يعقد المكتب الجامعي اليوم الاثنين 9 سبتمبر في الساعة الخامسة مساء اجتماعا تقييميا يحضره وديع الجريء رئيس الجامعة وأعضاء المكتب التنفيذي والإطار الإداري والفني والطبي للمنتخب. الاجتماع سيعنى , حسب ما أشار إليه أحد أعضاء المكتب الجامعي , بتقييم مسيرة المنتخب والنظر في قرار استقالة المدرّب نبيل معلول وإقالة عشرة من معاونيه في أعقاب الهزيمة المذلّة أمام منتخب الرأس الأخضر ضمن تصفيات كاس العالم بالبرازيل. ماذا في التقييم؟ يمكن التأكيد أنّ حصيلة نبيل معلول ومساعديه هي الأسوأ منذ ما يتجاوز العقدين من الزمن حيث لم يسبق للمنتخب الوطني أن اكتفى بجمع خمس نقاط فقط خلال أربع مباريات ضمن تصفيات كأس العالم منذ التأهّل إلى نهائيّات فرنسا 1998. منتخب سامي الطرابلسي الذي ترك المشعل لنبيل معلول استطاع أن يحصد ست نقاط في لقاءين فقط وهو ما يتجاوز ما جمعه معلول في أربع لقاءات. المنتخب سجّل خمسة أهداف وقبل اثنين مع الطرابلسي فيما سجّلت كتيبة معلول خمسة أهداف وقبلت خطوطها الدفاعية ست كرات. المنتخب لم ينهزم في تصفيات كأس العالم منذ لقاء الموزمبيق في نوفمبر 2009 حين أضاع النسور بطاقة التأهّل إلى المونديال الإفريقي في الجولة الأخيرة ليتجدّد سيناريو بعد نحو ثلاث سنوات وعشرة أشهر على يدي معلول ! للجامعة نصيب إذا كان حصاد معلول سيّئا للغاية فإنّ معدّلات المكتب الجامعي الحالي كارثيّة بدورها إذ يكفي العودة إلى ما حدث في عهده من أحداث لنقف عند حقيقة عجزه عن إدارة شؤون كرة القدم التونسيّة. وديع الجريء انتخب رئيسا للجامعة يوم 31 مارس 2012 في أوّل انتخابات قيل انّها شفّافة بعد منافسة بين أربع قائمات لتكون فترة رئاسة غنيّة بالأزمات والخلافات. في عهد المكتب الحالي سجّلنا عدّة نكسات للكرة التونسيّة بداية من الانسحاب منذ الدور الأوّل لأمم إفريقيا 2013 التي احتضنتها جنوب إفريقيا مرورا بالاقصاء من تصفيات أمم إفريقيا للمحليّين منذ الدور التمهيدي ووصولا إلى الانسحاب من تصفيات كأس العالم أمام منتخب الرأس الأخضر. وتبقى حادثة التلاعب بالنتائج في لقاء شبيبة القيروان والنادي البنزرتي التي بلغت أروقة الفيفا واحدة من أسوأ الضربات التي تلقتها الكرة في تونس. السياسة وجدت طريقها أيضا إلى الممارسة العلنية في المكتب الجامعي أو في المنتخب بعد أن كانت حكرا على الكواليس وهنا تجدر الإشارة إلى الرسالة الهجائيّة التي بعث بها وديع الجريء إلى راشد الغنوشي يشكوه وزير الشباب والرياضة عن حركة النهضة والتي حملت توقيعه الخاص عوضا عن المكتب الجامعي. الأمر لم يقتصر على الوديع وإنّما على الإطار الفنّي فنبيل معلول عضو في حزب نداء تونس ومختار التليلي كذلك وهو أحد الوجوه التي برزت في اعتصام الرحيل في باردو. الاستقطاب الثنائي بين حركة النهضة ونداء تونس تحوّل من الفضاء السياسي إلى المشهد الرياضي وهو ما دفع الجريء في وقت سابق إلى الإصرار على تعيين معلول مدرّبا للمنتخب نكاية في وزير الرياضة الذي رغب في خالد بن يحيى. و في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع الفاشلين فإنّ المطلب الذي بات ملحّا اليوم هو انهاء مهام اعضاء المكتب الجامعي الحالي ,كما كان الأمر مع الإطار الفنّي الذي وقع التخلّي عنه بعد استقالة نبيل معلول , حيث لم يعد مرغوبا فيهم جماهيريّا بعد أن ارتفعت رقعة الغاضبين عنهم من المطالبين بالمحاسبة.