قررت اللجنة الفيدرالية للنزاعات التابعة للجامعة التونسية لكرة القدم تأجيل النظر في النزاع القائم بين النادي الرياضي الصفاقسي ولاعبه علاء المرزوقي الذي يطالب بفسخ عقده وذلك إلى يوم 6 ديسمبر المقبل. القضية تبدو متشعّبة نسبيا خصوصا مع اختلاف الطلبات والمؤيدات سواء من اللجنة القانونية للسي أس أس أو من قبل أنيس بن ميم محامي اللاعب فيما ينتظر أن يكون الحسم أمام لجنة النزاعات.
وفي انتظار ما ستتخذ اللجنة المذكورة من قرارات بخصوص هذا الملف تنفرد "حقائق أون لاين" بكشف كامل لمطالب علاء المرزوقي وأيضا دفوعات نادي عاصمة الجنوب وذلك في هذا التقرير..
فسخ تعاقد وتعويضات ضخمة
أسس الأستاذ أنيس بن ميم دعواه ضد النادي الرياضي الصفاقسي على عدم خلاص أجور علاء المرزوقي لمدة أربعة أشهر (جويلية وأوت وسبتمبر وأكتوبر) ليطالب لجنة النزاعات بفسخ عقد اللاعب مع تمكينه من مستحقاته من أجور ومنح فضلا عن مطالب أخرى أهمها غرامة بمليون دينار كبر ضرر معنوي عن القطع التعسفي.
ويطالب أنيس بن ميم جمليا بمبلغ قدره 1.249830769 مليون دينار توزيعها مليون دينار كجبر ضرر معنوي و65 ألف دينار أجور الأشهر المذكورة أعلاه مع منح الإنتاج للموسمين الماضي والحالي والتي قدرها ب169.230769 ألف دينار بمعدل 100 ألف دينار للموسم الماضي و69.230769 ألف دينار للموسم الحالي.
كما يطالب بن ميم بالحصول على منحة التكوين وقيمتها 600 دينار مع أجرة شهر (12 ألف دينار) بعنوان منحة الراحة السنوية فضلا عن تحميل السي أس أس مصاريف التقاضي 1000 دينار وأجرة المحاماة بقيمة ألفي دينار.
دفوعات قوية من هيئة خماخم
قدمت هيئة النادي الرياضي الصفاقسي دفوعات قانونية وإثباتات يمكن التأكيد أنها ستورط علاء المرزوقي عند اتخاذ اللجنة الفيدرالية للنزاعات لقراراتها.
وفصّلت اللجنة القانونية لنادي عاصمة الجنوب مستحقات علاء المرزوقي لتجد أنه يدين للنادي بالأموال وليس العكس من خلال كشف دقيق تحصلت "حقائق أون لاين" على نسخ حصرية منه.
وأشعرت هيئة المنصف خماخم لجنة النزاعات أنها قامت بصرف أجور اللاعب كاملة للأشهر التي يطالب بخلاصها وهي أجور جويلية وأوت وسبتمبر وأكتوبر بقيمة جملية قدرها 49.400 ألف دينار من أصل 52 ألف دينار يفترض أن يحصل عليها وذلك بعد أن اقتطع منها 5% لفائدة صندوق التضامن كما تنص عليه القوانين.
وفي ما يتعلق بمنح الإنتاج قدرت هيئة خماخم أن اللاعب خاض 36 مباراة من أصل 47 وبالتالي فإنه لا يحصل على المنحة كاملة (260 ألف دينار) وإنما يقتطع منها مبلغ مهم عن المباريات التي لم يشارك فيها ليصبح للاعب مبلغ قدره 199.148 ألف دينار للموسم الماضي.
أما أجور الموسم الماضي فاللاعب يحصل شهريا على 12 ألف دينار يقتطع منها 5% لصندوق التضامن فيكون حقه المالي في حدود 136 ألف دينار من 144 ألف دينار.. وفيما يتعلق بمنحة التكوين فهي تقدر ب600 دينار بمعدل 50 دينار شهريا.
