يبدو أن لعنة فيروس كورونا تجاوزت الجانب الصحي لتطال مناصب السياسيين. أولى ضحايا هذا الفيروس التاجي، والي سوسة عادل الشليوي الذي تم الاستغناء عنه وتعويضه بوالية منوبة رجاء الطرابلسي التي تعتبر أول إمرأة يتم تعيينها على رأس السلطة في ولاية سوسة. وتؤكد جميع المعطيات التي تحصلت عليها حقائق أون لاين، أن فضيحة تهريب رجل الأعمال وزوجته من الحجر الصحي بنزل الاقامة بشط مريم التابع لولاية سوسة والتي جدت يوم 22 مارس الفارط وتورط فيه أطار أمني وسياسيين وخلفت استياء شعبيا كبيرا، هي التي عصفت بالشليوي من منصبه بصفته رئيس لجنة مجابهة الكوارث والمسؤول الأوّل عن عملية اخضاع العائدين من الخارج في الحجر الصحي الاجباري. من جانب آخر يبدو أن طريقة إدارة جائحة فيروس كورونا من قبل الوالي بوصفه رئيس خلية المتابعة ساهمت في التعجيل بإزاحته عن منصبه خصوصا أن ولاية سوسة تعد من المناطق الأكثر تأثرا بانتشار هذا الفيروس بعد تسجيل 64 حالة اصابة و5 حالات وفاة، ولا يخفي البعض تخوفه من أن تصبح الولاية بؤرة لانتشار هذا الفيروس رغم المجهودات الحثيثة التي تبذلها كافة الاطارات الصحية في ظل قلة الامكانيات. وقد شهدت ولاية سوسة بمختلف معتمدياتها حالات انفلات كبيرة من خلال عدم الالتزام بالحجر الصحي إمّا لعدم وعي المواطنين أو لعدم تسخير القوات الأمنية بالطريقة الناجعة لفرض هذا الاجراء بقوة القانون، وهو ما اعتبره البعض تقصيرا من طرف الوالي الذي يمتلك الصلاحيات الأمنية في هذا الشأن. ويبدو ان البعض من غير الراضين على الوالي، الذي بدأ يفقد الدعم السياسي في الجهة بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا عن تقلده لهذا المنصب، قد استغلوا هذه الفرصة ليجهزوا على كل حظوظه في النجاة من هذه الورطة التي ربما تكلفه مستقبله السياسي. ومن المرجح أن تكون إقالة والي سوسة بمثابة الإجراء الأولي في انتظار إقالات أخرى منتظرة قد تمسّ عددا من معتمديات الجهة خصوصا تلك التي فشلت إلى حد الآن في ادارة هذه الأزمة الصحية التي تشهدها بلادنا. للتذكير فانه الى حد الآن بقيت 4 معتمديات فقط صامدة أمام انتشار فيرويس كورونا المستجد، وهي سيدي بوعلي وبوفيشة وسيدي الهاني والقلعة الكبرى. كما تجدر الاشارة إلى أن المسؤولين على مدينة القلعة الكبرى قاموا مؤخرا باغلاق أحد الممرات المؤدية الى مدينة أكودة التي سجلت 4 إصابات بفيروس كورونا وذلك توقيا من انتقال العدوى الا أنه وبتدخل شخصي من عادل الشليوي تم إعادة فتحه في الإبان.