أكّد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار له مع صحيفة الفجر أنّ المبادرة التي أطلقت بخصوص التشاور حول رئيس توافقي للبلاد خلال المرحلة القادمة لا تزال في سوق التداول مشيرا إلى أنّ حزبه يدرك جيدا أن إضافة مرشح لن يأتي بجديد ولن يساهم في التوافق على مرشح وفاقي سواء من داخل الأحزاب أو من خارجها وهو ما يوحي بأن هذا المرشح التوافقي لن يكون نهضاويا. وشدّد على أنّ النهضة معنية بمنصب رئيس الدولة وبحسب المبادرة فالمرشح للرئاسية سيكون توافقيا وهذا يقتضي وجوبا أن يكون من خارج النهضة موضحا أنّ أهم قيمة تؤسس لها مبادرة الرئيس التوافقي هي الخروج من حكم الفرد والدكتاتورية إلى حكم الشعب. وقال إنّ نهج التوافق لن يكون بديلا عن حكم الشعب ولا عن الانتخابات كما يسوّق البعض مفيدا بأنّه هناك اتصالات مستمرة وقد زارت قيادات من النهضة عددا كبيرا من الأحزاب من كل التوجهات السياسية. وأردف قائلا إنّ النهضة تفاجأت بحفاوة استقبال أحزاب لم تتوقع مطلقا ترحيبها بمبادرة الرئيس التوافقي مبرزا أنّ حزبه أكدّ في أكثر من مرة بأن مبادرته لا تستهدف أحدا ولا تروج لآخر ولا يراد من خلالها إقصاء أي طرف أو إعداد الساحة لطرف آخر والدليل على ذلك أنها توجهت إلى الجميع بهذه المبادرة ومن ثمة لا مشكلة لها مع السيد الباجي قائد السبسي أو غيره إذا حظي بتوافق واسع. وبيّن أنّ حركة النهضة لها تأثير بالغ في اختيار الموضع الأول في البلاد ومن العسير جدا إن لم نقل من المستحيل أن يصل أي شخص الى موقع متميز أو يحظى بتوافق واسع لا تكون النهضة في مقدمته. وأعرب الغنوشي عن عدم استغرابه من عزوف التونسيين على التسجيل للانتخابات معتبرا أنّ ذلك هو ثمرة طبيعية لما انتهجته بعض وسائل الاعلام في سياسة ثابتة تعزف فيها ليلا نهارا على وتر فشل السياسيين وتبرزهم في شكل لصوص وخبثاء.