على إثر التراشق الفايسبوكي بين كلّ عدنان منصر رئيس الديوان برئاسة الجمهورية ومحسن مرزوق القيادي بنداء تونس (أنظر المقالين المنشورين بموقعنا يوم أمس تباعا تحت العنوانين التاليين (عدنان منصّر : تخوّفات من تقاسم السلطة بين "النهضة و"النداء" ومحسن مرزوق يعكس الهجوم فايسبوكيّا على عدنان منصّر) إحتدّ الصدام بين الرجلين وتواصل سجالهما الافتراضي على نحو حاد فكانت المحصلة ردّا فايسبوكيا جديدا وتعقيبا عليه جاء نصهما حرفيّا كما يلي : فقد كتب عدنان منصّر يقول على جداره الفايسبوكي :"لم يكن في ظني عندما كتبت عن التوجه نحو التخلص من اليساريين في نداء تونس أن يأتي الرد من محسن مرزوق وعبد العزيز القطي. ربما ظن الأول كما الثاني أنهما المعنيان "باليساريين"، واكبر شتيمة لليسار أن ينتسبا إليه. والحقيقة أنني أحترم اليسار، وأعتقد انه مكون أساسي في حياتنا الوطنية منذ مائة عام، وسيظل كذلك إلى أمد بعيد، ولأنني أعتقد أن اليسار جدير بالاحترام لم يخطر ببالي أبدا أن يشمل احترامي القطي ومرزوق. هل آلمكما ما كتبت؟ أم آلمكما أن الكلينكس يلقى بعد الاستعمال مباشرة وقد تدوسه الأقدام إذا لم يسعفه الحظ بالسقوط في سلة مهملات محترمة تليق "بالمقام"؟ أما الحديث عن الحياد والمؤسسة، فأتوا بغيرها، لأنه حتى المحايد الذي يملك الحد الأدنى من الوطنية والأخلاق لا يمكن أن يبخل على الكلينكس بقدميه. أهدي الكلينكس الملقاة على قارعة الطريق قدمي اليمنى، ذلك أنني أترك اليسرى لما هو أرفع مقاما، ولو بقليل !". وسرعان ما عقّب محسن مرزوق مدوّنا على صفحته الفايسبوكية الرسمية :"السيد منصف المرزوقي الرئيس المؤقت، طلبنا منك سابقا بدافع النصيحة أن تتوقف عن الحديث لأنك كلما تكلمت أسأت لنفسك بقدر إساءتك للبلد. ولقد رأينا أنك التزمت بالنصيحة لولا فورة الرغبة في استغلال حدث وضع الدستور الذي لم يكن لك نصيب فيه. كانت الرغبة أقوى من الحكمة. لا بأس في ذلك. يحصل هذا. ولكن يبدو أن التزامك بالتعفف عن الكلام قابله إطلاقك لأحد خدامك ممن لا تاريخ له ولا سابقة يتطاول على غيره بالكلام في خلاف شديد مع ضرورة تحفظ موقعه الرسمي. وقد أجبناه بكياسة القول وذكاء الإيحاء. فأعاد الكرة بمستواه "الكليناكسي" المستوحى من خياله الذي ياتيه من وسخ الأنوف وثقافة الشوارع والسوقة والداصة والدهماء والعقد المتشعبة( ألم يستلهم عبارات من فن التلصص على القبلات في الطريق العام؟). لهذا فنحن نعلمك أنه إذا واصل خادمك في عبثه، دون أن تنهره، فسنجيبك أنت، على كل كلمة يقولها، من هنا وصاعدا. أنت فقط. لأنك مسؤول عنه. يا أخي أنت رئيس جمهورية رغم كل شيء. ألا تفهم معنى ذلك؟ ما زالت لك أشهر قليلة في موقع لم تفعل أنت ومخدوميك فيه سوى ما يحط منه قدرا ومقدارا، فتفكر في المستقبل. حتى لا تضطر للاحتجاب طيلة ما تبقى من حياتك. امسك جماعتك إذن فهم أقل من أن نكتب فيهم مرتين. اللهم لقد أنذرنا."