في غمرة الركض المحموم لإيجاد لقاح فعال ضد وباء كورونا الفتاك، حبس سكان الكوكب الموبوء أنفاسهم عند اكتشاف فيروس آخر قد يكون أكثر فتكا من الفيروس المستجد. وتصاعدت وتيرة الخوف بمجرد إعلان الصين عن وفاة أحد مواطنيها الذي ثبتت إصابته بفيروس هانتا. وخوفا من انتشار العدوى أخضعت السلطات 32 مسافرا كانوا على متن نفس الحافلة التي كانت تقل الضحية من مقاطعة يونان جنوب غرب الصين إلى شاندونغ شرقا، إلى الفحص. فهل يتكرر سيناريو فيروس كورونا الذي لم تنته فصوله عبر العالم بعد؟ وما هي أوجه الشبه بين الفيروسين؟ يشير مجمع "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" في الولاياتالمتحدة (CDI) إلى أن حالات العدوى بفيروس "هانتا" تحدث عادة في المناطق الريفية والحقول والمزارع والغابات والمناطق المحيطة بالمنازل أو العمل التي تعيش فيها القوارض، مثل الحظائر والبناءات المهملة. بحسب ما يشير اليه المجمع تكون العدوى غالبا بين الحيوانات والأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها وذلك من خلال التقاط الإنسان لجزيئات الفيروس من لعاب الحيوان أو بوله وبرازه المنتشرة في الهواء. كما يقدم العلماء أيضا تفسيرا آخر لطرق انتقال العدوى إلى الإنسان مثل التعرض لعضة حيوان مصاب أو لمس الأسطح الملوثة بمخلفاتها أو عند تناول أطعمة حاملة للفيروس. تاريخيا رصدت الإصابة بفيروس هانتا سابقا في دول أخرى غير الصين، من بينها الولاياتالمتحدة والأرجنتين والشيلي. وقد رصد العلماء حدوث حالات نادرة لانتقال العدوى من شخص لآخر بين الأشخاص المقربين من شخص مصاب بنوع من فيروس هانتا، يسمى فيروس "الأنديز" في تشيلي والأرجنتين. ولكن على النقيض من ذلك لم يثبت العلماء وجود حالات موثقة تؤكد انتقال فيروس هانتا من شخص إلى آخر. وللوقاية من هذا الفيروس تشدد مراكز السيطرة على الأمراض على تجنب بعض الأنشطة التي تعزز انتقال العدوى إلى البشر، إذ ينبغي مثلا الانتباه عند كنس فضلات القوارض أو تجميعها في أماكن التخزين، من أن يؤدي تناثر الجزيئات الملوثة في الهواء الى سهولة استنشاقها من قبل الإنسان. كما ينصح بالابتعاد عن مناطق تواجد القوارض وحفظ الأطعمة بعيدا عنها كأحد أفضل سبل الوقاية من خطر التقاط فيروس هانتا. يوضح البروفيسرو شارلز تشيو، باحث في قسم الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا، أن أعراض المرض تشبه إلى حد كبير أعراض الانفلوانزا (والتي تلتقي أيضا مع أعراض فيروس كورونا المستجد) مثل ارتفاع حرارة الجسم والإنهاك وآلام بالعضلات.
وتتطور هذه الأعراض لاحقا إلى سعال وضيق في التنفس. ويصنف الباحث هذا المرض بالخطير لأن 38 بالمئة ممن يصابون به يلقون حتفهم غير أنه كلما تلقى المصاب العناية الطبية مبكرا زادت فرص نجاته من الفيروس الفتاك.