رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    بالفيديو: رئيس الجمهورية يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صُمُودُ سوريا يَكسِرُ المؤامَرة ، لكنّ المُتآمِرينَ لم يَيْأسُوا بَعْد!
نشر في حقائق أون لاين يوم 02 - 06 - 2014

لم يَعُدْ خافياً على المُراقِب الموضوعيّ أنَّ الغَربَ الأوربيّ الأمريكيّ والصهيونيّة العالميّة ذات النُّفوذ الحاسم في مراكز اتّخاذِ القرار الغَربيّة كانت تَرمي مِن مؤامَرَةِ "الربيع العَربي" في شِقِّها المُتَعَلِّق بسوريا إلى الزجّ بالجماعاتِ الإرهابيّة التكفيريّة عبْر العالم في حَربٍ ضَروس ضدَّ الجيش العربيّ السوريّ ، لتحقيق هَدَفَيْن : الأول هُو تدمير الدولة السوريّة حاضنة المقاوَمة والقلعة الأخيرة التي تُبْقي الصراع العربي - الإسرائيليّ قائماً يَحُول دون تحقيق المشروع الصهيوني ، تدميراً كامِلاً شامِلاً يُمِكِّنُ هذه المؤامَرة مِن الوصول إلى خواتيمها الصهيو - أمريكية بتفتيت بقيّة دُوَل المنطقة بمافيها الكيانات الخليجيّة فضلاً عن لبنان والأردن ، وُصولاً إلى إيران وما بعدها ، والثاني التخَلُّص مِن هذه الجماعاتِ الإرهابية التكفيرية بمواجهة الجيش العربي السوري من جهة وبالمواجهات المُستَعِرَة فيما بينها مِن جِهةٍ ثانية. لكنّ الصمود الإعجازي للشعب والدولة والجيش والقيادة الوطنيّة في سورية ، جَعَلَ الغَرْبُ في مواجهةِ مُعطىً لم يكن في حسبانهِ ، وَهُو ارتداد العدوان على دُوَلِ هذا الغرْب ، عندما فَرَضَ صمودُ الدولة والشعب السوريين وإنجازاتُ الجيش العربي السوري على من لم يلقَ مصرعه مِن إرهابيي هذه الجماعات التكفيريّة أن لا يجد بدّاً مِن العَودَة إلى البلدان التي قَدِمَ منها مُكتَنِزاً بخبرةٍ قتالية عالية وبفائضِ عُنْفٍ لا بُدّ أن يُفرغَه في تلك البلدان الذي صَدَّرَتْه إلى بلادنا.
وعلى الرّغم مِن أنّ هذا الواقع الجديد كانَ يُفْتَرَض أن يُعيدَ الغَربَ المُتَغَطرس إلى رُشدِه فَيَتَعَقَّل ويَبحَثُ مع الدولة السوريّة وحُلَفائها الإقليميين والدوليين عَن مَخرَجٍ يُخَفِّفُ عليهِ مِن تداعياتِ وَمَخاطِر فَشَل مؤامَرتِه وانكِسارها على السور الذي تَحَصَّنَتْ به الدولة السورية ، فيَستأنِفُ هُوَ وأتباعُه العَرَب والأتراك وأدواته المحليّّّّّّة التنسيق مع سوريا وحلفائها مِن أجل العَودَة إلى المفاوضات في جنيف لإيجادِ حَلٍّ سياسيّ للأزمَة السوريّة ، أخَذَتْه العزّة بالإثم ، ولَمَّ شتات ماتبقّى ممَّن يُسَمُّون أنْفُسَهُم "أصدقاء سوريا" وَهُم في واقع الحال ألَدّ أعداء شَعبها ودَولتها وجيشها ، وعَقدوا اجتماعاً في لندن يلحسونَ فيهِ جِراحاتِهم وَيعدّونَ العدَّة والعتاد للعدوان مُجَدَّداً على دِمَشْق مُمَنِّينَ أنفُسَهُم بأنْ يُفسِدوا على الأقلّ استِعدادَ الشعب السوريّ لمُواصَلة تَحدّيهِ الوُجُوديّ بإنجازِ استِحْقاق الإنتخابات الرئاسيّة الذي يؤكّد به ليس فقط أنّه لم يُهْزَم بل وَيُجَسِّدُ تماسُكَ دَولتهِ بمؤسساتِها كافّة وَتَمَسُّكه بوحدتهِ الوطنيّة وبعَراقَتَه الحضاريّة واستِعْراض حَيَويّته وإبداعه شَعْباً استثنائيّاً يُسَجّل في أنصَعِ صَفحاتِ التاريخ البشريّ بالوَقائعِ المَلمُوسة كيفَ أنّه طائر الفينيق الذي يُولَدُ مِن رَمادِه لِيُعيدَ بناءَ الوطن والمُواطن اللذين استَهدَفَتْهُما معا هذه الحَرْبُ القذرة.
