أخيرا ظهر عضو المكتب التنفيذي للكاف واللجنة التنفيذية للفيفا طارق بوشماوي في وسائل الإعلام التونسية بعد أن خيّل للكثيرين أن الرجل لا صلة له بالصحافة إلا بعض علاقاته بالزملاء في مصر أو فرنسا أين تعودنا متابعة تصريحاته النادرة. ظهور بوشماوي في إذاعة موزاييك بالتوازي مع حوار ثان مرتقب على قناة الحوار التونسي جاء لينهي عزلة الرجل الذي يخشى اللقاءات الإعلامية ويأتي في إطار سياسة اتصالية بدأت تتضح ملامحها في الأيام الأخيرة.
ولاجظ الشارع الرياضي حملات مساندة كبيرة لطارق بوشماوي في إطار الضغط على رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء قصد التنازل عن الترشيح التونسي لفائدته.
ولم تقتصر حملات الدعم على الرياضيين بل انخرط بعض الإعلاميين بإعلان اصطفافهم خلف بوشماوي قبل أن يلتحق بهم مجموعة من الوجوه الفنية على غرار الممثل أحمد الأندلسي والمغني غازي العيادي.
وبين هذا وذاك دخل النائب ياسين العياري على الخط معلنا أنه سيفتح ملف وديع الجريء بالتوازي مع قضية رفعتها منظمة أنا يقظ ضد الجامعة وكل ما سيكشف عنه البحث في قضية ديوانية.
الغريب أن حملة دعم بوشماوي المنقطعة النظير تزامنت مع حملة أخرى ضد وديع الجريء بل أن هناك من لم يركّبوا حرفا يتيما في كرة القدم وآخرون لا علاقة لهم بالساحرة المستديرة أصبحوا يتصدرون الفضاء الافتراضي ويستعرضون كواليس "الكاف" وكأنهم خبراء في الموضوع؟
هؤلاء الخبراء تحدثوا عن الكواليس وقدرات بوشماوي وعلاقاته الممتدة لكن لا أحد منهم استعرض لنا انجازات الرجل لصالح كرة القدم التونسية التي يكاد الخوض فيها يتحول إلى جريمة توازي جرم وصول ناديي جهته (أي بوشماوي) مستقبل قابس والملعب القابسي إلى الرابطة الثانية أين يقبعان فيها للموسم الثاني على التوالي بسبب أزمات مالية كان يمكن له أن يحلها بجرة قلم.
وقد يكون من الإجحاف تحميل طارق وزر ما حدث لناديي جهته ولكن هل نسي الكثيرون أنه لما كان رئيسا للجنة تعيينات الحكام لم تكن لتونس أيّة استفادة؟ بل أنها خسرت لقب كأس الكنفدرالية لسنة 2011 بتعيين الجزائري جمال الحيمودي لمباراة الذهاب رغم اعتراض النادي الإفريقي عليه مقابل تكليف حكم سنغالي في نهاية الخدمة للقاء الإياب أمام المغرب الفاسي فكانت النتيجة أن انحاز لأصحاب الأرض قبل أن يعتزل التحكيم نهائيا.
وقد لا يكون ما أشرنا إليه بمثابة استهداف لبوشماوي باعتبار أن حملة مساندته تبدو أقوى من التشويش عليها بيد أنه من المهم وضع الأمور في نصابها والابتعاد عن رفع شعارات الوطنية التي تزيد عن كونها شعارات "سكر محلي محطوط على كريمة".
الثابت أن معركة الجريء وبوشماوي هي معركة شخصية وكل ما يروج له الفنانون والرياضيون وبعض الإعلاميين عن مصلحة تونس هو ادعاء مردود عليهم ذلك أنه بالنهاية لا اهتمام بمصلحة تونس في كافة المجالات بما في ذلك كرة القدم.