عاجل/ هيئة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية تحذر من خطورة استهلاك هذه الأسماك..    وزير الخارجية يترأس وفد تونس في الأشغال رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك من 22 الى 29 سبتمبر    مشاركة 1500 عداء وعداءة في ماراطون بالمرسى عائداته مخصصة لمجابهة الانقطاع المدرسي المبكر    عاجل/ الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المتجه الى غزة تكشف آخر المستجدات..    عاجل/ ثلاث دول جديدة تعترف بدولة فلسطين..    كأس الكنفدرالية الإفريقية: النتائج الجزئية لذهاب الدور التمهيدي الأول    الكيني ساوي يفوز بماراطون برلين ويحافظ على سجله المثالي    الكاف: تزامنا مع زيارة والي الكاف إلى السوق الأسبوعية تسجيل مخالفات وحجز مواد متعفنة    النجم الساحلي يعلن إستقالة رئيس فرع كرة القدم    بطولة سان تروبيه الفرنسية للتحدي: التونسي معز الشرقي يحرز اللقب    المراقبة الاقتصادية تحجز 55 طنا من الخضر والغلال ببرج شاكير والحرايرية    الترجي vs القوات المسلحة: تابعوا البث المباشر على هذه المنصة    توصيات مهمة للتونسيين المتوجهين إلى ليبيا.. احذر تجاوز الحد المسموح!    قلة النوم تهدد قلبك.. تعرف شنو يصير لضغط الدم!    عاجل- تذكير: آخر أجل لإيداع التصريح بالقسط الاحتياطي الثاني للأشخاص الطبيعيين يوم 25 سبتمبر 2025    اليوم: الماتشوات الكل تنطلق على الساعة 15:30...شوف شكون ضد شكون    تونس تشارك في مؤتمر التعاون الثقافي والسياحي الصيني العربي    بحسب التوقعات: تونس الكبرى وزغوان تحت الخطر...أمطار بين 60 و90 ملم!    حادث مأساوي في منوبة: شقيقان يفقدان حياتهما غرقًا لإنقاذ كلبتهم!    أمطار الخريف ''غسالة النوادر''.. شنية أهميتها للزرع الكبير؟    الجمعية التونسية للطب الباطني تنظم لقاء افتراضيا حول متلازمة "شوغرن"    تونس ممكن على موعد مع 45 ألف حالة زهايمر قبل 2030!    انتشال جثتي طفلين توفيا غرقا في قنال مجردة الوطن القبلي    المؤتمر الدولي للمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر،"الاستقلال، نضالات ، مفاوضات والبحث عن السيادة" ايام 26و27،و28 مارس 2026    سوسة: جلسة عمل لمتابعة وضعية شركة الألبان الصناعية بسيدي بوعلي    الحرس الثوري الإيراني: سنصد أي اعتداء من أمريكا وإسرائيل ب"ردّ مهلك" اقرأ    عاجل/ حجز مئات الكيلوغرامات من المخدرات داخل حاوية بميناء رادس والنيابة تفتح تحقيق..    درجات الحرارة لهذا اليوم..    ميلوني: نحن بحاجة إلى مزيد من الحكومات المحافظة في أوروبا    محمد علي: ''الأسطول يقترب كل دقيقة من غزة.. أما أنتم؟ مجرد أصابع ملوثة على لوحة مفاتيح''    عبد الستّار عمامو يعود إلى "الدار الأم" ببرنامجين لتوثيق الذاكرة وإضاءة الوجوه المنسيّة    عاجل: 238 ألف عائلة باش تستفيد من الدعم المدرسي غدوة... شكون المعنيين؟    بين البراءة ونقص الأدلة... شنوة الفرق؟    بوعرقوب: انتهاء موسم جني الكروم بنسبة 100%    تفاصيل جديدة عن المذنب 3I/ATLAS تثير جدلاً علميًا    "تجردوا من ملابسهم".. مئات الإسبان يشاركون في عمل فني ل"مصور العراة" قرب غرناطة    فيتنام بالمركز الأول في مسابقة إنترفيجن وقرغيزستان وقطر في المركزين الثاني والثالث    الأستاذ خليل النغموشي رئيسا للفرع الجهوي للمحامين بجندوبة    الموساد تسلّل إلى معقلهه: الكشف عن تفاصيل اغتيال نصر الله    إدارة ترامب تلغي المسح الوطني السنوي للجوع    تونس ضيف شرف مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي: درة زروق تهدي تكريمها إلى فلسطين    رابطة الأبطال ...الترجي بخبرة الكِبار والمنستير لاسعاد الأنصار    كاس الكنفدرالية: الملعب التونسي يفوز على الجمعية الثقافية نواذيبو الموريتانية 2-صفر    أولا وأخيرا... سعادتنا على ظهور الأمّهات    عاجل: إيقاف اكثر من 20 ''هبّاط'' في تونس    عاجل: شيرين عبد الوهاب أمام القضاء    بنزرت: تنفيذ اكثر من 80 عملية رقابية بجميع مداخل ومفترقات مدينة بنزرت وتوجيه وإعادة ضخ 22,6 طنا من الخضر والغلال    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    تكريم درة زروق في مهرجان بورسعيد السينمائي    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    الكشف عن مصنع عشوائي للصلامي وحجز مئات الكيلوغرامات..#خبر_عاجل    السبت: أمطار متفرقة بالجنوب الشرقي وسحب عابرة    استراحة «الويكاند»    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صُمُودُ سوريا يَكسِرُ المؤامَرة ، لكنّ المُتآمِرينَ لم يَيْأسُوا بَعْد!
