يجمع كل التونسيين بمختلف انتماءاتهم أن الراحل حمادي العقربي أيقونة النادي الرياضي الصفاقسي واللاعب التاريخي للمنتخب الوطني التونسي هو قامة كروية عالية وقيمة أخلاقية حازت احترام المنافسين قبل الأنصار. ويعتبر الجميع أن العقربي لم يكن رمزا كرويا صفاقسيا فقط وإنما وطنيا فهو من الأسماء القليلة على امتداد تاريخ الكرة التونسية التي تحظى باحترام كل الأطياف لذلك كانت جنازته مهيبة وحضرها جمهور كبير كان هدفه توديع شخصية أحببها كل التونسيين حتى الأجيال التي لم تواكب صولاته وجولاته.
ويستحق العقربي الكثير من الامتنان والتقدير في حياته وبعد مماته لذلك تقبل قطاع واسع من التونسيين بامتعاض الحركة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الأعمال الياس الفخفاخ بعد إعلانه اليوم عن إطلاق اسم اللاعب الراحل على ملعب رادس.
ولا يعود الانتقاد إلى شخص العقربي فلو حدث الأمر في حياته لا رحّب الجميع بالأمر غير أن الكثيرين يرون أن إطلاق الياس الفخفاخ لهذه المبادرة لا يزيد عن كونه توظيفا لمكانة الرجل في قلوب الصفاقسية والتونسيين عامة وذلك لأهداف آنية ومستقبلية.
وتردت صورة الفخفاخ بشكل رهيب فيما تراجعت أسهمه في بورصة المسؤولين السياسيين نتيجة شبهات الفساد التي تلاحقه والتي أدّت إلى دفعه عنوة إلى الاستقالة من منصبه في انتظار تكليف حكومة المشيشي.
ومثلت القضايا التي تلاحق الفخفاخ ضربة قوية قد تنهي مسيرته وفق عديد التقديرات لذلك يرى منتقدوه أن تغيير تسمية الدرة الأولمبية إلى ملعب المرحوم حمادي العقربي ليس إلا محاولة لتبييض صورته استغلالا لمكانة الراحل في قلوب الرياضيين بالإضافة إلى اعتبار الأمر بمثابة ضربة انتخابية مستقبلية ومصالحة مع جماهير السي اس اس التي أغضبها تصريحه في وقت سابق بانتمائه للترجي الرياضي قبل أن يعود ويصحح الموقف بإعلان محبته لنادي عاصمة الجنوب.
وكانت مدينة صفاقس بحاجة إلى أكثر من إطلاق اسم العقربي على ملعب رادس فالمدينة الرياضية لم تر في النور في عهده بل أن الإنارة في ملعب الطيب المهيري الذي زاره اليوم في حالة يرثى لها رغم أن اعتمادات إصلاحها ليست ضخمة..
على كل لا جدال في أن العقربي يستحق أكثر من إطلاق اسمه على ملعب بالعاصمة فالرجل قل إن وجد رياضي محل إجماع مثله غير أن خطوة الفخفاخ بدت في رأي الكثيرين شعبوية وتوظيفا لاستحقاقات انتخابية قادمة..