يسرى الشيخاوي- تمر اليوم حوالي 3 أسابيع على وفاة المواطن خميس الينفري أصيل طبربة خلال احتجاجات شهدتها المنطقة تنديدا بقانون المالية ورفضا للزيادات في الأسعار، ولم تفرج السلطات الرسمية بعد عن تقرير الطب الشرعي ولا تزال أسباب وفاة الوفاة مجهولة إلى اليوم. ولئن أكّد المكلف بالإعلام لحملة "فاش نستناو" قصي بن فرج في تصريح سابق لحقائق أون لاين أن الينفري نقل إلى المستشفى إثر دهسه من سيارة أمنية مساء الاثنين 8 جانفي إثر مشاركته في التحركات الاحتجاجية، فإن وزارتي الداخلية والصحة نفتا أن تكون أسباب الوفاة ناجمة عن عملية الدهس. وأعلنت وزارة الصحّة أنه تم ليلة الاثنين 8 جانفي 2018 على الساعة التاسعة وخمس وخمسين دقيقة، تسجيل حالة وفاة المواطن "خميس اليفرني" البالغ من العمر 43 سنة، أصيل معتمدية طبربة، بعد تلقيه الاسعافات اللازمة بقسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بطبربة، ثم نقله لانعاشه بقسم الاستعجالي بمستشفى الرابطة بالعاصمة. ومن جهتها أفادت وزارة الداخلية بأن قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بطبربة تولى قبول شخص من مواليد 1972. ولفتت الوزارة إلى أنّ الطاقم الطبي بالمستشفى المذكور أكّد أن المعني في حالة غير طبيعية ويعاني من مرض مزمن (ضيق التنفس) ولا يحمل أية آثار عنف أو دهس ومنه تم نقله إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة، ورغم تقديم الإسعافات اللازمة له إلا أنه توفي هناك. وفيما نفت عائلة خميس اليفرني أنه كان يعاني من مرض مزمن، وأعلمت منظّمة العفو الدولية أنّه لم يكن لديه أي سجل طبي في المستشفى يثبت تلقّيه العلاج من ضيق التنفّس، أكّد وزير الصحّة عماد الحمامي أن تقرير الطب الشرعي سيصدر يوم الخميس 11 جانفي على أقصى تقدير وسيكون الفيصل بين الحقيقة والإشاعات. وبعد يوم من الاجل الذي حدده الحمامي اتصلت حقائق أون لاين برئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول منصف حمدون الذي قال إن تقرير الطب الشرعي الخاص بخميس اليفرني الذي لقي حتفه خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها منطقة طبربة لم يصدر بعد. وأكّد حمدون في تصريح لحقائق أون لاين، يوم الجمعة 12 جانفي 2018، أنه من غير الممكن تحديد أسباب الوفاة في هذه المرحلة من عمليّة التشريح لأن معاينة بعض التحاليل تستغرق وقتا، وفق قوله. وبعد أسبوعين أعدنا الاتصال بحمدون مساء اليوم السبت ليؤكّد أن التحاليل المخبرية تستغرق على الأقل شهرين قبل التصريح بأسباب وفاة الينفري، مجدّا تأكيده أنه لا يمكن تحديدها في هذه المرحلة. وفي الأثناء نشرت صفحة الجبهة الشعبية بطبربة صورا لجثة اليفرني بعد التشريح تظهر آثار كدمات على مستوى الظهر، وهو ما ينفي رواية وزارة الداخلية حول غياب آثار العنف على جسده ويرجّح فرضية وفاته دهسا بسيارة. وبين رواية شهود عيان حضروا الاحتجاج وأكّدوا أن الينفري توفّي دهسا بسارة أمنية كانت تلاحق المحتدين في منطقة طبربة، وبين رواية الجهات الرسمية التي تنفي حادثة الدهس في ظل غياب تقرير الطب الشرعي، تظلّ حقيقة وفاة الينفري مجهولة.