إنطلقت صباح أمس الخميس عدة مسيرات بعدد من ولايات الجمهورية وهي صفاقس، سليانة، الكاف، جندوبة، المنستير، سوسة، المهدية وتطاوين.. يسعى من خلالها المحتجون للضغط على الحكومة للقبول بمبادرة الرباعي الراعي للحوار والقبول بخارطة الطريق. وتأتي هذه المسيرات والتحركات السلمية في إطار مساندة الرباعي الهادف لاخراج البلاد من الوضع الخانق الذي تعيشه في مختلف المجالات سواء الاقتصادية او الاجتماعية وحتى السياسية.. بعض الجهات انطلقت في التحرك والمساندة والتعبئة الشعبية فيما بدأ البعض الآخر يتململ فهل تشهد الايام القليلة القادمة تحركات أخرى تنسج على منوالها. ◗ سعيدة الميساوي
جندوبة.. خطوة أولى ستعقبها تحركات أخرى إنتظمت صباح أمس الخميس من أمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل مسيرة شعبية جابت أهم شوارع مدينة جندوبة حيث رفعت شعارات تندّد بما بلغته البلاد من أزمة قصوى في مختلف المجالات في ظلّ حكومة "الترويكا" التي أثبتت فشلها في حل إشكاليات البطالة والتهميش الجهوي وفي معالجة مختلف الملفات لتحطّ هذه المسيرة التي سبقها إجتماع عام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل رحالها وسط المدينة وتحديدا بساحة الشهداء حيث إنتصبت منصة إعتلاها ممثّلو الاتحاد الحهوي للشغل والأحزاب السياسية وفرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان وعدد من نوّاب الجهة المنسحبين من المجلس التأسيسي وقدّم هؤلاء خطابات وبيانات تؤكّد أن "حكومة النهضة قدّمت للوطن الرصاص" في حين يقدّم "أبناء الشعب له الورد والحبّ" على حدّ تصريح النائب منجي الرحوي كما أكّد سليم التيساوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل أن هذا الحراك الجهوي هو خطوة أولى ستعقبها تحركات أخرى مادام الشعب بمختلف شرائحه الاجتماعية وفئاته العمرية مصرّا على رحيل حكومة الترويكا منددا برفض حركة النهضة لمبادرة الإتحاد التي أجمعت عليها المنظمات الأربع الوطنية الكبرى. من جهته ندّد النائب المنسحب رابح الخرايفي برفض حركة النهضة الموافقة على مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل مصرّحا أنها ومن أجل المحافظة على موقعها في الحكم مستعدّة لإدخال البلاد في مستنقع الدم والفوضى والعنف رافضة تلبية نداء الشعب الرافض لوجودها ومن جهتها أكّدت النائبة المنسحبة نفيسة المرزوقي إستعداد النوّاب المنسحبين لمواصلة مسيرتهم النضالية حتى آخر رمق في حياتهم المهدّدة بالاغتيالات السياسية. ◗ منصف كريمي
سيدي بوزيد.. تشكيل «لجنة الثأر السياسي».. وغدا مسيرة جهوية بعد الاجتماع الذي أشرف عليه أعضاء المكتب التنفيذي وخصص لتدارس الوضع الاجتماعي والسياسي العام في البلاد وما آل إليه مسار المشاورات أصدرت الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد مساء أمس الأول لائحة حملت من خلالها "الترويكا" بقيادة حركة النهضة «مسؤولية تأزم الوضع وإفشال الحوار لربح الوقت كما اعتبرت استفحال الأزمة وانسداد الأفق نتيجة حتمية للسياسات المنتهجة من قبل الحكومة والتي تمظهرت بالخصوص في الإنفراد بالسلطة وانتهاج سياسة الحزب الواحد وتكريس الاستبداد والتساهل مع حملات التكفير والتواطؤ مع الاغتيالات السياسية التي طالت معارضيها ومجموعة من جنود جيشنا الوطني الباسل». وإزاء هذا الوضع المتأزم وتفاعلا مع بيان الهيئة الإدارية الوطنية الأخيرة أكد أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية على ريادة الاتحاد العام التونسي للشغل في الحراك الجماهيري ودعمه للمسار الثوري منذ انطلاقته في 17 ديسمبر 2010 بسيدي بوزيد ودفاعه عن أهداف الثورة في التشغيل والعدالة الاجتماعية والتزام نقابيي الجهة بالذود عن منظمتهم العتيدة ضد الاستهداف الممنهج ومواصلة النضال السلمي والاجتماعي والديمقراطي من أجل حل حكومة الالتفاف وعلى هذا الأساس قرر أعضاء الهيئة التنسيق مع قوى المجتمع المدني ومنظماته وخاصة منها الراعية للمبادرة والدعوة إلى عقد تجمعات بدور الاتحادات المحلية وتنشيطها وتنظيم مسيرة جهوية يوم غد السبت على الساعة العاشرة صباحا تنطلق من دار الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد علاوة على تكوين لجنة لمتابعة قرارات الهيئة الإدارية الجهوية بخصوص اغتيال الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي "لجنة الثأر السياسي لشهيد الجهة" والدفاع عن المناضلين من نقابيين وحقوقيين لرفع المظالم المسلطة عليهم وفق ما تضمنته اللائحة الصادرة في الغرض. ◗ عبد الجليل الجلالي
آلاف العمّال والمواطنين في صفاقس بصوت واحد: ليس أمام الحكومة إلا قبول إرادة الشعب.. والرحيل شهدت شوارع مدينة صفاقس بعد ظهرالأمس مسيرة بالآلاف انضمّت لها حشود العمّال وقوى المجتمع المدني مذكّرة بيوم12جانفي2011. هذه المرّة كانت المسرة رسالة من الإتحاد العام التونسي للشغل أنّ هذه المسيرات ستترك المجال مفتوحا أمام ترويكا الحكم في آخر فرصة لقبول مبادرة رباعي الحوار و "الإمضاء عليها للتنفيذ و التفعيل لا لمناقشتها" مثلما أكّد على ذلك عضو المركزية النقابية سامي الطاهري في كلمة ألقاها امام المتظاهرين في حضور بارز لأعضاء الهيئة الإدارية الوطنية و أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني على غرارعبد الكريم جراد و بوعلي المباركي والكاتب العام السابق محمد شعبان إلى جانب حضور نجل الشهيد فرحات حشّاد نورالدين حشاد و أعضاء منسحبين من المجلس الوطني التأسيسي. المسيرة دعت لها الهيئة الإدارية الجهوية للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تفعيلا لما انبثق عن الهيئة الإدارية الوطنية للمنظّمة..جابت شوارع المدينة مرورا بساحة المقاومة وشارع14جانفي ثمّ منطقة باب الجبلي دون المرور بشارع الحرية والوصول إلى مقر الولاية حيث توقّفت أمام جامع سيدي اللخمي تعبيرا منهم من خلال الشعارات المرفوعة عن ضرورة حيادية المساجد ورفضهم لما يتعرّض له الإتحاد والمكتب التنفيذي للمنظّمة من هجمات على منابرالمساجد بالجهة. وقال سامي الطاهري الأمين العام المساعد للاتحاد: قوّة العمّال ضاربة في المجتمع مفيدا "الترويكا التي فهمت رسالة الإتحاد على أساس ضعف نقول لها أنّه لاوجود لحلّ خارج مظلّة الرباعي فالجميع اليوم منحاز إلى الإتحاد". من جهته شدّد عبد الهادي بنجمعة قبيل انطلاق المسيرة من امام دارالإتحاد الجهوي للشغل على تماسك ووحدة قرارات المكتب التنفيذي للمنظّمة وأنّ لوائح الهيئة الإدارية التي استجابت لها جميع القوى العمّالية ومكوّنات المجتمع المدني من محامين و حقوقيين واتحاد الصناعة والتجارة هي دائما إلى جانب الإتحاد والإنتصار إلى الحق.. "اليوم بداية النضال والإتحاد اختارالمبادرة والتحرّك وإنقاذ البلاد" هكذا ردّ الطاهري على كلّ من يشكّك في قدرة المنظّمة الشغيلة على أن تكون طرفا في إنقاذ البلاد التي تقودها "حكومة الإخفاق و الفشل" مثلما وصفها و "لا حلّ إلاّ في رحيلها".