واستخلصت هيئة خماخم إلى أن إجمالي مستحقات اللاعب يقدر ب335.743 ألف دينار مقدمة مؤيدات تثبت أن اللاعب تحصل على 419 ألف دينار أي أنه مدين للنادي بمبلغ قدره 83.362 ألف دينار دون احتساب منح الانتصارات التي تحصل عليها اللاعب والتي اعتبرتها لجنة الدفاع هدية للاعب لن يقع احتسابها بمبدأ أن الهدية لا تسترجع.
وفي ما يهم الموسم الحالي لم يحصل اللاعب على أجور أربعة أشهر بقيمة 49.400 ألف دينار مع منحة التكوين بقيمة 200 دينار عن أربعة أشهر مع منح إنتاج للموسم الحالي تقدر ب69.230769 ألف دينار ليكون من حقه 118.830769 ألف دينار.
واعتبرت هيئة الدفاع أن المبلغ المذكور آنفا والمستحق للاعب قد وصله وزيادة باعتبار أن اللاعب يدين للنادي من الموسم الفارط بمبلغ قيمته 83.362 ألف دينار يضاف إليها التحويل البنكي الذي وصل حسابه يوم 20 نوفمبر الجاري وقيمته 52 ألف دينار دون نسيان تحصله على صك من رئيس الفرع سلمان بن رمضان بقيمة 30 ألف دينار لم يقع إيداعه لدى البنك من قبل اللاعب.
واستخلصت هيئة الدفاع إلى أن اللاعب يدين للنادي الصفاقسي بمبلغ 46.531231 ألف دينار يضاف إليها مبلغ 5100 دينار عن عقوبة اتخذها مكتب الرابطة يوم 20 سبتمبر اثر إقصائه في مباراة نجم المتلوي ليكون جملة ما يدين به اللاعب 51.631231 ألف دينار.
رد قاس
بعد جملة الدفوعات التي تقدم بها الفريق القانوني للسي أس أس منح النادي اللاعب مهلة قدرها 10 أيام لإعادة الصك الذي تسلمه من رئيس الفرع سلمان بن رمضان وقيمته 30 ألف دينار مقابل اعتبار المبلغ المتبقي وقدره 21.631231 ألف دينار تسبقة كعربون تأكيد على حسن نوايا الفريق وتمسكه بلاعبه.
بالمحصلة يمكن التأكيد أن علاء المرزوقي قد تحول من مشتك إلى محل مساءلة وقد تكون قرارات لجنة النزاعات صفعة قوية له باعتبار أنه لم يحسن التعاطي مع الملف واختار التصعيد بشكل غير مدروس.
ولم يكن الاستنتاج السابق اعتباطيا فالملف المعروض أمام أنظار اللجنة والذي تملك "حقائق أون لاين" نسخة حصرية منه يعجّ بالمؤيدات التي تثبت إيفاء هيئة المنصف خماخم بتعهداتها تجاه اللاعب.
المرزوقي يورط والده؟
بالتوازي مع مراسلة لجنة النزاعات تحدث بعض مسؤولي السي أس أس إلى اللاعب علاء المرزوقي وأشعروه أنه أخطأ مرتين الأولى عندما طعن الفريق في خاصرته بالتشكي والثانية أنه لم يحص جيدا ما حصل عليه من أموال وما يستحقه.
ومع الضغط الجماهيري وجد المرزوقي نفسه في ورطة حقيقية حيث تذرع للمسؤولين بأنه لا يتحمل أية مسؤولية في الدعوى المنشورة أمام لجنة النزاعات مؤكدا أن والده هو من اختار التصعيد دون علمه؟
الثابت أن علاقة المرزوقي بالنادي الصفاقسي قد دخلت منعرجا غير محمود قد يكون اللاعب أبرز متضرر منه وهو الذي ظن أنه قادر على الحصول على حريته والتوقيع لأي فريق يريده.