لا تزال الأزمة المالية والإدارية في النجم الساحلي على حالها بل يمكن القول انّها تتفاقم باطّراد إلى أن بات التكهّن بالحلقة الأخيرة صعبا على الجميع . فالجماهير ترقب الوضع دون أمل في فرج قريب . أمّا أبناء الدار ممّن تعوّدوا تحمّل المسؤولية فقد نفروا من الفريق بلا رجعة تاركينه يتخبّط في أزمته التي يعتبرهم الكثيرون سببها الأوّل والرئيس. الوضع الحالي للنجم الساحلي لا ينبئ بخير حتى أنّ مصير جيل شاب استطاع في أمد قصير أن يعيد هيبة الفريق بعد أن توفّرت له الإحاطة وبعض العناية قد بات على المحك خصوصا بعد التطوّرات الأخيرة على المستوى الإداري. انسحاب الجزيري غياب زياد الجزيري طيلة الأيّام الأخيرة عن أجواء وتدريبات الفريق طرح حوله عدّة نقاط استفهام , خصوصا أنّه عمد إلى غلق هاتفه الجوّال مما عسّر الاتّصال به من قبل اللاعبين والمسؤولين. الساعات الأخيرة راجت خلالها أخبار عن استقالة الجزيري لكنّ مصدرا مسؤولا من الهيئة نفى لحقائق أون لاين أن تكون الكتابة العامّة للفريق قد بلغتها أيّة استقالة. احتجاب الجزيري عزاه الكثيرون لغياب الدعم المادي للهيئة المديرة رغم أنّ الفريق استطاع الفوز بكأس تونس بفضل مجموعة شابة . كما أنّه يسير على الطريق الصحيحة إفريقيا لذلك فقد فسّر هؤلاء عمليّة الانسحاب بأنّها عمليّة ضغط لا أكثر حتّى يلتف الفرقاء حول مصلحة ناديهم. ما دخل الدرويش؟ و بخلاف أصحاب هذا الطرح يرى بعض المقرّبين من دائرة القرار في الفريق أنّ زياد الجزيري طلب من رضا شرف الدين أن يعفي سليم الدرويش لكن رئيس ليتوال طلب تأجيل الأمر إلى ما بعد نهائي كأس تونس في مرحلة أولى قبل أن يرفض الفكرة لاحقا , معتبرا أنّ إضافة الدرويش ودوره في الفريق يجعلان التخلّي عنه قرارا غير حكيم . لذلك فقد اعتبر الجزيري الأمر مسّا من تاريخه ليتذرّع بغياب الأموال للانسحاب. هذا الطرح حملناه إلى سليم الدرويش الذي اتّصلنا به اليوم 4 سبتمبر لنسأله في الموضوع فأفادنا أنّه لا يريد أن يحشر نفسه في أيّة صراعات مؤكّدا أنّ وجوده في الفريق يعتمد على مدى رغبة الهيئة المديرة في التخلّي عنه من عدمها . أمّا ما زاد عن ذلك فهو لا يدخل ضمن اهتماماته. سليم رفض التحدّث عن زياد أو حتّى ذكر اسمه مكتفيا بالحديث عن النجم الساحلي وعن بعض الصفحات الفايسبوكية التي يتّهمها بالتهجّم عليه وهي التي يشرف عليها بعض الصبية المغرّر بهم , على حدّ تعبيره. جنيّح و الجزيري انسحاب الجزيري لم يكن الوحيد بما أنّه تزامن مع احتجاب جسين جنيّح وكلاهما عادا في ذات التوقيت وبناء على نفس الدعوة التي أطلقها عبد المجيد الشتالي في إحدى الاذاعات الخاصة. عودة أتت بكأس تونس وغيّرت وجه ليتوال في سباق البلاي أوف لكن لم يكتب لهذه التجربة أن تستمر حيث أسرّت بعض المصادر إلى "حقائق أون لاين" أنّ الجزيري وجنيّح جمّدا عضويتهما عوض تقديم استقالة مباشرة , مستلهمين الفكرة من نوّاب التأسيسي المنسحبين تفاديا لأيّة انتقادات قد توجّه إليهما. قرار تجميد العضوية لم يرق لجماهير الفريق التي اعتبرت أنّهما تنكّرا لليتوال في أوج أزمته , فضلا عن التخلي عن رئيس النادي الذي ظل يكابد منفردا لايجاد سبل خلاص أجور اللاعبين ومنحهم وهم الذين سيصبحون في حل من كل التزام مع نهاية الشهر الحالي.