تعيش كلية الاداب والعلوم الانسانية بصفاقس منذ شهر جانفي الفائت على وقع أزمة ومشاكل داخلية جدّ خطيرة باتت تهدّد السير العادي لأنشطتها علاوة عن كون أنّ الوضع العام صلب هذه المنارة العلمية قد أضحى مرشحا لسنة بيضاء لن يتضرّر منها سوى الطلبة الذين يدفعون ضريبة معارك وخصومات وهمية وجانبية لا تمتّ بصلة بجوهر الداء الذي أصاب المؤسسات الجامعية في تونس والمنظومة التربوية والتعليمية برمتها. جذور الاشكال الذي تسبّب في تعطيل عملية اصلاح امتحانات السداسي الاول من قبل الاساتذة مردّه تجاسر عميد الكلية على اجراء الامتحانات في مواعيدها رغم أنّها تزامنت مع اضراب العملة والموظفين يومي 7 و8 جانفي وذلك تطبيقا لمنشور وزاري واحتراما لتعهدات أخلاقية مع الطلبة الذين لاناقة لهم ولا جمل في مثل هذه الخلافات والمطالب النقابية. نقابة العملة والموظفين لم تغفر للعميد ما اعتبرته ضربا "للنشاط النقابي" والحقوق المشروعة" حيث دخت معه في معركة لي ذراع من خلال رفض القيام بعملية الترقيم السري التي تسبق اصلاح الامتحانات من طرف الاساتذة دون معرفة هوية ممتحمن وهو ما تسبّب في تعطيل الكشف عن نتائج الدورة الرئيسة من السداسي الاول الذي تعطّل بصفة كلية للاعتبارات الانف ذكرها. هذا وقد دعا عميد الكلية مبروك الباهي اليوم الثلاثاء خلال ندوة صحفية،إلى عقد جلسة صلحية بين الطرفين بحضور نقابة الاساتذة لكن يبدو أنّ الجهة النقابية المتحدثة باسم العملة والموظفين مازالت رافضة لهكذا حلول حيث من المنتظر أن تواصل اضرابها عن العمل إلى حدود يوم الغد الاربعاء.كما أنّها تتهم عميد الكلية بالاعتداء على احدى العاملات في نزاع يبدو أنّه سيشق طريقه نحو القضاء للبتّ فيه. إذن فانّ الوضع داخل هذه الكلية اصبح مرشحا لمزيد من التوتر والانفجار الذي قد يفضي إلى غجهاض السنة الدراسية وحرمان الطلبة من حقه في الارتقاء والنجاح وتحصيل العلم والمعرفة. لكنّ الانكى والامر،هو التعاطي الغريب من قبل سلطة الاشراف مع هذه الازمة،فلا رئيس جامعة صفاقس عزالدين بوعصيدة تحرك لفضّ الاشكال ولا وزارة التعليم العالي تدخلت لحلّ النزاع.فكلا الطرفين خارج نطاق الخدمة أو بالاحرى يتفاعلون مع هذا السرطان الذي ينخر جامعاتنا بمنطق "شاهد ما شفشي حاجة". هذا وقد حاولت حقائق أون لاين الاتصال برئيس جامعة صفاقس عزالدين بوعصيدة الذي علمنا أنّه منذ مدة في مهمة خارج حدود الوطن لاندري فحواها وهل هي تبرّر عدم قيامه بواجباته الوظيفية في ظلّ ما يحصل داخل صرح جامعي مثل كلية الاداب بالجهة.كما أنّ نائبه لم يردّ على هاتف مكتبه رغم اتصالنا به في أكثر من مرّة ممّا يجعلنا ازاء نقاط استفهام عديدة ننتظر من وزارة التعليم العالي الاجابة عنها.