علمت حقائق أون لاين من مصادر مقربة من رئيس نداء تونس الباجي قائد السبسي أنّ قرار المضي في عقد مؤتمر تأسيسي يوم 15 جوان القادم مازال محلّ أخذ وردّ رغم أنّ زعيم الحركة مساند للفكرة باعتبارها تنطوي على آلية ديمقراطية يمكن من خلالها حلحلة الاشكالات والخلافات المستعرة بين الروافد المكوّنة للحزب وذلك بأخفّ الأضرار وبعيدا عن نظرية المؤامرة التي يحاول البعض التسويق لها بشكل مبالغ فيه. وأوضحت ذات المصادر أنّ من يحاول مداراة الأزمة فهو واهم بالنظر إلى أنّ الخلاف عميق مشيرة إلى أنّ ما حصل مؤخرا يعكس ظاهرة صحيّة وهي مسألة عابرة ومن الصعب أن تفضي إلى إرباك الحركة ورئيسها السبسي الاب الذي هناك مراهنة على حكمته وحنكته السياسية من أجل التقريب في وجهات النظر بين طرفي النزاع وفق تعبيرها. وأفادت مصادرنا التي خيّرت عدم ذكر هويتها لحساسية الموضوع، انّ لقاء هاما جمع أمس الأربعاء الباجي قائد السبسي بالمدير التنفيذي رضا بلحاج قصد التوصل إلى حلّ توافقي بعد التشاور في الكواليس مع بقية أطراف الازمة التي قد تؤدي في المحصلّة إلى إبعاد رؤوسها والمتسببين فيها عن الدوائر الادارية للحزب ولاسيما لجنة الهياكل الجهوية محور الصراع كحلّ جذري يوقف تدحرج كرة الثلج. وشدّدت نفس المصادر على ان طرفي الأزمة داخل الحركة يتحملان المسؤولية الكاملة في استفحالها واذكائها عبر التصريحات الاعلامية التي كان من المفترض أن يطرح مضمونها صلب مؤسسات الحزب بطريقة مباشرة ودون السقوط في أخطاء من قبيل نشر الغسيل الداخلي على قارعة الطريق. ونفت مصادرنا أن يكون قرار اسناد ادارة لجنة الهياكل الجهوية لحافظ قائد السبسي قد تمّ دون إعلام الامين العام للحركة والمدير التنفيذي مؤكدة أنّ بقية القرارات المتخذة لاحقا بما في ذلك اقرار عقد مؤتمر تأسيسي تمّ اتخاذها بعد نقاشات مستفيضة وبحضور جميع أعضاء المكتب التنفيذي والمنسقين الجهويين. وتعتبر أنّ الباجي قائد السبسي قد خيّر طوال ردهات الازمة الوقوف على مسافة واحدة من كلّ الأطراف المتخالفة والتي غلّبت مصالحها الشخصية على حساب استحقاقات الحزب الذي سيبقى خيمة تجمع كلّ المؤمنيين بالمشروع الاصلاحي الوطني المستمدّ من الارث البورقيبي على وجه الخصوص. وحول امكانية ترشح السبسي للانتخابات الرئاسية،قالت مصادرنا إنّه حاليا لاوجود لشخص مؤهل لمزاحمة رئيس النداء على هذا الخيار الذي هو من مقتضيات المصلحة الوطنية مبرزة أنّ حظوظ البقية على غرار الامين العام الطيب البكوش تبقى ضئيلة ومستبعدة لاعتبارات موضوعية مرتبطة بالمرحلة المقبلة وأهدافها. وختمت ذات المصار حديثها بالقول إنّ باب التحالف الانتخابي مع قوى الاتحاد من أجل تونس يبقى مفتوحا من الناحية المبدئية مفنّدة كل ماراج حول وجود صفقة في الخفاء عقدت بين النهضة والنداء بغاية اقتسام الحكم وانجاز تسوية سياسية بين التجمعيين والاسلاميين الذي يحملون مشروعا مجتمعيا مناقضا للندائيين. كما اكدت أنّ مسالة التحالف مع الجبهة الشعبية ليست مطروحة بتاتا لكونها تطرح مشروعا مخالف ورؤية راديكالية من القضايا الراهنة والمستقبلية.