نشر في حقائق أون لاين يوم 02 - 06 - 2014

لم يَعُدْ خافياً على المُراقِب الموضوعيّ أنَّ الغَربَ الأوربيّ الأمريكيّ والصهيونيّة العالميّة ذات النُّفوذ الحاسم في مراكز اتّخاذِ القرار الغَربيّة كانت تَرمي مِن مؤامَرَةِ "الربيع العَربي" في شِقِّها المُتَعَلِّق بسوريا إلى الزجّ بالجماعاتِ الإرهابيّة التكفيريّة عبْر العالم في حَربٍ ضَروس ضدَّ الجيش العربيّ السوريّ ، لتحقيق هَدَفَيْن : الأول هُو تدمير الدولة السوريّة حاضنة المقاوَمة والقلعة الأخيرة التي تُبْقي الصراع العربي - الإسرائيليّ قائماً يَحُول دون تحقيق المشروع الصهيوني ، تدميراً كامِلاً شامِلاً يُمِكِّنُ هذه المؤامَرة مِن الوصول إلى خواتيمها الصهيو - أمريكية بتفتيت بقيّة دُوَل المنطقة بمافيها الكيانات الخليجيّة فضلاً عن لبنان والأردن ، وُصولاً إلى إيران وما بعدها ، والثاني التخَلُّص مِن هذه الجماعاتِ الإرهابية التكفيرية بمواجهة الجيش العربي السوري من جهة وبالمواجهات المُستَعِرَة فيما بينها مِن جِهةٍ ثانية. لكنّ الصمود الإعجازي للشعب والدولة والجيش والقيادة الوطنيّة في سورية ، جَعَلَ الغَرْبُ في مواجهةِ مُعطىً لم يكن في حسبانهِ ، وَهُو ارتداد العدوان على دُوَلِ هذا الغرْب ، عندما فَرَضَ صمودُ الدولة والشعب السوريين وإنجازاتُ الجيش العربي السوري على من لم يلقَ مصرعه مِن إرهابيي هذه الجماعات التكفيريّة أن لا يجد بدّاً مِن العَودَة إلى البلدان التي قَدِمَ منها مُكتَنِزاً بخبرةٍ قتالية عالية وبفائضِ عُنْفٍ لا بُدّ أن يُفرغَه في تلك البلدان الذي صَدَّرَتْه إلى بلادنا.
