عاش الجمهور الرياضي يوم أمس على وقع حرب بلاغات بين الجامعة التونسية لكرة القدم ووزارة شؤون الشباب والرياضة بسبب موقف كل طرف من حضور الجمهور في مباراة الجولة الأخيرة من تصفيات المونديال بين المنتخب الوطني التونسي ونظيره الزامبي.
ولئن مرت المقابلة بكل ما حفّ بها إلى بر الأمان خصوصا مع نجاح زملاء فاروق بن مصطفى في تحقيق انتصار صعد بهم إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من تصفيات كأس العالم إلا أن وقع ما حدث يوم أمس سيتواصل في الأيام والأسابيع القادمة طالما لا تزال مرحلة ما بعد 25 جويلية محافظة على صخبها وغموضها.
وعلى ضوء ما حدث يوم أمس يمكن التأكيد بشكل قطعي أن دور كمال دقيش العائد إلى وزارة شؤون الشباب والرياضة سيقتصر على محاربة رئيس الجامعة وديع الجريء سعيا منه للإطاحة به عن عرشه.
وبعد صراع البلاغات تمّ حرمان أعضاء المكتب الجامعي من دخول المقصورة الشرفية التي عرفت تجمّع كل المعارضين بداية بالوزير نفسه مرورا برئيس اللجنة الوطنية الأولمبية محرز بوصيان وبقية التشكيلة على غرار إسكندر حشيشة..
الطريف أن مباراة المنتخب قد حرم فيها أعضاء المكتب الجامعي من الولوج إلى المقصورة الرئاسية وحتى بعض المقصورات الأخرى في حين "تجمّلت" المقصورة بالطلعة البهية لإحدى النجمات الافتراضية على منصة انستقرام وذاك موضوع آخر..
ومن الطريف إلى المؤسف فإن تشكيلة المعارضة غادرت ملعب المرحوم حمادي العقربي برادس دون المرور بحجرات الملابس لتهنئة اللاعبين أو حتى لمجرد الركوب على الأحداث فكان حضورهم إحالة على أمنيات ذهبت أدراج الرياح على ما يبدو..
وبين كل هذه الأحداث بات واضحا أن دقيش قد اختار لنفسه التقديم الأمثل والذي يتناسب مع الدور الذي أعيد من أجله إلى وزارة الرياضة حيث ينتظر منه أن يلعب دور الواجهة الصدامية في صراع طرف مخفي ظاهريا مع الجريء..
وبالمحصلة يبدو أن الحرب على حافتي شارع محمد علي عقيد عبثيّة للغاية بما أن غاياتها ومراميها لا تمتّ للرياضة أو لكرة القدم بصلة وإنما هي مجرد تصفية حسابات سيتساوى فيها المكسب والخسارة بيد أن الثابت أن الأمور لن تستقر إلا مع سقوط أحد طرفي الصراع في شارع توحي كل المؤشرات منذ الثورة أنه سيظل الأكثر سخونة في تونس وكأنه ينتصب على بركان " كيلاويا " الذي يعرف بأنه الأكثر نشاطا في العالم.