تمارس الأحزاب السياسية المعنية بالمشاركة في الحكم ضغوطات كبرى على رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مع انطلاقه في تلقي السير الذاتية للشخصيات المقترحة للوزارات. ووجد الجملي نفسه في مشاورات تشكيل أمام شروط تطرحها عليه كل من أحزاب النهضة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب. وتتعلق هذه الشروط أساسا بتحديد الأسماء المقترحة لتقلد مناصب في الحكومة. ولا تتلاءم خيارات الأحزاب المتعلقة بتشكيل الحكومة مع بعضها البعض وتتنافس بعضها على ترؤس نفس الوزارات. وبات الجملي مجبرا على ملاءمة خيارات الأحزاب ومقترحاتها للتوصل الى تركيبة ترضي هذه الاحزاب و تقبل بالتصويت عليها في البرلمان لمنحها الثقة. وأعلم الجملي النائب الصافي سعيد خلال لقاء جمعهما بقصر الضيافة بقرطاج أن الأحزاب المعنية بتشكيل الحكومة مازالت منتشية بالفوز في الانتخابات التشريعية وأكد له صعوبة خلق توافق بينها بشأن الحقائب الوزارية. ولم يلتق الجملي اليوم الاربعاء شخصيات سياسية في اطار مشاورات تشكيل الحكومة واكتفى باجتماع مع الفريق المرافق له. وأمس الثلاثاء انعقد اجتماع غير معلن بين القيادي بحركة النهضة رضا السعيدي والحبيب الجملي ولم يتم الافصاح عن فحواه. وكان الجملي قد تعهد بتشكيل حكومته قبل انتهاء الآجال الدستورية المحددة بشهر. وقال لرويترز إن وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والعدل سيقودها مستقلون ضمن حكومته الائتلافية التي يتوقع أن يكشف عنها الاسبوع المقبل. وبين أن الحزب الفائز أي النهضة تفهم ذلك بينما هناك من رفض هذا التوجه واشترط الحصول على وزارتي سيادة للمشاركة. وقال انه يأمل أن يتراجع هؤلاء عن ذلك في الدقائق الاخيرة من المشاورات. وذكر أن حكومته لن تضم أي وزير بشبهة فساد.