يشهد الميناء التجاري بجرجيس خلال هذه الفترة حركية غير معهودة باستقباله 4 سفن حربية كبرى قدمت من مصر وفرنسا محملة بما لا يقل عن 75 طنا آخرها الباخرة الفرنسية العملاقة التي حملت على متنها 50 طنا من المؤن والأدوية والمعدات الطبية وقامت السفن المصرية باجلاء 2450 شخصا. أنجز الميناء التجاري بجرجيس سنة 1988 بأربعين مليون دينار ودخل حيز الاستغلال سنة 1990 وتم إلحاقه للديوان سنة 1993، خاصياته الفنية تتمثل في وجود قنال عبور في طول 9 آلاف متر وسد الحماية 1500م ويمسح الحوض المينائي 35 هكتارا فيما تمتد مسطحاته المينائية على 28 هكتارا أما جملة المساحة المغطاة فتبلغ 5 آلاف م2 فضلا عن توفر رصيف تجاري على طول 610 أمتار ورصيف بترولي طوله 185 مترا ورصيف للخدمات 155 مترا. ويرتكز نشاط الميناء على تصدير الملح وقام خلال السنة المنقضية بتصدير مليون و136 طنا من الملح في اتجاه الأسواق الاوروبية مثل ايطاليا وفرنسا والكامرون من افريقيا كما قام بتوريد المواد البترولية المكررة واستقبل السنة الماضية 759 باخرة (تجارية وامدادات نفطية) في حين بلغ حجم البضائع به 1 مليون و28 ألف طن ويوجد بالميناء 50 عاملا. هذه الحركية التي شهدها الميناء جعلت متساكني الجهة يتساءلون ويطالبون في ذات الوقت بضرورة احداث خط بحري منتظم ناهيك وان عددا هاما من متساكني ولايات الجنوب الشرقي في المهجر يعودون خلال موسم الاصطياف عبر ميناء حلق الوادي أو ميناء صفاقس وفي كلتا الحالتين يتكبدون مشاق سفر مضن خاصة إذا ما عادوا بسياراتهم هذه الأسئلة رفعناها الى ادارة الميناء، فأجابنا السيد الشاذلي بن جماعة رئيس مرسى الميناء التجاري مشيرا الى أن الميناء قادر على استقبال البواخر الكبرى وعلى متنها مسافرين دون السيارات باعتبار أن الميناء يعاني من مشكل ترسب الرمال ولابد من حمايته من الاضطرابات داخل الحوض المينائي والتصدي للرمال التي تترسب. وتم منذ سنة 2000 اعداد دراسة للبحث في أهم أسباب ترسب الرمال والتموج داخل الحوض بهدف استنباط حلول بعيدة المدى لحماية الميناء من مثل هذه الظواهر الطبيعية وأفضت تلك الدراسة وغيرها الى ضرورة انجاز اشغال جهر الميناء ليصل عمقه الى 11 مترا داخل الحوض و16 مترا بقنال العبور بتكلفة تناهز 12 مليون دينار. وكان من المبرمج انطلاق تنفيذ اشغال جهر الميناء التجاري خلال شهر فيفري الماضي الا أن الأشغال تأخرت جراء ما مرت به البلاد. وفي انتظار تنفيذ أشغال هذا المشروع الهام لابد من تشجيع أبناء الجهة العاملين بالخارج وحثهم على الاستثمار بالجهة وتذليل الصعوبات أمامهم لما فيه خير هذا الجسر البحري الذي اثر سلبا على جدوى فضاء الأنشطة الاقتصادية بجرجيس.