قدم خليفة حفتر مؤخراً أوراق اعتماده إلى المفوضية العليا للانتخابات للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر العام الجاري. شدد حفتر على ضرورة مشاركة الليبيين في الإنتخابات، واصفاً تلك اللحظة بالتاريخية التي لا تصلح لدغدغة المشاعر، وفق تعبيره. ووعد في حال فوزه "بالاصطفاف إلى جانب الليبيين لتنفيذ طموحاتهم، وعلى رأسها وحدة البلاد واستقلالها وسيادتها".
وقال: "إذا قدر لنا تولي الرئاسة، فإن عقلنا مليء بأفكار لا تنضب استجابة لأحلام الليبيين" كما تعهد بإطلاق مسار المصالحة والبناء، والدفاع عن الثوابت الوطنية، خصوصاً بعدما وصلت البلاد الى منحى غير قويم، نظراً لإنتشار الجماعات الإرهابية المسلحة والفوضى في مناطق الغرب الليبي، وتربص الأجانب بخيرات الأمة. وبرز إسم خليفة حفتر في بداية انتفاضة 2011 التي شارك فيها للإطاحة بمعمر القذافي. فقد عاد إلى ليبيا في آذار/مارس 2011 بعد عشرين عاماً في المنفى واستقر في بنغازي. وقاد معارك عسكرية عدة منذ ذلك الحين، ضد مجموعات تابعة للقذافي أولا، ثم ضد مجموعات جهادية، ثم ضد ميليشيات موالية لحكومة الوفاق الوطني السابقة في ليبيا. وتمكن من السيطرة على مناطق كبيرة من الشرق والجنوب الليبي، وقبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر 2020 بعد محاولته السيطرة على العاصمة طرابلس ومناطق واسعة من الغرب الليبي. وكان حفتر قد علّق في 22 سبتمبر/أيلول مهامه العسكرية رسمياً، تمهيداً للترشح للانتخابات، وعملاً بما ينص عليه القانون الانتخابي الذي أقره البرلمان. حيث يسمح له القانون في حال لم يتم انتخابه بالعودة إلى مهامه السابقة كقائدٍ للجيش الوطني الليبي. في مقابل ذلك، شهدت البلاد مواقف تصعيدية جديدة ضد إعلان حفتر الترشح، كان على رأسها موقف رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الرافض وتياره لحفتر وللإنتخابات بمحدداتها الحالية.
بالتزامن مع ذلك، طالب المدعي العام العسكري في ليبيا اللواء مسعود أرحومة مفتاح أمس بوقف إجراءات ترشيح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر للانتخابات الرئاسية. زاعماً في رسالة إلى رئيس المفوضية العليا للانتخابات ب"تورط حفتر والقذافي بقتل مواطنين في منطقة السبيعة من قبل مجموعة مسلحة موالية له، بالإضافة لقصف طيران تابع للجيش الليبي الذي يقوده حفتر في قصف الكلية العسكرية بطرابلس والتي أدت لمقتل 26 طالبا بالكلية العسكرية". تحتاج ليبيا الآن الى رجل قوي وأمين، رجل وطني لا يملك أجندات خارجية ولا يتبع جماعات أو تنظيمات دولية، رجل يستطيع أن يفرض هيبة الدولة ونفوذها، ويقضي على الفوضى والنهب والارهاب والاجرام. وبالتالي، لكي تتمكن ليبيا من الإستقرار لابد من انتخاب المرشح الأبرز الذي يمكن له أن يلبي حاجات البلاد والمواطنين.