مرّ أكثر من عام على قرار الجزائر إغلاق حدودها البرية مع تونس، يوم أعلنت في شهر فيفري 2021 إغلاق كامل حدودها البرية، في إطار التوقي من دخول المتحور دلتا آنذاك إلى أراضيها الذي كان متفشيا في تونس. وما يزال المطلب الاساسي لسكان الشريط الحدودي التونسيالجزائري، بإعادة فتح الحدود قائما، إذ أن الحدود تمثل شريان حياة بالنسبة إليهم، لما لها من أهمية بالغة تتعلق أساسا بالتجارة البينية والروابط الأسرية.
حقائق أون لاين، حاولت البحث عن سبب تواصل غلق الحدود، خاصة مع تحسن الوضع الوبائي منذ أشهر، واتصلت مرارا بوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، إلا أنها لم تردّ على اتصالاتنا.
وفي اتصال بالسفير الجزائري في تونس عزوز بعلال، أكّد لحقائق أون لاين، أن سبب تواصل غلق الحدود هو صحيّ بالأساس ويعود إلى اجراءات التوقي من فيرروس كورونا.
وفي رده عن سؤال بأن الوضع الوبائي تحسن وإن كانت هناك أسباب أعمق من ذلك تستدعي تواصل غلق الحدود، نفى السفير عزوز بعلال ذلك، مجددا تأكيده أن الاسباب صحية فقط.
وساهم تواصل غلق الحدود لأكثر من عام، على خسارة تونس لسوق سياحية مهمة جدا وواعدة، على اعتبار السياح الجزائريين الوافدين على تونس يمثلون النسبة الأكبر من السياح، وقد بلغ عددهم سنة 2019 قرابة 3 ملايين سائح، عدا عن الجزائريين الذين يقصدون تونس بهدف التداوي.
كما تمثل الحدود بالنسبة للتونسيين شريان حياة من خلال ممارسة التجارة وحركة التوريد والتصدير، كما أنها متنفس لسكان الشريط الحدودي التونسيالجزائري.
ويرى مُحللون أن مسببات غلق الحدود المتعلقة بالوضع الوبائي قد سقطت ولا معنى للحديث عنها، خاصة مع انفراج الوضع الوبائي وتجسن المؤشرات الصحية منذ أشهر، ما دعاهم للتساؤل إن كان هناك قرار سياسي وراء تواصل الغلق..؟.
ويرى الحقوقي الجزائري، حاج حنافي، في تصريح لاندبندت عربية، أن المطالبة بفتح الحدود البرية في الجهة الشرقية من البلاد هي معضلة أمنية وسياسية بأبعاد اقتصادية واجتماعية، وبالتالي فإن "فتح الحدود هي آفاق شعوب المنطقة إذا ما رأينا الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين"، وأضاف أنه "من الزاوية الأمنية وفي الظروف الدولية المعاشة، فإن فتح الحدود أمر فيه تهديد نظراً لهشاشة الأوضاع بشكل عام والوضع الأمني على وجه الخصوص في تونس، وأما من الناحية السياسية فإن الخطوة تكاد تكون مناورة مؤقتة بنظرة فيها توجس حول المآلات التي تراعي توازنات اجتماعية داخلية ودولية جيواستراتيجية حول الوضع الإقليمي "حتى لا نصل إلى درجة العزلة ولا تكون خيرات الجزائر رهن المقايضة السياسية لبعض النداءات". ويعتبر حنافي، أن القرار السياسي الرسمي الجزائري فيه بعض من الحكمة والموازنة في هذا الجانب، مبرزاً أنه على المستوى الرسمي وهذا الأهم بادرت الجزائر بجملة إجراءات مثالية لحفظ أمنها القومي مع الجارة تونس، غير أنه من الضروري خلق برامج تنموية حقيقية تجنباً لمساومات أمنية أو اجتماعية تستغل من بعض الأطراف، وأوضح أن تونس تعيش أوضاعاً صعبة جداً، وقيامها هو قيام لأمن الدولة الجزائرية كبعد جيواستراتيجي، لكن لا بد أن تبنى هذه السياسة على أسس متينة تقوم على المصالح المشتركة لا الشعارات والمبادئ التي تغير شكل الخطط السياسية في مواجهة الأمر الواقع.