دعا نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو قيادة حركته إلى عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة باعتبارها مجرد "باكالوريا بيضاء" لمدة 5 سنوات على حد وصفه. وقال مورو خلال ندوة "المشهد السياسي في تونس على ضوء الدستور الجديد"، التي نظمها مركز الدراسات الدولية لجريدة الخبر الجزائرية، إن كلا من حركتي النهضة ونداء تونس ستدخلان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة بلا مضمون، متوقعتين أن تفرز هذه الانتخابات 3 أقطاب رئيسية حسبما تتوقعه الكثير من الأحزاب السياسية في تونس تتمثل في: القطب الإسلامي، وقطب نداء تونس وما يدور حولها من بقايا النظام السابق، وقطب اليسار واليسار المتطرف. وأوضح في تحليله للخريطة السياسية المتوقعة بأن اليساريين وخاصة المتطرفين منهم لن يقبلوا بالتحالف مع حزب نداء تونس الذي يضم في صفوفه بقايا النظام السابق، كما لن يقبلوا التحالف مع الإسلاميين، وهذا الأمر ينطبق على حركة نداء تونس وعلى الإسلاميين أيضا ممثلين في حركة النهضة على وجه الخصوص. وبذلك خلص مورو إلى أن النداء حتى لو فاز بالانتخابات فإنه يحتاج إلى حليف سياسي، وكذلك النهضة، ملمحا إلى أن التحالف بينهما مصلحة ملحة للطرفين، لكنه انتقد هذا التحالف ووصفه بأنه "زواج بين من يشتركون في القبح"، واعتبر ذلك انتكاسة بالنسبة لمكتسبات الثورة، مشيرا إلى أن تحالف النهضة مع نداء تونس قد يؤدي إلى تفريغ الحركة من مناضليها. كما كشف الرجل الثاني في حركة النهضة بأنه سيقترح على مؤسسات الحركة أن تأخذ وقتها قبل دخول العمل السياسي، وتابع بالقول: "إن نجاح الإسلاميين في تنمية وتطوير ولاية بتونس أفضل لهم من المشاركة في الحكومة.. حيث أن المشاركة في الحكومة ليست حتمية بالنسبة لحركة النهضة لأن العمل السياسي فشل ونجاح".