وعلى الرّغم مِن أنّ هذا الواقع الجديد كانَ يُفْتَرَض أن يُعيدَ الغَربَ المُتَغَطرس إلى رُشدِه فَيَتَعَقَّل ويَبحَثُ مع الدولة السوريّة وحُلَفائها الإقليميين والدوليين عَن مَخرَجٍ يُخَفِّفُ عليهِ مِن تداعياتِ وَمَخاطِر فَشَل مؤامَرتِه وانكِسارها على السور الذي تَحَصَّنَتْ به الدولة السورية ، فيَستأنِفُ هُوَ وأتباعُه العَرَب والأتراك وأدواته المحليّّّّّّة التنسيق مع سوريا وحلفائها مِن أجل العَودَة إلى المفاوضات في جنيف لإيجادِ حَلٍّ سياسيّ للأزمَة السوريّة ، أخَذَتْه العزّة بالإثم ، ولَمَّ شتات ماتبقّى ممَّن يُسَمُّون أنْفُسَهُم "أصدقاء سوريا" وَهُم في واقع الحال ألَدّ أعداء شَعبها ودَولتها وجيشها ، وعَقدوا اجتماعاً في لندن يلحسونَ فيهِ جِراحاتِهم وَيعدّونَ العدَّة والعتاد للعدوان مُجَدَّداً على دِمَشْق مُمَنِّينَ أنفُسَهُم بأنْ يُفسِدوا على الأقلّ استِعدادَ الشعب السوريّ لمُواصَلة تَحدّيهِ الوُجُوديّ بإنجازِ استِحْقاق الإنتخابات الرئاسيّة الذي يؤكّد به ليس فقط أنّه لم يُهْزَم بل وَيُجَسِّدُ تماسُكَ دَولتهِ بمؤسساتِها كافّة وَتَمَسُّكه بوحدتهِ الوطنيّة وبعَراقَتَه الحضاريّة واستِعْراض حَيَويّته وإبداعه شَعْباً استثنائيّاً يُسَجّل في أنصَعِ صَفحاتِ التاريخ البشريّ بالوَقائعِ المَلمُوسة كيفَ أنّه طائر الفينيق الذي يُولَدُ مِن رَمادِه لِيُعيدَ بناءَ الوطن والمُواطن اللذين استَهدَفَتْهُما معا هذه الحَرْبُ القذرة.
إذَن اجتَمَعَ أحَد عشر وزير خارجية حكومة عربية وأجنبيّة يسمون أنفسهم نواة "أصدقاء سوريا" لِيُقرّروا زيادة دَعْم "المعارضة المُعتدلة" بالمال وبالأسلحة ، وترجَموا ذلك إلى التلويح بتمكين الإرهابيين التكفيريين "المُعتَدِلِين؟" بصواريخ فرنسيّة مضادة للطيران وبطائرات "الدرونز " الأمريكيّة عبر الأردن الذي يبدو أنّه قبَضَ أخيراً الثَّمَنَ الذي كان يُراوِغ ويُساوِمُ مِن أجْلِ تقديم نَفْسه مِنَصَّةَ انطلاقِ عدوانٍ جديدٍ على سوريا يتوهَّم أعداؤها أنّه سيُمَكّنُهُم مِن تَعديل موازين قوى المعارك على الأرض السورية لِغير صالِح الجيش العربيّ السوري.
وبخفَّةِ الكيانِ المُرتَزِق الذي حصَلَ على ثمَنِهِ الذي قَيَّمَ بهِ نَفْسه منذ أن سَمَحَ بتدريب المقاتلين المُرتزِقة بإشراف أمريكيّ لإرسالهم إلى "الجهاد" في سوريا، وبَعْدَ ثلاث سَنواتٍ مِن النِّفاقِ والسَّمْسَرَة يَنْسجُ صَبِيُّ المُخابَراتِ البريطانيّة المملوك عبد الله بن المملوك حسين بن المملوك طلال على مِنوالِ طَرطُور تونس ، ويطرد السفيرَ السوري في عمّان ، فَيَعُودُ اللواء بَهْجَتْ سليمان فَخْرُ الدّبلوماسيّة السّوريّة بَعْدَ سَنَواتٍ مِنَ الزَّئير الوطني إلى عَرينِهِ في قلب العُرُوبةِ النّابضِ مُكَلَّلاً بالغارِ ، مُخَلِّفاً تاج الخيانةِ الهاشِمِيّ في الكيان التَّوأم للكيان الصهيوني مَمَرَّغاً بالعار. هكذا يَنْهارُ المَهزومون أمام جيشنا العربي السوريّ في عَواصِمِهِم ويخلعون آخر أقنعتهم مُشْهِرينَ ماتبقى في مخازنِ غَدْرِهِم مِن أسلحةٍ صَدِئة وفي حَناجِرِهِم مِن عُواءٍ مَبْحُوح.
