انطلقت صباح الخميس 26 سبتمبر الجاري من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة مسيرة شعبية جماهيرية جابت أهم شوارع مدينة جندوبة. ورفعت شعارات تندّد بابتزاز خيرات الجهة في مقابل عدم تمتّع أبنائها بخيراتها من المنتوجات الطبيعية والفلاحية ، مؤكّدة استفحال مختلف مظاهر التهميش والبطالة التي تعرفها ولاية جندوبة ذات التاريخ النضالي. وحطّت المسيرة رحالها وسط المدينة ، وتحديدا بساحة الشهداء حيث إنتصبت منصة إعتلاها ممثّلو الاتحاد الحهوي للشغل والأحزاب السياسية وفرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان وعدد من نوّاب الجهة المنسحبين من المجلس التأسيسي وقدّم هؤلاء خطابات وبيانات تؤكّد ما بلغته البلاد من احتداد الأزمة في مختلف المجالات في ظلّ حكومة الترويكا التي أثبتت فشلها ، حسب رأيهم. وصرّح النائب المنسحب منجي الرحوي قائلا"حكومة النهضة قدّمت للوطن الرصاص…ونحن نقدّم له الورد والحبّ" مندّدا برفض حركة النهضة الموافقة على مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل. واتهم النهضة بأنها من أجل الحفاظ على موقعها في الحكم مستعدّة لإدخال البلاد في مستنقع الدم والفوضى والعنف ، رافضة تلبية نداء الشعب المنادي برحيلها ، حسب قوله. ومن جهته أكّد النائب المنسحب رابح الخرايفي عن الحزب الجمهوري استعداد النوّاب المنسحبين لمواصلة مسيرتهم النضالية حتى آخر رمق في حياتهم المهدّدة بالاغتيالات السياسية. وصرّح سليم التيساوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة أن هذا التحرك الميداني ينتظم تنفيذا لقرارات الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل وإنه سيتواصل مادام الشعب بمختلف شرائحه الاجتماعية وفئاته العمرية مصرّا على رحيل حكومة الترويكا، منددا برفض حركة النهضة لمبادرة الاتحاد التي أجمعت عليها المنظمات الأربع الوطنية الكبرى والتي تهدف إلى التحوّل إلى مرحلة حماية مقومات الانتقال الديمقراطي وتأمين استحقاقات الشعب في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وحماية مقومات الدولة المدنية وقيم الجمهورية ، على حدّ تعبيره. يذكر أن هذا التحرك الجهوي السلمي شهد تنظيما محكما يعكس نجاح الخطط الامنية التي أعدّت خصيصا لانجاحه وتأمين سلميته حيث شهدت المسيرة تعزيزات أمنية مكثّفة من قبل أعوان الأمن من مختلف الاختصاصات من إقليم الأمن العمومي بجندوبة.