كشف العضوان بهيئة الانتخابات عادل البرينصي ونبيل العزيزي عن سوء تصرف وشبهات فساد داخل الهيئة، ودور "مشبوه" للمؤسسة الدولية للنظم الانتخابية الامريكية التي اشرفت على التكوين والتدريب والتسجيل. وقال نبيل العزيزي في تصريح لصحيفة الصباح في عددها الصادر اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2019، "أجل هناك سوء تصرف مالي واداري داخل الهيئة، ففي عدد من المسائل المالية، اتخذ رئيس الهيئة قرارا بمفرده دون العودة للأعضاء، مثلا في علاقة بانتخابات الخارج المكلفة والباهضة، إذ أن عونا في مكتب بالخارج يحصل على 300 أورو ما يوازي 900 دينار يوميا، وأنا كنت مكلفا بملف الخارج وكان من ضمن الاستراتيجيات التي اشتغلنا عليها التقليص من عدد الأعوان في انتخابات الخارج، ولكن اليوم فوجئنا أن مكتب اقتراع يضم 200 مسجّل فقط في الانتخابات تم تكليف 5 أعوان به.. لماذا؟". وتابع نبيل العزيزي:" ألا يعد هذا هدرا للمال العام، ثم ان ميزانية الانتخابات 140 مليارا تم صرف حوال 30 مليارا منها على التسجيل في الانتخابات لكن في النهاية كان هناك شبه عزوف من الناخبين، وأذكر على سبيل المثال كيف تمّ كراء وتخصيص حوالي 14 سيارة في دائرة تونس لتسهيل عملية التسجيل فهل يستحق ذلك كل هذا العدد من السيارات؟. كما هاجم كل من عادل البرينصي ونبيل العزيزي، المدير التنفيذي للهيئة عمر بو ستة، حيث قال البرينصي إن المدير التنفيذي ملاحق بالشبهات خاصة بعد ما سمّي بفضيحة مستشفى جندوبة 2015 بعد تناقل وسائل اعلام صورة مسن كان ملقى على الارض بين الاوساخ والفضلات وبقايا الأكل في غرفة اقامة المرضى بالمستشفى المذكور، وبعد قرار وزير الصحة الذي اتخذه آن ذاك بسبب الاهمال والتقصير في أداء الواجب نجده اليوم المدير التنفيذي بالهيئة العليا للانتخابات. ويضيف البرينصي: "خالف هذا المدير التنفيذي في الهيئة التصرف الاداري والمالي السليم وعمد إلى عقد صفقة مكيفات هوائية في الصيف الفارط حيث اشترى بصفة مباشرة 58 مكيفا ب 200 ألف دينار وهو ما رآه عدد من أعضاء مجلس الهيئة سوء تصرف وتبذير للمال العام وكان على وشك تمرير هذه الصفقة ولو لم نتفطن للأمر ورفضناه لمرت الصفقة المشبوهة". ويبقى أخطر ما أشارا إليه كل من البرينصي والعزيزي، في تصريحهما لصحيفة الصباح، هو دور المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية الامريكية "IFES" التي قالا إنها أشرفت على التكوين والتدريب والتسجيل والتطبيقات كما أنها تملك قاعدة بيانات التسجيل إلى جانب أنها تقوم بتقيم أداء الهيئة. وتابعا بأن هذه المؤسسة مدعومة من رئيس الهيئة نبيل بفون رغم أن الهيئة رفضت التعامل معها في 2011 و2014، مشيران إلى أن هذه المؤسسة تقوم بتسجيل معطيات شخصية عن مواطنين تونسيين حيث حذرا أكثر من مرة بأن وجودها خطير ودورها مشبوه، وأنها تسعى من خلال تونس إلى وضع موطئ قدم لها في الانتخابات الجزائرية"، وفقا لعضوي الهيئة عادل البرينصي ونبيل العزيزي.