إذَن اجتَمَعَ أحَد عشر وزير خارجية حكومة عربية وأجنبيّة يسمون أنفسهم نواة "أصدقاء سوريا" لِيُقرّروا زيادة دَعْم "المعارضة المُعتدلة" بالمال وبالأسلحة ، وترجَموا ذلك إلى التلويح بتمكين الإرهابيين التكفيريين "المُعتَدِلِين؟" بصواريخ فرنسيّة مضادة للطيران وبطائرات "الدرونز " الأمريكيّة عبر الأردن الذي يبدو أنّه قبَضَ أخيراً الثَّمَنَ الذي كان يُراوِغ ويُساوِمُ مِن أجْلِ تقديم نَفْسه مِنَصَّةَ انطلاقِ عدوانٍ جديدٍ على سوريا يتوهَّم أعداؤها أنّه سيُمَكّنُهُم مِن تَعديل موازين قوى المعارك على الأرض السورية لِغير صالِح الجيش العربيّ السوري.
وبخفَّةِ الكيانِ المُرتَزِق الذي حصَلَ على ثمَنِهِ الذي قَيَّمَ بهِ نَفْسه منذ أن سَمَحَ بتدريب المقاتلين المُرتزِقة بإشراف أمريكيّ لإرسالهم إلى "الجهاد" في سوريا، وبَعْدَ ثلاث سَنواتٍ مِن النِّفاقِ والسَّمْسَرَة يَنْسجُ صَبِيُّ المُخابَراتِ البريطانيّة المملوك عبد الله بن المملوك حسين بن المملوك طلال على مِنوالِ طَرطُور تونس ، ويطرد السفيرَ السوري في عمّان ، فَيَعُودُ اللواء بَهْجَتْ سليمان فَخْرُ الدّبلوماسيّة السّوريّة بَعْدَ سَنَواتٍ مِنَ الزَّئير الوطني إلى عَرينِهِ في قلب العُرُوبةِ النّابضِ مُكَلَّلاً بالغارِ ، مُخَلِّفاً تاج الخيانةِ الهاشِمِيّ في الكيان التَّوأم للكيان الصهيوني مَمَرَّغاً بالعار. هكذا يَنْهارُ المَهزومون أمام جيشنا العربي السوريّ في عَواصِمِهِم ويخلعون آخر أقنعتهم مُشْهِرينَ ماتبقى في مخازنِ غَدْرِهِم مِن أسلحةٍ صَدِئة وفي حَناجِرِهِم مِن عُواءٍ مَبْحُوح.
إنَّهُم بصلافةِ المَوتُور المَسْعُور يريدونَ تزويرَ إرادة شعبنا السوريّ العظيم ، وَماعادُوا يأبَهُونَ حتّى بالتَّشدُّقِ الشكليّ بالدّيمقراطيّة ، فقد أرعَبَتْهُم حقيقة أن مئات الآلاف الذين لجأوا إلى لبنان والأردنّ مثلا كانوا يلوذونَ بمأمَنٍ مِن بَطْشِ العصاباتِ الإرهابيّة التكفيريّة وليس مِن الجيش العربي السوري كما تُفَبرك وسائلُ إعلامهم لِذا أسقطَتْ قوى 14 آذار اللبنانيّة آخرَ أقنعتها الشفيفة أصْلاً عندما طالبت رسمياً الدولةَ اللبنانيّة بطرد السوريين الذين مارسوا حقّهم الديمقراطي بالإدلاء بأصواتهم في صناديق الإقتِراع داخلَ السفارة السورية ببيروت ، فاللاجئ السوريّ المَقبُول عندَهُم فقط ذلك المُستَعِدّ لِخيانة بلادِهِ ، ويقبَلُ أن يكونَ شاهِدَ زُور، وهؤلاء لهم خبرة في خيانة لبنان أوَّلاً وفَبرَكة شُهُود الزُّور ضدَّ سوريا ثانياً.
