نجح الميناء التجاري في جرجيس في إحداث خطّ بحري للمسافرين يربطه بميناء مرسيليا الفرنسية وجنوة الايطالية ليتضاعف عدد الرحلات منذ سنة 2017 تاريخ ارساء أوّل رحلة للمسافرين إلى حدّ هذه السنة إلى 6 رحلات قدوم و6 رحلات عودة في هذه الصائفة، تنطلق الرحلة الأولى يوم 21 جوان وتكون الأخيرة يوم 13 سبتمبر 2022. وجاء نجاح خطّ نقل المسافرين ليحقق حلم أبناء جرجيس والجنوب التونسي بعد سنوات طويلة اعتبر خلالها هذا الميناء غير قادر على استقبال البواخر الكبرى رغم ان الميناء شملته عدة تدخلات من جهر وتهيئة، إلّا أن أبناء المنطقة لا زالوا ينتظرون الكثير من الميناء وخاصة لعب دوره في دفع التنمية وفي التشغيل، معتبرين أن اقتصاره على تصدير الملح لا يرتقي إلى حجم امكانياته المتاحة وموقعه الاستراتيجي المتميز وخاصة قربه من دول الجوار ليبيا والجزائر وانفتاحه على افريقيا ورصيده العقاري الممتدّ على 145 هكتارا دون استغلال. ويصدّر الميناء التجاري في جرجيس سنويا 800 ألف طن من الملح ليمثّل ثلثي نشاطه الذي يبلغ مليون و200 ألف طن في السنة بين توريد وتصدير منها 220 ألف طن من الشعير العلفي قام بتوريدها ديوان الحبوب الذي انطلق منذ سنة 2020 في توريد هذا الشعير إلى ولايات الجنوب عبر هذا الميناء. وبتراجع حركة سفن الإمداد البحري من 10 سفن في السنة الى سفينة واحدة بعد تقلّص نشاط الشركات البترولية بسبب استنزاف حقول النفط اصبح هذا الميناء يقتصر على نشاط تصدير الملح في ظل غياب نسيج صناعي بالجهة يوفّر منتوجا قابلا للتصدير ويمكّن من خلق حركة توريد وتصدير به وفق ما صرّح به ل(وات) مدير الميناء أرسلان المحمودي. وحسب المحمودي فإن واقع المنطقة حكم على الميناء، موضّحا أنّ أخصّائيي الاقتصاد البحري يعتبرون ان " المدينة تخلق الميناء" وليس العكس حيث أن دور الميناء يكمن في ان يكون جاهزا وحاضرا لكل طلب في حين يبقى المحيط الاقتصادي هو القادر على تنشيط الميناء وخاصة بإيجاد مناطق صناعية ونسيج صناعي متنوع، وفق قوله. واشار الى ان إقرار وزارة النقل التخفيف من المعاليم المينائية بنسبة 50 بالمائة لإحداث خطّ بحري منتظم لم يلقى أيّة مبادرة في المجال او تجاوب لاعتبار ان مثل هذا الخط من ميناء جرجيس لا يمكن ان ينجح في ظل غياب حركة توريد وتصدير تفرضها المؤسسات الصناعية والمناطق الصناعية حسب تصريحه. وشدّد على ان العائق امام الميناء التجاري في جرجيس ليس غياب خطّ بحري منتظم وانما المحيط الاقتصادي الذي يفتقر لصناعة قوية لها إنتاج وحركة تصدير وتوريد ممّا جعل هذا الميناء يحتلّ أسفل ترتيب الموانئ التونسية إذ لا يمثّل نشاطه إلا نسبة 5 بالمائة ضمن مجموع أنشطة بقية الموانئ في البلاد. وفي المقابل يرى المحمودي ان تنشيط الميناء يرتبط بإحداث المناطق الصناعية وبربطه بالسكة الحديدية التي من شانها ان تفتح أمامه آفاقا كبرى وان تجعله قادرا على تامين عملية تصدير وتوريد منتوجات الوحدات الصناعية من ولايات اخرى خاصة وان بقية الموانيء مكتظّة. ووفق مدير الميناء فان مسار السكة الحديدية موجود وتمت تهيئته عند إنجاز أشغال حماية المنطقة الجنوبية وترك المسافة الكافية لدخولها من الملك العمومي المينائي وصولا الى الميناء. وتعوّل الجهة على ميناء جرجيس التجاري الكثير كجزء من المنصّة التي تتوفر في ولاية مدنين التي تنفتح على ثلاث واجهات واجهة برية للحدود مع ليبيا وواجهة بحرية عبر هذا الميناء وواجهة جوية عبر مطار جربة جرجيس الدولي في تكامل بينها تجعل من الميناء نقطة قوة حقيقية يؤمّن حركة تصدير البضائع إلى عدّة وجهات في العالم.