أكد الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمن الشامل نور الدين النيفر ، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الثلاثاء 27 ماي 2014، أن تفاقم الازمة في ليبيا لن تبقى تداعياته محصورة داخل التراب الليبي فقط، بل ستشمل جميع دول المنطقة وأولها تونس وفق تقديره. وأوضح النيفر في هذا الإطار أن تواصل التوتر الامني الحاصل في ليبيا سيفتح الباب على مصراعيه لتسرب العناصر الارهابية العائدة من سوريا ومالي وتهريب السلاح وتجارة الممنوعات، مشيرا إلى ان كل هذه العوامل من شأنها ضرب الاقتصاد الوطني والامن القومي لتونس إضافة إلى إفشال المسار الديمقراطي. كما بين محدثنا ان الخطر محدق أيضا بالجالية التونسية المتواجدة هناك والتي تصل إلى حوالي 130 ألف مهاجر حيث سيجبر عدد منهم على التجنيد فيما يمكن ان يتعرض آخرون إلى الاختطاف بهدف المقايضة، مضيفا أن حتى عودتهم إلى تونس ستعود بالسلب و ذلك بسبب أزمة البطالة المتفشية في البلاد بطبيعتها كما ستزيد من الضغط على الوضع الاقتصادي حسب تعبيره. وحول إمكانية التدخل الاجنبي في ليبيا، اعتبر الخبير الامني أن الاتفاقيات والعقود التي وقعتها ليبيا مع عديد القوى في العالم بشأن استغلال خيراتها من الذهب الاسود ، سواء قبل رحيل القذافي او بعده، كفيلة بأن تجعل الطرف المقابل مستعد لفعل أي شيء من أجل السيطرة على هذه الثروات حسب تصوره. وتابع بالقول: "الوضع السياسي الحالي في ليبيا يشكل خطرا على مستقبل الشعب الليبي وشعوب المنطقة ككل... وإذا لم تجد الدولة الليبية صيغة لترتيب بيتها الداخلي فإنها ستجد نفسها أمام حرب طاحنة ستخلف ما لا يقل عن 40 ألف قتيل وبين مليون ومليوني لاجئ أغلبهم سيأتون نحو تونس..و المشكل الحقيقي اليوم هو كيف نستطيع إقناع الليبيين أن استسلامهم للاقتتال والتناحر سوف يقضي عليهم ويجعلهم لقمة سائغة للقوى التي لا تطمح الا لإضعافهم وسلبهم ثرواتهم؟