كنا منذ مدة قد أشرنا إلى عدم تحمس الفني الهولندي رود كرول إلى تواجد سلفه الفرنسي سيباستيان ديسابر في أجواء الفريق الأول ناهيك أن الفرنسي لم يغب عن أية حصة تدريبية أو مباراة كانت رسمية أو ودية يجريها زملاء خليل شمام وهو ما لم يلق هوى في نفس مدرب النادي الصفاقسي السابق. رود كرول ظن أن تواجد ديسابر مع فريق الأكابر خلال الأيام الأولى لقدومه أمر عادي لاستكمال شروط تسليم المهام لكن ديسابر خيب ظن الهولندي بتواجده المستمر ومحاصرته اللصيقة للفريق في حله وترحاله لتكون سفرة كينيا لمواجهة فريق غورماهيا القطرة التي أفاضت الكأس. مدرب الترجي الرياضي طلب استبعاد الفرنسي قبل إقلاع الطائرة وأصر في مطلبه وهو أمر رفضه حمدي المدب رئيس الفريق واعتبره سلوكا لا يليق بالأحمر والأصفر مبديا تفهما لموقف الهولندي الذي يرى في حضور ديسابر سلوكا لا يستقيم خصوصا أنه كان المدرب السابق للفريق. العلاقة بين الرجلين وصلت مرحلة اللاعودة فالنجم السابق لمنتخب الطواحين يرى الظهور المتواصل للفرنسي استفزازا له خصوصا أن خطة المدير الرياضي التي منحت له قد نمت من شعوره بأنه الرجل الأول فنيا في فرع كرة القدم وهو ما استوجب من رود كرول وضع النقاط على الحروف واستعادة بعض من استقراره الذي بعثره ديسابر بحضوره المكثف. حمدي المدب لن يضحي بالفني الفرنسي فهو يعتبره منجزا هاما له ناهيك أن ديسابر طاقة لا تنضب فهو أول الواصلين إلى حديقة المرحوم حسان بلخوجة وآخر مغادريها وهو غير مستعد كذلك للاستغناء عن مدرب تكلف ضمه صراعا مع هيئة لطفي عبد الناظر وقطيعة مع جماهير النادي الرياضي الصفاقسي وبالتالي فقد تعين عليه أن يمسك العصا من المنتصف. رئيس الترجي الرياضي أوصى الفرنسي بعدم الاقتراب من الفريق الأول موضحا له أن المدرب الهولندي لا يريده إلى جانبه وأنه يرى في كثرة ظهوره رسالة سلبية إلى اللاعبين بأنه مراقب أو محاط من قبل ديسابر الذي أبدى من جهته تفهما لموقف رئيسه وزميله في الفريق ولكن يبدو أن الفرنسي لم يقتنع في ظل شحنه من قبل البعض وتصويره بأنه أفضل من الهولندي بدليل مستوى اللعب الضعيف لزملاء الراقد منذ حصول التغيير على رأس الإطار الفني. الأكيد أن الأيام القادمة قد تأتي بتفاصيل جديدة .فسيباستيان ديسابر سيكون دائما المدرب الجديد للترجي الرياضي وورقة ضغطه على الهولندي الذي لن يضمن بقاءه في الفريق اذا لم يحقق ما استقدم من أجله وهو الفوز بدوري أبطال إفريقيا والصعود إلى مونديال الأندية.