أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أن قرار غلق الحدود البرية والجوية مع تونس هو قرار وقائي وصحي وجاء لحماية الأرواح من الجانبين، مضيفا أنه سيتم رفعه في القريب العاجل. وشدد الدبيبة في مكالمة هاتفية تلقاها من رئيس الحكومة هشام المشيشي أمس، على تميز العلاقات القائمة بين ليبيا والجارة تونس، مؤكدا أنها علاقات مثالية ولا يمكن أن تشوبها شائبة، وذلك على إثر موجة الانتقادات التي عرفتها مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية قرار غلق الحدود البرية والجوية مع تونس رغم ما قدمته الأخيرة من دعم لليبيا ومواطنيها فترة الأزمتين السياسية والصحية التي كانت تمر بهما. من جهته تحدث المشيشي عن الوضع الوبائي الصعب الذي تعرفه تونس في ظل انتشار فيروس كورونا وارتفاع عدد المصابين، مؤكدا توفير كل الامكانيات لتجاوز هذا الوضع. هذا ونوّه هشام المشيشي "برفعة العلاقات القائمة بين تونس والجارة ليبيا، معربا عن أمله في أن تتطور هذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين تجسيدا لروابط الاخوة والإيمان المشترك بوحدة المصير وبقيم التضامن والتعاون والتكامل"، وفق ما ورد في بلاغ صادجر عن رئاسة الحكومة اليوم السبت 10 جويلية 2021. وللإشارة يتواصل بمعبر راس جدير الحدودي في جانبه التونسي وجود أعداد كبيرة من الليبيين العالقين منذ مساء الأمس بعد رفض الجهات الليبية الناشطة بالمعبر قبولهم تنفيذا لقرار غلق المعبر، مما خلق حالة من الاحتقان والهيجان في صفوف المسافرين الليبيين العالقين بين عائلات ومرضى، واستوجب توجيه تعزيزات أمنية إلى المعبر التونسي تجنّبا لأي طارئ وفق ما ذكره مصدر أمني لوات. وأفاد نفس المصدر بأن الجهات الليبية المسيّرة للمعبر أوقفت عمل المعبر منذ الثانية من بعد الظهر بتقديم عدة ساعات عن المهلة التي منحتها لليبيين للعودة والمحدّدة بمنتصف الليل ما خلق ذلك الاضطراب وحالة الاحتقان في صفوف الليبيين دون أن يكون للطرف التونسي أي تدخّل في المسألة باستثناء مطالبته الجانب الليبي السماح بعبور عدد من التونسيين العائدين من ليبيا. ويذكر أن قرار الحكومة الليبية غلق المعبر مدة أسبوع على خلفيّة تطوّرات الوضع الوبائي في تونس جاء مفاجئا سواء لليبيين الذين يتواجدون بأعداد كبيرة في تونس وفي الجنوب بالخصوص للعلاج أساسا أو للتونسيين الذين يعملون في ليبيا وتعوّدوا قضاء فترة العيد مع عائلاتهم في تونس وهو ما اضطرهم إلى العودة ولذلك تتوقّع الجهات الأمنية التونسية توافد أعداد أخرى من التونسيين العائدين من ليبيا سيطرح عبورهم إشكالا في ظلّ توقّف أيّ نشاط بالمعبر الليبي.