أكد الإرهابي وائل البوسعيدي، الذي تمّ القبض عليه مؤخراً في جندوبة، ان راغب الحناشي، الذي قضى خلال مداهمة أمنية نفذتها وحدات الحرس الوطني في مارس الماضي، كان وراء صعوده للجبل وانضمامه إلى الجماعة الإرهابية بمنطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة. وأفاد البوسعيدي في حوار على التلفزة الوطنية الأولى مساء اليوم الجمعة 4 جويلية 2014 بأن العناصر القيادية في المجموعة التي ينتمي إليها هم جزائريون، مبيناً أن العناصر التونسية التي يتم انتدابها ليسوا إلا منفذين لأوامر تعطى لهم دون معرفة تفاصيل المخططات التي يعتزمون القيام بها. وأكد أن العناصر القيادية الجزائرية لا تشرك التونسيين في اجتماعاتها وإنما يكتفي هؤلاء بتنفيذ التعليمات معتبراً ان المعاملة التي يتلقونها عبارة عن عبودية ومضيفاً ان الجزائريين لا يثقون بالعناصر التونسية التي ليست أكثر من مجرد أدوات تنفيذ، حسب تعبيره. وكشف أن المجموعة التي ينتمي إليها تضم 14 شخصا 9 منهم جزائريون، ويقودها جزائري يدعى "أبو أحمد" موضحاً ان هذه المجموعة الإرهابية تعمل على وضع ما اسماها ب "سرية" في كل جبل لتشتيت جهود الأمن وعدم استقرار البلاد وبث التفرقة بين التونسيين. وفي ما يتعلّق بمصادر تمويل هذه المجموعة، شدد البوسعيدي على أن هذه المجموعة تتلقى أموالا كثيرة من الجزائر لافتاً النظر إلى صعوبات كثيرة في الحصول على المؤن بسبب الانتشار الأمني المكثف في المدن. وأفاد البوسعيدي في شهادته إلى وجود اتصال بين المجموعات المتحصنة بجبال الكاف والمجموعات المتمركزة في الشعانبي والتي بدورها في اتصال مع مجموعات في الجزائر. وبخصوص الأسلحة، بيّن إن بحوزة المجموعة أسلحة كلاشنكوف وأسلحة كتلك التي يستعملها الأمن التونسي مبرزاً أن الألغام التي يتم استعمالها تصنع يدويا في الجزائر وتُجلب إلى تونس جاهزة ويتم زرعها في الجبال لإستهداف الجنود التونسيين. وأوضح أنه اضطر إلى الالتحاق بالمجموعة بسبب مطاردته من قبل الأمن في أحداث وقعت بعد الثورة في جندوبة، مؤكداً أنه لم يكن مقتنعا بفكر هذه المجموعات وبالعمل الذي تقوم به. من جهة أخرى، شدد البوسعيدي على انه لم يساهم في قتل أي رجل أمن معبّراً عن ندمه على الصعود إلى أحد جبال جندوبة والانتماء إلى المجموعة الإرهابية التي يقودها الجزائريون و دعا كلّ من يفكر بما يسمى ب "الجهاد" إلى عدم الالتحاق بهذه المجموعات وعدم التورط في قتل أبناء بلدهم. وتوجّه برسالة اعتذار إلى الشعب التونسي مؤكداً انه تخلى عن فكرة الجهاد وانه يرغب في العودة إلى عائلته.