كتب طارق الكحلاوي المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية والقيادي بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية يقول في إصدار فايسبوكي على جدار صفحته الشخصية ما يلي :"بمناسبة الجلاء الزراعي... من النقاط الرئيسية على سبيل الذكر لا الحصر: أولا : استمرار ضعف متوسط مردود أراضي الحبوب الذي تطور من 14 قنطارا في الهكتار خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي إلى 16 قنطارا في الهكتار حاليا، وهو تطور بطيء لا يمكن فهمه بعد مضي أكثر من خمسين سنة من سياسات التنمية الفلاحية التي تتالت على البلاد، فأين التقصير وما هو السبب في ذلك؟ وهذا تساؤل آخر من حق الجيل الحالي أن يطرحه خاصة عندما نقارن هذا المردود الضعيف في إنتاج الحبوب بالمعدل العالمي الذي يتجاوز حاليا 23 قنطارا في الهكتار، وقد اقترب من 40 قنطارا في الهكتار ببلدان المنطقة الأوروبية، فالتحدي يتمثل في تطبيق السياسات الكفيلة بحث الفلاحين على تحسين أداء منظومات الإنتاج حتى نقترب على الأقل من المتوسط العالمي لمردود الهكتار، فبلوغ هذا المستوى من المردود كفيل بتحقيق حوالي 80 في المائة من الحاجيات الوطنية من الحبوب. ثانيا : الارتهان إلى الخارج في توفير بذور العديد من المحاصيل الزراعية، وفي هذا المجال قد سجلت تونس تقهقرا كبيرا حيث تراجعت نسبة البذور التي تنتجها البلاد من مجموع البذور التي تستعمل في الإنتاج الزراعي، وهذه الحالة تتناقض مع مسار تحقيق الأمن الغذائي، وكما هو معلوم تمثل اليوم تجارة البذور الممتازة قطاعا استراتيجيا تتحكم فيه بعض البلدان والشركات العالمية متعددة الجنسيات، فالتحدي يتمثل في كيفية ضمان إنتاج بذور المحاصيل الإستراتيجية لتأمين الغذاء للمواطن التونسي وطنيا والحد التدريجي من توريد البذور الممتازة".