لا حديث في الساحة الرياضيّة إلا عن أحداث وكواليس مواجهة للمنتخب التونسي ونظيره الكاميروني التي انتهت بهزيمة تاريخيّة لم تكن محل انتظار حتى أولئك الذين لم يثقوا بصعود زملاء الشيخاوي إلى مونديال البرازيل. هزيمة مذلّة وأحداث أخرى زادت من حنق عشّاق النجمة والهلال تجاه لاعبين وإطار فنّي لم يبرعوا إلا في التّنكيد على كل من شغل نفسه وعدّل ساعته على توقيت موقعة ياوندي. مساومات واعتداءات وأحداث بالجملة حفلت بها رحلة الوفد التّونسي إلى الكاميرون التي انكشفت تفاصيلها محليّا قبل أن تصل البعثة إلى مطار تونسقرطاج الأمر الذي اعتبره الكثيرون عمليّة استباقيّة من مكتب الجريء لتسويق معطيات من شأنها أن تكون "ملهاة" تقيه الهجمات المنتظرة. مساومات للجامعة أكّدت مصادر إعلاميّة أنّ المكتب الجامعي تعرّض للمساومة من قبل الإطار الفنّي للمنتخب وكذلك من ياسين الشيخاوي. الإطار الفنّي وتحديدا ثلاثي النادي الصفاقسي رود كرول وحمادي الدو ومهدي مرزوق طالبوا بالحصول على مستحقّاتهم لشهري أكتوبر ونوفمبر قبل سويعات من انطلاق اللقاء. حديث المستحقّات انتقل إلى اللاعبين حيث تحصّل ياسين الشيخاوي على مستحقات متخلّدة بالذمة وقدرها 15 ألف دينار ونال أمين الشرميطي 10 آلاف دينار فيما تحصّل رامي الجريدي على 8 آلاف و500 دينار. الشيخاوي قيل انّه لم يكتف بذلك بل طلب الجلوس للتفاوض حول منحة التأهّل إلى كأس العالم بوصفه قائدا للمنتخب (؟) رفض الإثارة رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم الإثارة التي تقدّمت بها الجامعة التونسيّة لكرة القدم ضد مشاركة اللاعبين الكاميرونيين جوال ماتيب وشوبو ماتينغ باعتبارهما لعبا في صفوف منتخبات شبان ألمانيا. الجامعة احترزت على اللاعبين علّها تظفر ببطاقة التأهّل كما فعلت بعد الانسحاب امام الإطاحة بالرأس الأخضر وهو ما جعل نشطاء المواقع الاجتماعيّة يلقّبونها بصفة الجامعة الاحترازيّة تندّرا بحديث الاحتراز والإثارة. بين الحقيقة والملهاة رغم عدم التّشكيك في صحّة الأخبار التي تشير إلى مساومات اللاعبين والإطار الفنّي فإنّ مسرّب هذه المعطيات يملك درجة عالية من الذّكاء جعلته يستبق كل التّحاليل والتعاليق بتسريب أنباء الاحتراز رغم أنّ من قام به كان يعلم أنّ الآمال بكسبه شبه مستحيلة. الخطوة الثانية كانت تمكين الإعلام من وقائع المساومات والابتزاز للاعبين والإطار الفنّي حتى يجد الجميع ما يجعله يصرف النّظر عن المكتب الجامعي. وديع الجريء كان الوحيد الذي يعلم بحقيقة المساومات والمشاورات حول المستحقّات الماليّة وهو نفسه من سرّب هذه المعلومات إلى الإعلام وهو تحرّك ذكيّ منه ساهم في صدّ الهجوم على مكتبه مقابل تسليط الضغط على اللاعبين. التملّص من الفشل وتبعا لما سبق يمكن التأكيد أنّ رئيس الجامعة قد "لعبها صح"متّعظا بذلك من أخطائه السابقة في حماية نفسه ومكتبه من الهجمات الإعلاميّة التي تكون جاهزة لتتصاعد بمجرّد أوّل نكسة للمنتخب. الوديع تجرّع من كأس الهجمات في مناسبتين : أولاهما عقب الانسحاب منذ الدور الأوّل لكأس أمم إفريقيا ، والثانية بعد موقعة الرأس الأخضر التي راح ضحيّتها نبيل معلول دون الجامعة. الجريء نجح في التملّص من الفشل وصدّر الأزمة إلى غيره مكتسبا مناعة جديدة تجعله ينأى بكرسيّه عن الصراعات والتجاذبات في انتظار خيبة جديدة قد تقوده خارج الحي الوطني الرياضي بعد أن فشل انسحاب النسور المذل في موقعة رابعة الكاميرونيّة في زحزحته عن منصبه...