أكد مسؤولو نجمي فريانةوالمتلوي انسحاب فريقهما من الدور ثمن النهائي لكأس تونس رافضين بذلك مواجهة النجم الرياضي الساحلي ومستقبل قابس على التوالي.. أما أسباب الانسحاب فهي مالية بحتة حيث تحدث القائمون على تسيير الناديين عن ضعف قدرتهما المالية وبالتالي عجزهما عن توفير فريقين يخوضان مباراتي كأس تونس.. طبعا أنباء الانسحاب والتهديد بعدم اللعب ليست جديدة على الساحة الرياضية أو حكرا على جهة بعينها وإنما صار الأمر حدثا عاديا يتكرر باستمرار في مختلف الرابطات من أجل دفع الهياكل الرياضية ومؤسسات الدولة الى توفير الدعم المالي للنوادي حتى تواصل نشاطها.. دعم الدولة واجب حتى تستمر الفرق والرياضة بصفة عامة لكن التواكل وإلقاء الحمل على المجموعة الوطنية بات مثقلا للكاهل وأمرا يثير الغثيان نظرا لتفشي طينة من المسؤولين الذين يسيرون بالكرة إلى الهاوية وهي التي كانت على مشارفها لسنوات طويلة.. وزارة الشباب والرياضة ومن خلفها الجامعة التونسية لكرة القدم صارتا تبتزان في واضحة النهار فإما الدعم وإما الانسحاب وتعطيل النشاط.. أما الجهة التي تعودت قيادة "الابتزاز" فهي وداديات رؤساء الأندية التي باتت أشبه ب"عصابات قطع الطرق" فهي تعمد إلى الاجتماع ثم تقفز لتصدر قرارات في عدم اللعب إلا قبل الحصول على المنح فتخضع الجامعة أو الوزارة للمشيئة الودادية التي لا شرعية قانونية لها وتقوم بتوفير المنح.. أندية المحترفتين الأولى والثانية صارت لديها ودادية وأيضا الرابطة الثالثة البطولة نصف المحترفة وبالتالي أصبحت الجامعة عاجزة عن السيطرة على منظوريها في ظل تشكل هياكل موازية لها سلطة أرفع وأقوى من الجامعة نفسها وهو بات يمثل لغزا وإشكالا كبيرين وجب عدم التساهل معهما.. لعبة لي الذراع التي أسست لها الوداديات صارت تتجاوزها إلى حركات فردية تصدر عن النوادي فبعد تهديدات أندية الرابطة المحترفة الثانية بعدم لعب مباريات الكأس المنتظرة ليوم 12 جوان القادم سارعت هيئتا نجم فريانة ونجم المتلوي إلى إعلان انسحابهما من السباق لعدم توفر الأموال.. الجامعة ومن خلفها الوزارة مطالبتان كخطوة أولى بدعوة الفرق التي أعلنت انسحابها إعلاميا إلى تمرير مراسلات رسمية تثبت انسحابهما فعليا بعيدا عن الفرقعات الإعلامية ثم تكون الحركة الموالية اتخاذ التدابير القانونية اللازمة حتى يتم ردع كل من تسول له نفسه ابتزاز الهياكل.. مسؤولو بعض الأندية للأسف تجدهم يتكالبون على الكراسي إلى درجة تحتار معها ولكن حب الظهور الإعلامي و"الفيس" يأتي لديهم قبل روح المسؤولية.. هؤلاء الذين يشرفون على نوادينا (وما أكثرهم) لا علاقة لهم بكرة القدم أو بالتسيير الرياضي وإلا ما كانوا ليرهنوا مصير أنديتهم حتى يسجل التاريخ انسحابهم.. بعض مسيري الجيل الجديد لا يهمهم تبعات إقدامهم على الحصول على الكرسي فتجدهم بعد أن "تقع في الرأس" يتواكلون على غيرهم ليجمعوا بعض الإعانات أو مهددين مصير فريق وجهة وجماهير بالانسحاب دون حياء أو احترام للمسؤولية التي يحملونها وللألوان التي يدافعون عنها من أجل جمع بعض الفتات الذي قد لا يحل أزمة.. الجلسة العامة العادية للجامعة على الأبواب وطرح هذا الأمر صار أكثر من ضروري حتى يوضع حد لهذه التجاوزات ولو أن أملنا في المكتب الجامعي الحالي وقدرته على تصحيح المسار معدوم لأن الجامعة التي تورطت سابقا في هذا التحريض بعد أن كانت طرفا في صراع ودادية رؤساء أندية المحترفة ضد وزارة الشباب والرياضة أيام صراع "الديكة" بين طارق ذياب ووديع الجريء لم تعد قادرة على وضع حد لهذه الحركات سواء الفردية أو الجماعية ذات النزعة الابتزازية.. بدوره وزير الشباب والرياضة وعضو الجامعة الحالية سابقا فقد قال "إن الدولة لا تهدد" خلال ظهوره الإذاعي الأخير الذي مر عليه ثلاثة أيام تقريبا وها أن الفرصة تأتيه ليكشف عن قدرته على تنفيذ وعوده وبالتالي عدم الرضوخ للطلبات المالية (سبق أن استقبل رئيس المتلوي منذ أيام من أجل الدعم) وعليه ننتظر أن يتم قبول انسحاب الفريقين ومن ثمة تطبيق القوانين على الجميع فإما اللعب أو الانسحاب دون شروط..