إنَّهُم بصلافةِ المَوتُور المَسْعُور يريدونَ تزويرَ إرادة شعبنا السوريّ العظيم ، وَماعادُوا يأبَهُونَ حتّى بالتَّشدُّقِ الشكليّ بالدّيمقراطيّة ، فقد أرعَبَتْهُم حقيقة أن مئات الآلاف الذين لجأوا إلى لبنان والأردنّ مثلا كانوا يلوذونَ بمأمَنٍ مِن بَطْشِ العصاباتِ الإرهابيّة التكفيريّة وليس مِن الجيش العربي السوري كما تُفَبرك وسائلُ إعلامهم لِذا أسقطَتْ قوى 14 آذار اللبنانيّة آخرَ أقنعتها الشفيفة أصْلاً عندما طالبت رسمياً الدولةَ اللبنانيّة بطرد السوريين الذين مارسوا حقّهم الديمقراطي بالإدلاء بأصواتهم في صناديق الإقتِراع داخلَ السفارة السورية ببيروت ، فاللاجئ السوريّ المَقبُول عندَهُم فقط ذلك المُستَعِدّ لِخيانة بلادِهِ ، ويقبَلُ أن يكونَ شاهِدَ زُور، وهؤلاء لهم خبرة في خيانة لبنان أوَّلاً وفَبرَكة شُهُود الزُّور ضدَّ سوريا ثانياً.
لذلكَ مِن الطبيعيّ أن يجدَ هؤلاء أنْفُسَهُم ضدّ الدولة السورية الوطنيّة ، في خندَقٍ واحِد مع "إسرائيل" مثلهم مثل المُسمّاة "المُعارَضة السوريّة " و"جيشها الحر" التي بدأ تعامُلها مع العدوّ الصهيونيّ علناً بتصريحِ أحَد مُقاتليها لإعلاميّ إسرائيليّ تسلل مِن الحدود التركيّة إلى مواقع "الجيش الحر" داخل الأراضي السورية بأنّه " إذا كان شارون يُناصِرُنا ضدّ بشّار ، فشارون عيني".وواصَلَتْ "إسرائيل" دَسّ إنفها استخباراتيّاً وعسكريّا في الأزمَة السوريّة ومُؤازَرَة "المعارضة المسلحة المُعتدلة" التي يشوي إرهابيّوها الجبناء رأسَ مَن يقع بين براثِنِهم مِن السوريين ويَلُوكون كَبِدَهُ مُقْتَرِفِين هذه الجرائم الوَحْشيّة باسم الإسلام وتحت صيحات الله أكبر ، ولكنْ إحياءً لإرْثِ وَحْشيّة جاهِليَّة رَمْزُها "هنْد" التي مَنَحَتْ جَسَدَها في "جهاد نِكاحٍ" لِعَبْدِها "وَحْشيّ" مقابل إتيانه لها بكبِدِ حمزة عَمّ الرسول كي تلوكُه بنُيوبِ حِقدِها!.
فناهيكَ عَن علاج أكثر مِن ألف ومئة "مُجاهد" ضدّ الدّولة السورية قامت "إسرائيل" بتقديم العلاج لهم في مشافيها كما اعتَرَفَ "نتنياهو" وبينهم أحد قادة مايسمى "الجيش الحر" ، فقد زجَّت بِفِرَق خاصّة مِن القوات الإسرائيليّة للقتال إلى جانب الإرهابيين التكفيريين ضدّ الجيش العربي السوري ، مما حَدا بصَحْوَة ضمير بَعْض الجنود الذين كانوا قد التحقوا بالجماعات الإرهابية فسَلّموا أنفسهم لقوات الدولة السورية مُعرِبين عن نَدَمِهِم لِتَورُّطِهم في حَرب تشارك فيها المخابرات الإسرائيلية والأمريكية مُباشرة ضدَّ بلادهم.
لقد أكدت مصادر سورية موثوقة بأنّ الجيش العربي السوريّ وجَدَ نفسه يقاتل على أراضيه فرقَ "ماغلان" الخاصة الإسرائيلية للسيطرة على المطارات، وفرقة " بيتا إير " المختصة بالقتال الطائفيّ، وسريّة "مك كال" المختصّة بالكَشْفِ عَن المَواقِعِ النَّوعيّة السوريّة.
