اعتبر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن تأخير حركة النهضة لجلسة منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي ليوم الجمعة القادم يندرج في إطار "عملية ربح الوقت بغاية تكثيف الجهود لتوفير ما يسمى بالحزام السياسي للحكومة وكسب أكثر عدد ممكن من الأصوات لصالحها". وتابع الجورشي في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاثنين 6 جانفي 2020، أن حركة النهضة أدركت أن عدد الرافضين لحكومة الجملي قد ارتفع بشكل كبير وليس من مصلحتها سحب الثقة من الجملي، لذلك فهي تحاول استغلال المزيد من الوقت لاقناع بعض الأطراف للتصويت لصالح الحكومة المقترحة، وفق تقديره. وقال الجورشي إن الحيز الزمني الذي ما يزال أمام النهضة ستحاول استغلاله أولا لترميم صوتها الداخلي، "لأن الخلافات أصبحت واضحة داخلها وهناك انقسام بين سحب الثقة من الحبيب الجملي أو مساندته، وبالتالي فالسّعي أولا لتوحيد الصفّ الداخلي هو من أولويات الحركة". وأضاف أن النهضة ستحاول ثانيا اقناع حزب قلب تونس عن طريق اتصالات غير معلنة وتدور في الكواليس للتصويت للحكومة المقترحة لأن هذا في مصلحته، مبينا أنها ستذهب أبعد من ذلك وستحاول التحرك من أجل اقناع بعض الكتل على غرار كتلة ائتلاف الكرامة والكتل الأخرى الصغيرة. وتوقع صلاح الدين الجورشي أن تنال حكومة الجملي الثقة في البرلمان لكن ليس بأغلبية مريحة. وحدّد مكتب مجلس نواب الشعب يوم الجمعة 10 جانفي 2020 تاريخ عقد جلسة عامة للتصويت على منح الثقة لحكومة الحبيب الجمل، وذلك بطلب من كتلتي حركة النهضة وقلب تونس، في حين طالب ممثلو كتلة الاصلاح الوطني والكتلة الديمقراطية وكتلة الدستوري الحر بعقد جلسة يوم الثلاثاء 7 جانفي، واثر عملية التصويت تقرر عقد الجلسة يوم 10 جانفي.