خلّف الموسم المنقضي نهاية قد تكون الأسوأ في تاريخ كرة القدم التّونسيّة على المستوى التّحكيمي ناهيك وأنّها المرّة الأولى التي توجّه فيها تهمة التلاعب بالنتائج إلى أصحاب الزيّ الأسود بالدليل والحجّة . وهنا لا بدّ من التّذكير بالقضيّة التي فجّرها الحكم المساعد حسين الحمروني في أعقاب لقاء إياب البلاي أوف بين النجم الرياضي الساحلي والنادي الإفريقي. الحمروني اتّهم صراحة المدير التنفيذي للنجم حسين جنيّح بمحاولة شراء ذمّته بوساطة من الحكم الدولي المساعد البشير الحسّاني وهو ما دفع الجامعة التّونسيّة لكرة القدم إلى تجميد نشاطه ومن ثمّة تحديد تاريخ لإنهاء مسيرته الدّوليّة (31 ديسمبر 2013) إلى غاية البتّ النهائي في القضيّة. نهاية الموسم المنقضي عجّلت بسقوط مدوّ لهشام قيراط الذي فجّرت تعييناته جدران رادس بالصراخ على رأي رياض بنّور أو تغييرها لتسمية الرابطة المحترفة الأولى ببطولة العار ،حسب تصريح لطفي عبد النّاظر الشهير. تغيير للتّغيير قبل شهرين تقريبا عن انطلاقة الموسم الجديد توافق المكتب الجامعي على تعيين الحكم السابق جمال بركات خلفا لهشام قيراط الذي كان حصاده كارثيّا. تغيير روّج له من اتّخذه على أنّه سيكون لبنة أولى على درب تصويب الأمور في الإدارة الوطنيّة للتّحكيم وخاصّة لجنة التّعيينات التي تتّهم دائما بمحاباة أندية على حساب أخرى لكن يبدو أنّ دار لقمان ستظلّ على حالها .. جمال بركات الذي كان حكما عاديّا طيلة مسيرته إن لم نقل دون ذلك تمنّى بعد أن أنهى مسيرته أن يصعد على كرسيّ لجنة التّعيينات أملا في تقديم الإضافة بحسب تصريحه إلى جريدة الصحافة منذ مدّة لكن الدلالات عن عمله تتنافى مع تصريحاته وهو ما أكّدته تعيينات الحكام للجولة الحاليّة التي أعادت حكما من طينة يوسف السرايري كأنّ شيئا لم يكن رغم ما ارتكبت صافرته من جور. الرئيس المشبوه قامت الرابطة الوطنيّة المحترفة في اجتماعها الأخير يوم الأربعاء الماضي بتجميد نشاط جمال بركات رئيس لجنة تعيينات الحكّام كمراقب للرابطة بعد أن قدّم تقرير خاليا من أيّة إشارة إلى اللّقطة غير الأخلاقيّة التي أتاها مدرّب الترجي الرياضي ماهر الكنزاري في حقّ بنك بدلاء النّجم الساحلي وهو مراقب المباراة. جمال بركات يمكن التأكيد أنّه رئيس مشبوه للجنة التّعيينات وأنّه سيكون لقمة سائغة للأندية الكبرى والعنوان الأوّل لذلك هو تجاهله عمدا عدم رؤية ما فعله الكنزاري ناهيك أنّ القانون يمنحه 48 ساعة ليسلّم تقريره إلى الرابطة وهي فترة كافية ليتدارك بركات سهوه إلا أنّه تعمّد عدم تدوين اللقطة تفاديا لأيّ صدام مع الترجي الرياضي وهي حركة مشبوهة منه تجعل من تعيينه مؤشّرا سلبيّا عن عدم رغبة أهل القطاع في تصحيح الأمور داخله. مكافأة نهاية الخدمة اختارت اللجنة التي يرأسها جمال بركات تكليف الحكم الدولي سليم الجديدي في الجولة الماضية بإدارة لقاء الكلاسيكو بين الترجي الرياضي والنّجم الساحلي وأسلمت مساعدته إلى فاروق بن فرحات وفوزي الفزاني. ولئن يبدو تغيير الطاقم المساعد أمرا عاديّا في بطولة لا احتراف فيها إلا أنّ عودة بشير الحساني لإدارة اللّقاءات إلى جانب سليم الجديدي يبقى أمرا مشبوها خصوصا أنّه لا يزال مرتبطا بقضيّة الرّشوة التي فجرها زميله أنيس الحمروني والتي كانت سببا في اقتياده إلى مقر الشرطة العدليّة بالقرجاني في الأسبوع المنقضي في تواصل للتحقيقات التي تدخل شهرها الخامس. تعيين البشير الحسّاني أثار استغراب الكثيرين في قطاع التّحكيم وهو الذي قدّمت له مكافأة نهاية الخدمة بتعيينه لكأس العالم للأصاغر لأقل من 17 سنة فيما سيتمّ سحبه من القائمة الدوليّة بعد شهر فقط عن نهاية المسابقة القاريّة. على جناح الأمل لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم… أمر لا ينطبق على الوضع داخل الإدارة الوطنيّة للتّحكيم التي تغيب عنها نوايا الإصلاح إلا من رحم ربّي. عوّاز الطرابلسي رئيس الإدارة الوطنيّة للتّحكيم يقف اليوم مكتوف اليدين أمام ما يحصل داخل معقله وهو الذي علّقت عليه آمال كبيرة في النّهوض بقطاع مثّل دائما أرضيّة خصبة لكل شيء إلا للنزاهة.