عبّر عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة العجمي الوريمي عن خشيته من أن تتحول مراجعة التعيينات إلى ملاحقة على هويّة الأفراد عوض الالتزام بمبادئ الحياد والكفاءة النزاهة ونظافة اليد كمقاييس موضوعية لاتخاذ القرار. وقال الوريمي في حوار خصّ به حقائق أون لاين اليوم الجمعة إنّ حكومة جمعة قامت بمراجعة كبيرة وبشكل يكاد يكون يوميا معربا عن مخاوف النهضة في أن يتمّ توظيف هذا البند الذي نصّت عليه خارطة الطريق في أجندات إنتخابية تخدم مصلحة فريق على حساب آخر. وشدّد على ضرورة أن لا تكون عملية المراجعة مطية لتبرير عزل ومعاقبة كلّ من هو متعاطف أو مساند لحركة النهضة مضيفا أنّ ضمير حزبه مرتاح إزاء هذه القضية رغم كلّ الاتهامات التي وجهت للترويكا خلال فترة حكمها. وأضاف قائلا إنّ الممارسة والعقلية الاقصائية التي كانت تنتهج ضدّ الاسلاميين زمن المخلوع بن علي مازالت متواصلة إلى حدّ الان مؤكدا أنّ أنصار النهضة وحتّى المقربين منها قد تضرّروا من ذلك وفق تعبيره. وحول تعيين وجوه نهضوية من ضمنها الصحبي عتيق-خريج كلية الشريعة وأصول الدين بتونس- رئيس كتلة الحزب داخل التأسيسي في مركز الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية،اعتبر الوريمي أنّ العملية تمت وفقا للقانون وهي تعدّ حقّا من المنطقي أن يتمتع به مناضلون سياسيون أضطهدوا خلال العهد السباق وحرموا من أبسط حقوقهم المدنية. ولم ير ضيرا في هذه التعيينات حيث برّر العجمي الوريمي ذلك بتوفر شرط الكفاءة العلمية لدى هذه الشخصيات المتحصلة على شهائد ماجستير والبعض الآخر مسجلّ في الدكتوراه حسب ما أفادنا به. وانتقد تعاطي بعض النقابات واللوبيات المتنفذة داخل الجامعة التونسية مع ملف انتداب نهضويين في قطاع التعليم العالي متهما اياهم بمحاولة خلق تعلات واهية لاقصاء أبناء النهضة من حقّهم في العمل صلب الوظائف العمومية ولاسيما التدريس في الكليات. وفسّر ذلك بوجود رفض مبني على خلفية أيديولوجية داعيا النقابيين إلى مراعاة وضعيات الكفاءات النهضوية التي كانت محرومة من أبسط حقوقها لا محاربتها ومعاداتها حسب قوله. وحول سؤالنا عن مواطن القصور والخلل في تعامل النهضة مع ملف التعيينات خلال فترة اشرافها على الحكومة، قال العجمي الوريمي إنّه لا يمكن الجزم بأنّ المنهجية المعتمدة عهدئذ كانت مثالية نافيا أن أنّ حزبه قد أقصى أو أبعد موظفين أوكفاءات تحسب على اليسار أو بقية القوى المعارضة سابقا. وتساءل في الختام عن أسباب تراجع اهتمام معارضي الترويكا بما ينشر في الرائد الرسمي من تسميات وتعيينات وإعفاءات خلال فترة حكومة جمعة مستغربا تواجد مسؤول مكلف بمأمورية في القصبة وهو من المحسوبين على الجبهة الشعبية حسب قوله.