منذ نهاية الموسم الفارط احتجب حمدي المدب رئيس الترجي الرياضي عن الظهور الإعلامي بل إن تواجده مع الفريق الأول بات نادرا في الفترة الأخيرة الأمر الذي خلف عدة تساؤلات في صفوف جماهير نادي باب سويقة.. التساؤل الجماهيري له ما يبرره فالمدب تعود عدم التخلف عن الحصص التدريبية فما بالك باللقاءات الرسمية وهو ما يفسر أنه دخل في مرحلة قطيعة مع الفريق باعتبار أن تغيب رئيس الفريق سابقا كان دائما وسيلته في التعبير عن اقتراب رحيل المدربين وهو ما حدث في مناسبات عديدة سواء مع نبيل معلول أو ماهر الكنزاري أو حتى ميشال دوكستال.. هاتف المدب أيضا دخل مرحلة القطيعة إذ أن المتصل به يجيبه الموزع الصوتي بأن مخاطبكم غير متاح وأنه يرجى الاتصال لاحقا.. حديث الميركاتو تداولت مختلف وسائل الإعلام أنباء مفاوضة الترجي الرياضي أو رغبته في انتداب بعض الأسماء وفي مقدمتها ثلاثي النادي الرياضي البنزرتي يوسوفا مبينغي وآدم الرجايبي وحمزة المثلوثي إضافة إلى إلياس الجلاصي متوسط ميدان الملعب التونسي وموريطاني نادي حمام الأنف إسماعيل دياكيتي.. المتأمل في الأسماء التي يهتم بها الترجي الرياضي يخلص إلى أن لاعبين فقط بمقدور الفريق انتدابهما حاليا هما لاعب الهمهاما وبيفو البقلاوة باعتبار العلاقة التي تجمع الأحمر والأصفر بهذين الناديين تحديدا أما البقية فهم مجرد حديث سوق الانتقالات لا غير.. ثنائي قرش الشمال يبدو التعاقد مستحيلا ذلك أن مهدي بن غربية سبق أن أسر لمسؤولي الإفريقي أنه لن يفرط لهم في المثلوثي والرجايبي لأن معركة الانتخابات اقتربت وتسريحه لأي من نجوم الفريق بعد بن مصطفى سيضعه في قفص الاتهام الجماهيري وبذلك يكون قد خسر على جميع الأصعدة.. المدب باحتشام من يدرك حقيقة الأمور في الترجي الرياضي اليوم يتأكد أن حمدي المدب قد ابتعد عن الفريق بشكل ملحوظ فالفوضى التي يتخبط فيها النادي منذ انطلاق دوري أبطال إفريقيا غير مسبوقة.. أحد ملامح الفوضى والعادات غير المألوفة هو أن تكون الحديقة وكرا للسماسرة يروجون فيها بضاعتهم الراكدة إذ بعد الجحافل التي وصلت في فترة إشراف الفني الفرنسي سيباستيان ديسابر على حظوظ الفريق يستمر مسلسل الاختبارات بقدوم مهاجم فريق الدولفين النيجيري "ايغويم ايفياني" ليقف خالد بن يحيى على حقيقة إمكانياته ثم النظر في إمكانية ضمه من عدمها.. وإذا كان الترجي يواصل اختبار الأجانب فإن ذلك يكشف أن المدب لم يعد مستعدا لدفع المزيد من الأموال من أجل إبرام الصفقات وبالتالي فإن الثابت أن الفريق لن ينتدب اسما معروفا سواء كان مبينغي أو غيره.. حديث عن طارق ذياب في حديث سابق مع رياض عزيز المنسق العام لفرع الأكابر أكد لنا أن حمدي المدب سيواصل رئاسة الفريق وهو نفس ما ذهب إليه الشادلي بن سليمان رئيس القطب الذي صرح في الأحد الرياضي بأن المدب سيكمل المسيرة لفترة نيابية جديدة.. ورغم هذه التأكيدات يصر الكثيرون على القول أن حمدي المدب لن يستمر في ترؤس الترجي الرياضي ودليلهم أنه ابتعد في الآونة الأخيرة فضلا عن إهماله القيام بالتعزيزات الضرورية لينهض الفريق من جديد خصوصا أن كل التقييمات صبت في أن الرصيد البشري الحالي متواضع وبالتالي من الضروري ترميمه قبل الانطلاق في السباقين القاري والمحلي.. المدب الذي ضخ مليارات بالجملة في السنوات الأخيرة بات يرفض توفير بعض المئات من الملايين لحسم بعض التعاقدات وهو ما يكشف بشكل أو بآخر القطيعة بينه وبين الفريق.. وفي هذا الخضم تم تداول اسم طارق ذياب كرئيس مرتقب للفريق بدعم مالي من كبارات النادي بمن فيهم المدب نفسه وما يؤشر لذلك هو تعيين الشادلي بن سليمان ثم رياض عزيز والأهم استعادة خالد بن يحيى الذي كان في خلاف مع المدب شأنه شأن أحمد بوشماوي الذي عاد للظهور في الكواليس.. طارق قد يكون الواجهة الجديدة للترجي الرياضي وهو خيار يظل مطروحا حتى وإن كان يجد معارضة هامة خصوصا من الشق الذي يناصر الرئيس الأسبق سليم شيبوب.. ماذا عن الجلسات العامة؟ يبقى الحديث عن استمرار حمدي المدب أو تولي غيره المسؤولية سابقا لأوانه فالهيئة لم تعلن بعد عن موعد الجلسات العامة العادية والانتخابية.. الجماهير تبقى بحاجة إلى الإطلاع على التقارير الأدبية والمالية للفريق للمصادقة عليها وأيضا لاستغلال الفرصة من أجل القيام بالنقد الذاتي والحديث عن النقائص وغيرها من الأمور التي تتطلب التوضيح لذلك بات الملح الكشف عن مواعيد الجلسات العامة.. الهيئة الحالية تنتهي شرعيتها في غضون 10 أيام تقريبا بما أن مدتها النيابية انطلقت منذ انتخابها يوم 15 سبتمبر 2011 وبالتالي فإن الفريق سيدخل مرحلة اللاشرعية قريبا وهو ما يعد من السوابق السلبية التي لم يتعود بها الشارع الرياضي في فريق تظل أبرز مفاخره استقراره الإداري المتداعي أخيرا.. استمرار الحالة التي يعيشها الفريق أمر غير مقبول في فريق الترجي الذي لن يكون بمقدور جماهيره الرضا برؤيته يكتفي بلعب أدوار هامشية فما بالك قاريا وهو السباق الأهم لكل العائلة الترجية..