تصدرت حركة النهضة النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي أعلنت عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الاربعاء الفارط، إذ تحصلت على 52 مقعدا، يليها حزب قلب تونس ب38 مقعدا وحزب التيار الديمقراطي ب22 مقعدا. ورغم فوزها بأكبر نصيب من المقاعد في البرلمان، تبقى النهضة عاجزة عن تمثيل أغلبية تسمح لها بتشكيل حكومة دون الجوء لتوافقات سياسية. وأكدت حركة النهضة أنها بدأت اتصالات أولية مع أحزاب ومنظمات وشخصيات وطنيّة بهدف "التشاور وتبادل وجهات النظر حول المبادئ والأسس والبرنامج الذي سيقوم عليه التشكيل الحكومي المقبل"، مستثنية في ذلك حزبي قلب تونس والدستوري الحر. وفي هذا الإطار كان لحقائق أون لاين حوارا مقتضبا مع القيادي بحركة النهضة وعضو مجلس شوراها عبد الحميد الجلاصي قيم فيه المشهد الحزبي الجديد كالتالي: س- ما هو تقييمكم للمشهد الحزبي الجديد خاصة وأن حركتكم لا تستطيع تشكيل أغلبية دون الدخول في توافقات؟ ج- البرلمان الجديد دون عمود فقري يمسكه. برلمان شديد التذرر وتوجد فيه مكونات ضعيفة الإيمان بقيم التعدد والتنوع والتسامح. ومع ذلك توجد مكونات وسطية وديمقراطية واجتماعية تؤمن بالتغيير العقلاني وتؤمن بالتراكم، وهي فضاء للتفاوض من أجل تكوين حكومة قوية تقود الإصلاح وتفتح الافاق. من ضمنها كتلة التيار الديمقراطي وأئتلاف الكرامة وحركة الشعب وحركة تحيا تونس إضافة إلى كتل صغيرة وعديد النواب المستقلين. س- تقولون إن المشاورات الرسمية لتشكيل الحكومة لم تنطلق بعد إلا أن بعض الأخبار تفيد بلقاءات مع أطراف معينة على غرار حركة الشعب والتيار وتحيا تونس؟ ج- كل ما يحصل الآن لقاءات تحسس المواقف الأولية والاستعداد للتعاون من عدمه مع من ذكرت ومع غيرهم. ولكن اللقاءات الرسمية قد تنطلق بداية الاسبوع القادم بعد اجتماع الهيئات القيادية للأحزاب ومن ضمنها مجلس شورى حركة النهضة لضبط الموجهات الكبرى وآليات ادارة التفاوض. س- قلتم إنه لا مجال للتفاوض مع حزبي الدستوري الحر وقلب تونس.. فماذا بشأن تحيا تونس التي أعلنت شبه اعلان رسمي باصطفافها في المعارضة؟ ج- نحترم كل الاراء والمواقف. ولكن نعتبر أن اللحظة هي لحظة تنازل الجميع للجميع. لقد سئم شعبنا الحسابات الصغيرة للأحزاب وهذا هو الدرس الأكبر للانتخابات فإما أن نتعاون واما ندفع شعبنا الى خيارات قد لا يستطيع الصندوق احتواءها. ونحن نتفهم كل التصريحات التي تدخل في باب الحرب التفاوضية وسنبذل جهدنا ونقدم التنازلات المطلوبة للوصول إلى حلول يكون الجميع فيها رابحا ولكننا لا نستطيع إلغاء نتائج الانتخابات أو تركها وراءنا. وفي كل الحالات سنكون على تواصل مستمر بالرأي العام حتى يكون شريكا في صناعة التحالف وحتى يحكم على مجمل العملية وأطرافها. س- بالنسبة لتشكيل الحكومة هل سيكون لحركة النهضة النصيب الأكبر من الحقائب هذه المرة لتحمل مسؤولياتها في المستقبل أم هل ستلجأ لحكومة متنوعة الأطراف؟ ج- لسنا في هذه المرحلة. الأولوية هي للبرنامج الوطني للإصلاحات. هذا هو جوهر السياسة، ثم يأتي لاحقا هيكلة الحكومة وأطرافها وتوزيع المناصب بينها واختيار العناصر المناسبة. والأسماء هي اخر حلقة في هذه السلسلة. س- هل هناك أسماء محددة تنوي الحركة ترشيحها للحكومة القادمة سواء من داخلها أو من كفاءات وطنية؟ ج- ننظر لمنظومة الحكم كحزمة متكاملة يحكمها الانسجام والتعاون. من هذه الزاوية ومن زاوية البرنامج سننظر لرئاسة الحكومة وتركيبتها وأطرافها ولرئاسة البرلمان ومكتبه ولجانه. يتم التطرق لأسماء كثيرة في النقاشات العفوية المباشرة وفي وسائط التواصل الاجتماعي ولكن لم تطرح أسماء بعد على المؤسسات.