اشهر معدودة تفصل نداء تونس عن عقد مؤتمره الانتخابي الاول والذي يصنف كابرز حدث داخل الحزب كونه سياخذ طابعا تاسيسيا كما انه سيحدد طبيعته اي ان كان حزبا مواصلا للحركة الوطنية كما يردد رئيسه ام سيظل كما هو الان حيث تتقاسمه وجهات نظر متعددة من اليسار الى اليمين.؟ ولئن تعطلت مؤشرات مشروع المؤتمر وذلك بالنظر الى جملة تخوفات قيادات من داخل النداء من ان تكون النتائج ليست في صالحهم وقد يعصف الوضع الديمقراطي ببعضهم نظرا لاحتلالهم لمواقع متقدمة بالحركة سواء كانت بالتعيين او بالمحاصصة. ووفقا لما تناقل داخل الكواليس السياسية للحزب فقد قبل رئيس الحركة الباجي قائد السبسي مقترحا تقدم به عضو المكتب التنفيذي رؤوف الخماسي قصد الاسراع بانجاز مؤتمرات الخارج، وقد قوبل هذا الطلب بالموافقة رغم التحفظات الكبيرة في اشارة واضحة الى ان الحزب لم يعد يحتمل الوضع المؤقت خاصة على الصعيد الهيكلي. ونقلت شخصية سياسية قريبة من المشهد داخل النداء ان هذا القرار كان مدعاة لكثير من التجاذبات حيث بدات حمى الصراعات تطفو على ساحة الاحداث بين اجنحة الفعل السياسي. وفقا لذات المصدر فان الصراع سينحصر بين ثلاث اجنحة رئيسية جناح اول محسوب على الامين العام الطيب البكوش الذي هو في اغلبه نقابي وجناح ثان يمثل الاغلبية على صعيد القواعد والهياكل المحلية ومعظمه اما دستوري التوجهات او من بعثت بهم الثورة لخوض الحياة السياسية بعد 14 جانفي. اما الجناح الثالث فيتكون اساسا من شخصيات وطنية ومثقفين وديمقراطيين ولئن كان فعلهم في قرارات الحزب مؤثرة فان تاثيرهم محدود على مستوى القواعد. وقد سرع هذا التنافر بين مكونات المشهد بالنداء الى بروز تحالفات داخلية محورها الاساسي من يعهد له الاشراف على المؤتمرات الجهوية والمحلية والهيكلية بالاضافة الى اعداد الانتخابات التشريعية والرئاسية وهي مسائل تركت باب الصراعات مفتوحا بين فريق الامين العام واعضاء المكتب التنفيذي في ظل انهماك قائد السبسي في تحركاته الخارجية وعلاقات الحزب "مما فتح الباب امام كثير من التاويلات والتجاوزات" على حد وصف مصادرنا. وبخصوص المؤتمر الاول وتفاصيله نفت مصادرنا ما راج من اخبار تتعلق بتحديد شهر جانفي كموعد للمؤتمر مؤكّدة في ذات السياق ان هذا الموعد "يدخل في اطار الصراعات وتدخل في باب المناورات السياسية وقد خلفت هذه التسريبات استياء لدى الباجي قائد السبسي الذي نرجح انه سيتخذ موقفا حازما تجاه المسربين للخبر".