لذلكَ مِن الطبيعيّ أن يجدَ هؤلاء أنْفُسَهُم ضدّ الدولة السورية الوطنيّة ، في خندَقٍ واحِد مع "إسرائيل" مثلهم مثل المُسمّاة "المُعارَضة السوريّة " و"جيشها الحر" التي بدأ تعامُلها مع العدوّ الصهيونيّ علناً بتصريحِ أحَد مُقاتليها لإعلاميّ إسرائيليّ تسلل مِن الحدود التركيّة إلى مواقع "الجيش الحر" داخل الأراضي السورية بأنّه " إذا كان شارون يُناصِرُنا ضدّ بشّار ، فشارون عيني".وواصَلَتْ "إسرائيل" دَسّ إنفها استخباراتيّاً وعسكريّا في الأزمَة السوريّة ومُؤازَرَة "المعارضة المسلحة المُعتدلة" التي يشوي إرهابيّوها الجبناء رأسَ مَن يقع بين براثِنِهم مِن السوريين ويَلُوكون كَبِدَهُ مُقْتَرِفِين هذه الجرائم الوَحْشيّة باسم الإسلام وتحت صيحات الله أكبر ، ولكنْ إحياءً لإرْثِ وَحْشيّة جاهِليَّة رَمْزُها "هنْد" التي مَنَحَتْ جَسَدَها في "جهاد نِكاحٍ" لِعَبْدِها "وَحْشيّ" مقابل إتيانه لها بكبِدِ حمزة عَمّ الرسول كي تلوكُه بنُيوبِ حِقدِها!.
فناهيكَ عَن علاج أكثر مِن ألف ومئة "مُجاهد" ضدّ الدّولة السورية قامت "إسرائيل" بتقديم العلاج لهم في مشافيها كما اعتَرَفَ "نتنياهو" وبينهم أحد قادة مايسمى "الجيش الحر" ، فقد زجَّت بِفِرَق خاصّة مِن القوات الإسرائيليّة للقتال إلى جانب الإرهابيين التكفيريين ضدّ الجيش العربي السوري ، مما حَدا بصَحْوَة ضمير بَعْض الجنود الذين كانوا قد التحقوا بالجماعات الإرهابية فسَلّموا أنفسهم لقوات الدولة السورية مُعرِبين عن نَدَمِهِم لِتَورُّطِهم في حَرب تشارك فيها المخابرات الإسرائيلية والأمريكية مُباشرة ضدَّ بلادهم.
لقد أكدت مصادر سورية موثوقة بأنّ الجيش العربي السوريّ وجَدَ نفسه يقاتل على أراضيه فرقَ "ماغلان" الخاصة الإسرائيلية للسيطرة على المطارات، وفرقة " بيتا إير " المختصة بالقتال الطائفيّ، وسريّة "مك كال" المختصّة بالكَشْفِ عَن المَواقِعِ النَّوعيّة السوريّة.
