قال الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسية لصحيفة «الشرق الأوسط» اليوم الخميس 4 جويلية 2013 إن «بعض الشباب الحالم يمكن أن يظن أنه يستطيع أن ينقل ما يقع في مصر لتونس ولكن هذا إضاعة للجهود، وما اعتبره القياس مع وجود الفارق». و أضاف الغنوشي أنه يحتمل أن «يقفز الناس فوق حقائق الواقع والاختلاف في الزمان والمكان، والوقوع في مغالطة اسمها القياس مع وجود الفارق». وأكد رئيس حركة النهضة أنه لا ينفي التأثر والتأثير بما يقع في مصر على تونس مشيرا الى ان التأثير لا يكون بشكل آلي لكن بقدر تشابه الواقع. وذكر الغنوشي بان مصر تأثرت بالثورة التونسية عندما انطلقت وذلك لتشابه الواقع وقتها مشددا على ان الوضع الحالي مختلف خاصة وان في تونس قدمت تنازلات في مجال الدستور ليمثل جميع التونسيين بالاضافة الى ان الحكومة ائتلافية والسلطة في تونس لها ثلاثة رؤوس كل واحد منهم منتم لحزب كبير ومعروف. و عن حركة النهضة اكد الغنوشي بأنها قدمت العديد من التنازلات السياسية والفكرية من أجل المصلحة العامة. وقال: «قدمنا تنازلات من أجل تجنب الاستقطاب الآيديولوجي، وتحقيق التوافق. واعتمدنا استراتيجية جدية توافقية ولا سيما بين التيارين الإسلامي والحداثي وهو ما جنب بلادنا سيئات ومخاطر الانقسام».و أوضح: «تجنبنا تقسيم البلاد لتسميات مثل "مؤمنين وكافرين" ». وحول الفرق بين «النهضة» التونسية والإخوان في مصر، قال زعيم الحركة: «كل له أوضاعه الخاصة ولكن بالنسبة لوضعنا في تونس دعونا ومازلنا إلى ديمقراطية مبنية على الشرعية والتوافق والحوار شرطا لإنجاح المرحلة الانتقالية التي تحتاج لتوافق ولاحترام شرعية صندوق الاقتراع وقدمنا تضحيات كبيرة من أجل هذا، فمثلا نحن تخلينا عن وزارات السيادة من أجل التوافق لتجنيب بلادنا الانقسام». و حول «الجيش التونسي» و«عسكر مصر»، أكد الغنوشي أن هناك فرقا بينهما، موضحا أن «مصر حكمت ل60 سنة بالعسكر ونحن جيشنا الوطني ظل بعيدا عن السياسة ولذلك نحن نكبر في جيشنا الوطني التزامه الصارم بالمهنية التي تعني حراسة الأمن الوطني و القومي للبلد ، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون السياسية ونترحم على شهدائه وندعو لشفاء جرحاه». و دعا راشد الغنوشي شعب مصر العظيم إلى أن يحفظ ثورته من الانقسام وأن تلتزم الأطراف المتنازعة بالحوار وان يسعوا إلى التوافق وتجنب الإقصاء واحترام الشرعية الانتخابية لأن مصر تظل قلب الأمة.كما دعا إلى تجنب التجاذبات والصراعات والانقسامات التي تهدد الدولة والثورة والوطن والشعب وإلى الالتزام بالوحدة واستراتيجية التوافق لتفويت الفرصة على أعداء الثورة والديمقراطية والمتربصين بها على حد تعبيره. وشدد رئيس حركة النهضة على ضرورة احترام الشرعية وتأثيم أي صورة من الانقلاب عليها.