء كافة المشاكل الاقتصادية التي حفت بالولايات الداخلية منذ العهد السابق. لعل الرسالة الأهم والأبرز في خطاب الطبوبي كانت من خلال توجيه "الاتهام المباشر"، للسياسيين و المسؤولين الحزبيين الذين اعتبرهم بأنهم "توافدوا باستمرار على امتداد السنوات السبع الأخيرة على ولاية سيدي وبشّروا بالاستثمارات السخيّة و فتحوا لأهالي الجهة أبواب الجنّة ولشبابها فسحة من الأمل في المستقبل ثمّ عادوا إلى مواقعهم ليواصلوا مهاتراتهم وضرب أخماسهم في أسداسهم دون مساءلة النفس بشأن أخلاقيات الوظيفة والسياسة التي يتحمّلون وزرها". كما لم يفت الأمين العام للمنظمة الشغيلة، الحديث عن موضوع الساعة في تونس، بتطرقه الى الانتخابات البلدية وعلى موعد اجرائها، مشيرا إلى ضرورة انجازها "في أقرب الآجال انتصارا للديمقراطية ووفاء لشهداء ثورة الحرية والكرامة الاجتماعية". وشدد الطبوبي في نفس الخطاب على دعم منظمته ومساندتها ل"كلّ المساعي الصادقة التي تعمل على مقاومة الفساد"، مؤكدا بأنه سيقف أمام كلّ محاولات توظيف هذه المساعي لغايات انتقامية أو لتحويلها إلى مجرّد تصفيات حسابات مع الخصوم. ويبدو أن أمين عام المنظمة الشغيلة لم يفوت فرصة التطرق إلى المسائل الاجتماعية والاقتصادية، ليطلق عبر الخطاب، رسالة مفادها بأن المنظمة "ستواصل الضغط على الحكومة كي تضع البلاد من جديد وفي أقرب وقت على درب التطوّر والنموّ بما يعيد روح المبادرة إلى أصحاب المؤسّسات الاقتصادية". وتحدث الطبوبي في اطار متصل، على ضرورة التعجيل في إصلاح منظومة التربية والتكوين وتطوير النقل العمومي وإصلاح منظومة الصحة العمومية، لافتا إلى أن المنظمة ستكون إلى جانب كلّ من يعمل على تعهّد هذه المرافق العمومية بالإصلاح والتأهيل. أما على الصعيد السياسي، فإن الأمين العام لاتحاد الشغل، فقد أبدى الطبوبي، "امتعاضه"، من التجاذبات السياسية في البلاد، التي اعتبر أنها في يد "مصالح وأطماع فئوية ضيّقة، وكثيرا ما يغذّيها المال الفاسد وتحكمها أجندات مالية وجيوسياسية دولية لا همّ لها إلاّ مصادرة القرار الوطني والاستحواذ على ثروات وارتهان سيادة البلاد. وفي معرض حديثه عن المجال الاقتصادي، اعتبر الطبوبي أن البلاد، وبعد سبع سنوات من الثورة، مازالت تساس وفق نفس المنوال التنموي المكرّس للحيف والتفاوت الجهوي والمغيّب للحماية والسالب للكرامة والمهين للذات البشرية.