كما أنّ مجلة "لونغ وور جورنال" الأمريكية تحدثت عن نَشْر "الموساد" الإسرائيلي فِرَقاً خاصّة للقتالِ في سوريا ، ناهيكَ عن فِرَق "السي. آي .إي" الأمريكية على غرار "بلاك ووتر". هذا إضافةً إلى التنسيق السياسي بين مايُسمى "المعارضة السورية الخارجية" وإسرائيل الذي بدأ قبل 20مارس/آذار2011 مع " فؤاد الغادري " و" عبد الحليم خدام " و" صلاح بد رالدين " ليَتواصَلَ مع رموز "مجلس اسطنبول" الذين تواتر ظهورُهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية ، ومع رموز "إئتِلاف الدّوحة" وخاصة عضو هيئته السياسية "كمال اللبواني" الذي لم يَتَمَلَّق الصهاينة ويعلن أنّ "إسرائيل" لم تعدْ عَدوّة لهم وحسْب بل صارت الأخيرةُ "صديقة" في مواجهة "عدوّ مشترك" يتمثّل في سوريا وإيران وحزب الله! ، ومُعلناً استِعداد "ائتلافه" لتوقيع اتفاق سلام مع تل أبيب وللتنازُل عن الجولان المحتل ل"إسرائيل"،في حال مساعدة الإسرائيليين "الإئتلاف" على إسقاط النظام والوصول إلى سدّة الحكم في دمشق ، مُناشِداً الكيان الصهيونيّ مِن أجل ذلكَ أن يتدَخّلَ تَدَخُّلاً عسكريّاً مُباشَراً لإقامة منطقة حَظْرٍ جَوّي في جنوب سوريا . ولاحِقاً طَوَّرَ قادة صهاينة الفكرة الخيانيّة هذه إلى العمَل على إقامة منطقة عازلة في جنوبيّ سوريا على غرارالكيان اللحديّ "الشريط الحدوديّ العازل" في جنوبيّ لبنان الذي استَمَرَّ خلال العَقدين الأخيرين مِن القَرْنِ المُنْصَرِم يَتَصدّى لِلمقاوَمة الوطنية ويحمي "إسرائيلَ" مِن ضَربَاتها. ويكون تدخل "إسرائيل" كما يراه اللبواني " بفرض منطقة حظر جوي باستخدام منظومة باتريوت الخاصة بها، والشبكات الدفاعية والصاروخية" زاعما وجود " فارق ما بين تدخل (إسرائيل) في جنوب لبنان وتدخلها في سوريا، ففي جنوب لبنان دخلتْ كقوة احتلال بينما هنا ستدخل الحرب كقوة تحرير"(؟!). وفي حديث مطول مع صحيفة “العرب”( المُتَصَهينة والتي تموّلها المُخابرات الإماراتيّة كمنبر يُشَغِّل كُلَّ مأجورٍ سوريّ أو عرَبيّ مُستَعدّ للنُّباحِ ضدّ سوريا وحلفائها بدءا مِن حزب الله وصولا إلى روسيا) والصادرة في لندن قالَ اللبواني مُحاوِلاً تسويغَ طَرْحه الخيانيّ :“لماذا لا نبيع قضية الجولان في التفاوض فذلك أفضل من أن نخسرَها ونخسرَ معها سوريا إلى الأبد،وعندما أطرَحُ موضوعَ الجولان فأنا أبيعُ ما هو ذاهب سلفا ، قضية الجولان سنخسرها مع الزمن لو استمرّت الأمورُ بهذا الشكل، ولو تقسَّمت سوري، لعشر سنوات قادمة فلن تجد أحدا يطالب بالجولان”.
ولاحِقاً كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ اجتمع مع مسؤولين في المعارضة السورية في برلين ". وقد أكد موقع "والاه" الإسرائيلي أيضاً أنّ "هرتسوغ على تواصل منذ سنين مع زعماء المعارضة السورية الذين التقاهم في برلين ".
نَحْن إذَن لم نَعُد فَقط إزاء "مُعارَضَة عاجِزَة " تَستَقوي بالخارجِ على نظام بلادِها الوطنيّ ، وهذا إرْثٌ عربيٌّ أصيل دَشَّنَهُ "امْرؤ القيس" رَمْزيَّاً عندما استقوى بالروم وَجَسَّدَه "العلقَميّ" بتسليم مفاتيح بغداد لهولاكو ، بل نَحْن إزاء أقنانٍ في خدمةِ المَصالِحِ الإسرائيليّة.
كتبَ صديقي الكاتب التونسي الشاب "حاتم الشلغمي" على صفحته في الفيسبوك :
"رَجُلٌ أهبل تزوَّجَ، وبعد شهر فقط أنجبت زوجته. قالوا له كيف حصل ذلك ؟ أجابهم : و من شرِّ حاسِدٍ إذا حسد !!.
هذه النكتة تجسد بالضبط مفاهيم "الربيع العربي و الانتقال الديمقراطي" و جماعة "المحسودين" على خلفية "ثوراتهم".