كما أنّ مجلة "لونغ وور جورنال" الأمريكية تحدثت عن نَشْر "الموساد" الإسرائيلي فِرَقاً خاصّة للقتالِ في سوريا ، ناهيكَ عن فِرَق "السي. آي .إي" الأمريكية على غرار "بلاك ووتر". هذا إضافةً إلى التنسيق السياسي بين مايُسمى "المعارضة السورية الخارجية" وإسرائيل الذي بدأ قبل 20مارس/آذار2011 مع " فؤاد الغادري " و" عبد الحليم خدام " و" صلاح بد رالدين " ليَتواصَلَ مع رموز "مجلس اسطنبول" الذين تواتر ظهورُهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية ، ومع رموز "إئتِلاف الدّوحة" وخاصة عضو هيئته السياسية "كمال اللبواني" الذي لم يَتَمَلَّق الصهاينة ويعلن أنّ "إسرائيل" لم تعدْ عَدوّة لهم وحسْب بل صارت الأخيرةُ "صديقة" في مواجهة "عدوّ مشترك" يتمثّل في سوريا وإيران وحزب الله! ، ومُعلناً استِعداد "ائتلافه" لتوقيع اتفاق سلام مع تل أبيب وللتنازُل عن الجولان المحتل ل"إسرائيل"،في حال مساعدة الإسرائيليين "الإئتلاف" على إسقاط النظام والوصول إلى سدّة الحكم في دمشق ، مُناشِداً الكيان الصهيونيّ مِن أجل ذلكَ أن يتدَخّلَ تَدَخُّلاً عسكريّاً مُباشَراً لإقامة منطقة حَظْرٍ جَوّي في جنوب سوريا . ولاحِقاً طَوَّرَ قادة صهاينة الفكرة الخيانيّة هذه إلى العمَل على إقامة منطقة عازلة في جنوبيّ سوريا على غرارالكيان اللحديّ "الشريط الحدوديّ العازل" في جنوبيّ لبنان الذي استَمَرَّ خلال العَقدين الأخيرين مِن القَرْنِ المُنْصَرِم يَتَصدّى لِلمقاوَمة الوطنية ويحمي "إسرائيلَ" مِن ضَربَاتها. ويكون تدخل "إسرائيل" كما يراه اللبواني " بفرض منطقة حظر جوي باستخدام منظومة باتريوت الخاصة بها، والشبكات الدفاعية والصاروخية" زاعما وجود " فارق ما بين تدخل (إسرائيل) في جنوب لبنان وتدخلها في سوريا، ففي جنوب لبنان دخلتْ كقوة احتلال بينما هنا ستدخل الحرب كقوة تحرير"(؟!). وفي حديث مطول مع صحيفة “العرب”( المُتَصَهينة والتي تموّلها المُخابرات الإماراتيّة كمنبر يُشَغِّل كُلَّ مأجورٍ سوريّ أو عرَبيّ مُستَعدّ للنُّباحِ ضدّ سوريا وحلفائها بدءا مِن حزب الله وصولا إلى روسيا) والصادرة في لندن قالَ اللبواني مُحاوِلاً تسويغَ طَرْحه الخيانيّ :“لماذا لا نبيع قضية الجولان في التفاوض فذلك أفضل من أن نخسرَها ونخسرَ معها سوريا إلى الأبد،وعندما أطرَحُ موضوعَ الجولان فأنا أبيعُ ما هو ذاهب سلفا ، قضية الجولان سنخسرها مع الزمن لو استمرّت الأمورُ بهذا الشكل، ولو تقسَّمت سوري، لعشر سنوات قادمة فلن تجد أحدا يطالب بالجولان”.
ولاحِقاً كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ اجتمع مع مسؤولين في المعارضة السورية في برلين ". وقد أكد موقع "والاه" الإسرائيلي أيضاً أنّ "هرتسوغ على تواصل منذ سنين مع زعماء المعارضة السورية الذين التقاهم في برلين ".
نَحْن إذَن لم نَعُد فَقط إزاء "مُعارَضَة عاجِزَة " تَستَقوي بالخارجِ على نظام بلادِها الوطنيّ ، وهذا إرْثٌ عربيٌّ أصيل دَشَّنَهُ "امْرؤ القيس" رَمْزيَّاً عندما استقوى بالروم وَجَسَّدَه "العلقَميّ" بتسليم مفاتيح بغداد لهولاكو ، بل نَحْن إزاء أقنانٍ في خدمةِ المَصالِحِ الإسرائيليّة.
كتبَ صديقي الكاتب التونسي الشاب "حاتم الشلغمي" على صفحته في الفيسبوك :
"رَجُلٌ أهبل تزوَّجَ، وبعد شهر فقط أنجبت زوجته. قالوا له كيف حصل ذلك ؟ أجابهم : و من شرِّ حاسِدٍ إذا حسد !!.
هذه النكتة تجسد بالضبط مفاهيم "الربيع العربي و الانتقال الديمقراطي" و جماعة "المحسودين" على خلفية "ثوراتهم".