فُكاهَةُ " حاتم" السوداء تكتَسِبُ مَعنىُ تراجيديّاً أعْمَق حينَ نتذَكَّر حكّاماً أفرزَتْهُم مؤامرةُ "الربيع العربي" أو حُكّاماً عُرِفُوا بانخِراطِهم فيها منذ عامه الأوَّل وخاصّة في "مَيدانِها" السوريّ ، ونُقارِن تباهيهِم بربيعِهِم الأسود وَدَوْرِهم في التآمُرِ على سورية، ونُقابل ذلكَ كُلّهِ بما أكّدَه البروفيسور الإسرائيليّ "دافيد وينبرج " مُدير مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية في محاضرةٍ له في النرويج يوم 2 جوان/حزيران2013 .
قال البروفيسور الإسرائيلي حرفيَّاً: "التهديد العسكري العربي ضدّ إسرائيل تَبَخَّر.المجتمعاتُ العربيّةُ كما تَعلمون جميعاً مِن ليبيا إلى تونس عبْرَمِصر إلى سوريا ، ولم نَصِلْ بَعْدُ للأسف إلى الأردن ، تُزَلزِلُها صراعاتٌ داخليّة ، وخِلالَ عَقدَيْن إلى أربعة قادِمَة ستَعصِفُ بهم صراعاتٌ داخليّة وتَفاوُتٌ اقتِصاديّ ، واحتياجاتٌ، وستَعجَزُ معها إمكانياتهم لِشَنِّ هُجُومٍ مُنَسَّق ضدَّ إسرائيل بالأسلوب التقليدي تماماً. ستنتهي ، ستنتهي ، بسَحْقِ البناء العربيّ القديم حولَ إسرائيل.التهديدُ العسكري ضد إسرائيل اختفى بصورة عظيمة ، وهذا ربْحٌ صافٍ لإسرائيل له أهميّة طويلة بصورة هائلة . التهديدُ العسكريّ التقليديّ ،الخَوْف الإسرائيلي مِن هُجُومٍ عسكريّ جَماعيّ لِمِصرَ والعِراق وسوريا كما في 1973 قد انتهى ، انتهى ، الشُّكرُ لِلرّبّ ، لقد انتهى . ولِهذا أقولُ لكم مرَّةً أخرى : إسرائيل تنتصِر".
نَسُوقُ أهزوجَة الجنرال الإسرائيلي السابق ،البروفيسور حالياًُ، التي تَتَغَنّى بإنجازات هذا الربيع الصهيوأمريكي الذي في كُتبي السابقة فَصَّلتُ أنه مؤامرة هَدَفُها إقامة الشرق الأوسط الكبير للسيطرة المطلقة على ينابيع النفط والغاز في المنطقة وحماية أمن "دولة إسرائيل اليهودية" التي تقوم بتصفية القضيّة الفلسطينيّة ، وماذا يعني غَيْر ذلك تصريحُ وزير البناء والإسكان الإسرائيلي "أوري ارئيل" مؤخراً لموقعِ صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة الألكترونيّ" دعوني أكرر، في المنطقة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن ستكون هناك دولة واحدة، وهي دولة إسرائيل" .
هَلْ هذا كافٍ ليُدرِكَ مَنْ لم يُدْرِكْ بَعْد ، أيّ مَعركة يخوضها الجيشُ العربيُّ السوريُّ والدولة والشعبُ في سوريا؟ وأيُّ مَرارة يَتَجَرَّعَها مَن راهَنوا على انهيار الدولة الوطنية قيادةً ومؤسسات في سوريا وهُم يُراقبُونَ بِغَيْظٍ كيف أنّ الشعب السوريّ يصمد مُلْتَفّاً حَولَ دولتهِ وجيشه وقيادته لِيُنْجزَ استِحقاقَ انتخابات رئاسيّة ديمقراطيّة أبرزُ المُرَشَّحينَ فيها سيادَة الرئيس الدكتور بشّار الأسد؟ . وأنَّ هؤلاء الذينَ يريدون لإسرائيلهِم أن تنتصِر كما يهتف "دافيد وينبرج" سَتَنكَسِرُ إرادتُهُم على صخرة صُمُود دمشق ، ولن يبقى مِن كلام البروفيسور الصهيونيّ ماهُو قابل للتّداوُل مُستَقبَلا غير أنَّ "الربيعَ العربيّ" كانَ مؤامَرةً مُتَوَحِّشَة لِتحطيم الأمل العَربيّ بل الإنسانيّ بإيجاد حَلٍّ عادل وشامل للقضيّة الفلسطينيّة جَوْهَر الصّراعِ العربيّ - الإسرائيليّ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.