فُكاهَةُ " حاتم" السوداء تكتَسِبُ مَعنىُ تراجيديّاً أعْمَق حينَ نتذَكَّر حكّاماً أفرزَتْهُم مؤامرةُ "الربيع العربي" أو حُكّاماً عُرِفُوا بانخِراطِهم فيها منذ عامه الأوَّل وخاصّة في "مَيدانِها" السوريّ ، ونُقارِن تباهيهِم بربيعِهِم الأسود وَدَوْرِهم في التآمُرِ على سورية، ونُقابل ذلكَ كُلّهِ بما أكّدَه البروفيسور الإسرائيليّ "دافيد وينبرج " مُدير مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية في محاضرةٍ له في النرويج يوم 2 جوان/حزيران2013 .
قال البروفيسور الإسرائيلي حرفيَّاً: "التهديد العسكري العربي ضدّ إسرائيل تَبَخَّر.المجتمعاتُ العربيّةُ كما تَعلمون جميعاً مِن ليبيا إلى تونس عبْرَمِصر إلى سوريا ، ولم نَصِلْ بَعْدُ للأسف إلى الأردن ، تُزَلزِلُها صراعاتٌ داخليّة ، وخِلالَ عَقدَيْن إلى أربعة قادِمَة ستَعصِفُ بهم صراعاتٌ داخليّة وتَفاوُتٌ اقتِصاديّ ، واحتياجاتٌ، وستَعجَزُ معها إمكانياتهم لِشَنِّ هُجُومٍ مُنَسَّق ضدَّ إسرائيل بالأسلوب التقليدي تماماً. ستنتهي ، ستنتهي ، بسَحْقِ البناء العربيّ القديم حولَ إسرائيل.التهديدُ العسكري ضد إسرائيل اختفى بصورة عظيمة ، وهذا ربْحٌ صافٍ لإسرائيل له أهميّة طويلة بصورة هائلة . التهديدُ العسكريّ التقليديّ ،الخَوْف الإسرائيلي مِن هُجُومٍ عسكريّ جَماعيّ لِمِصرَ والعِراق وسوريا كما في 1973 قد انتهى ، انتهى ، الشُّكرُ لِلرّبّ ، لقد انتهى . ولِهذا أقولُ لكم مرَّةً أخرى : إسرائيل تنتصِر".
نَسُوقُ أهزوجَة الجنرال الإسرائيلي السابق ،البروفيسور حالياًُ، التي تَتَغَنّى بإنجازات هذا الربيع الصهيوأمريكي الذي في كُتبي السابقة فَصَّلتُ أنه مؤامرة هَدَفُها إقامة الشرق الأوسط الكبير للسيطرة المطلقة على ينابيع النفط والغاز في المنطقة وحماية أمن "دولة إسرائيل اليهودية" التي تقوم بتصفية القضيّة الفلسطينيّة ، وماذا يعني غَيْر ذلك تصريحُ وزير البناء والإسكان الإسرائيلي "أوري ارئيل" مؤخراً لموقعِ صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة الألكترونيّ" دعوني أكرر، في المنطقة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن ستكون هناك دولة واحدة، وهي دولة إسرائيل" .
هَلْ هذا كافٍ ليُدرِكَ مَنْ لم يُدْرِكْ بَعْد ، أيّ مَعركة يخوضها الجيشُ العربيُّ السوريُّ والدولة والشعبُ في سوريا؟ وأيُّ مَرارة يَتَجَرَّعَها مَن راهَنوا على انهيار الدولة الوطنية قيادةً ومؤسسات في سوريا وهُم يُراقبُونَ بِغَيْظٍ كيف أنّ الشعب السوريّ يصمد مُلْتَفّاً حَولَ دولتهِ وجيشه وقيادته لِيُنْجزَ استِحقاقَ انتخابات رئاسيّة ديمقراطيّة أبرزُ المُرَشَّحينَ فيها سيادَة الرئيس الدكتور بشّار الأسد؟ . وأنَّ هؤلاء الذينَ يريدون لإسرائيلهِم أن تنتصِر كما يهتف "دافيد وينبرج" سَتَنكَسِرُ إرادتُهُم على صخرة صُمُود دمشق ، ولن يبقى مِن كلام البروفيسور الصهيونيّ ماهُو قابل للتّداوُل مُستَقبَلا غير أنَّ "الربيعَ العربيّ" كانَ مؤامَرةً مُتَوَحِّشَة لِتحطيم الأمل العَربيّ بل الإنسانيّ بإيجاد حَلٍّ عادل وشامل للقضيّة الفلسطينيّة جَوْهَر الصّراعِ العربيّ - الإسرائيليّ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.