خلافا لكل الجمعيات الكبرى وبقيّة الاندية الرياضية الاخرى التي اتخذت من سنة 2009 من المصالحة شعارا ومن لم الشمل سياسة لتأمين موسم رياضي متميّز، فانّ شيخ الاندية الترجي الرياضي التونسي خالف هذا التوجه معمقا الانقسامات داخله بممارسته اقصاء بعض رجالات النادي وتصفية البعض الاخر... ليكون السؤال المحيّر: ماذا يجري في الترجي؟ اين يكمن الخلاف بين كبار النادي؟ ومن المستفيد؟ علاوة على العلاقة الملغومة بين رئيس الترجي الرياضي التونسي من جهة وبين بعض الرؤساء والمسؤولين السابقين في شيخ الاندية فان العلاقة ايضا بين حمدي المدب وبين احمد بوشمّاوي نائب الرئيس المكلف بالشبان شهدت توترا حادّا تجسّم من خلال تغييب هذا الاخير عن الجلسة العامة فضلا عن استفزازه المتمثل في قرار التخلي عن بعض مساعدي بوشماوي كالمدرب فتحي الطرابلسي والمسؤول الاداري عن قسم الشبان نجيب بن مامي دون استشارة نائب الرئيس المذكور وذلك في بلاغ اداري امضاه «مرغما» بادين التلمساني وكما يقال مكره أخاه لا بطل وقد يكون هذا القرار طبخ خارج دائرة الترجي؟! ويتواتر في حديقة الترجي الرياضي التونسي ان أحمد بوشماوي لازم سياسة ضبط النفس بالرغم من الاستفزازات المتكررة مكتفيا بتوجيه رسالة بليغة لحمدي المدب ضمّنها دعوته لاجتماع مشترك بينهما للاستفسار عن خلفية القرار وابعاده فضلا عن تحديد الخطة المستقبلية للشبان لما فيه خير الترجي غير ان بعض المراقبين استبعدوا أن يلتئم هذا اللقاء نظرا لموقف بعض المحيطين برئيس الترجي ممن يدفعون نحو القطيعة بين الرجلين... واللافت للنظر ان كل المؤشرات تؤكد ان المضاعفات المنتظرة والتي قد تنجرّ عن فشل الجلسة العامة والتخلي عن شعار المصالحة بين كبار النادي سوف يدخل الترجي في أزمة قد تنعكس على البطولة والمناخ الرياضي العام بما يستوجب تدخل الجهات المعنية وسلطة الاشراف لتجاوز هذه الوضعية التي تنبئ بالانفجار... ولسائل أن يقول ماهي هذه المؤشرات؟ (1) غياب كبار النادي عن الجلسة العامة كالسادة سليم شيبوب ومنذر الزنايدي والهادي الجيلاني وأحمد بوشمّاوي وغيرهم فضلا عن أبرز قدماء اللاعبين والانصار اذ تمّ التحكّم في الحضور حتى تكون الجلسة مثلما خطط لها بعض المحيطين بحمدي المدّب فجاءت بلا طعم ولا رائحة وباهتة اذ انعقدت في كنف «الهدوء» الذي يسبق العاصفة لا قدّر الله. (2) تكريس الجلسة العامة للخطاب المزدوج اذ تمّ الحديث عن المصالحة وكأنها هي الهدف المنشود في حين ان الواقع مختلف تماما حيث أعاد حمدي المدب سبب الخلاف بينه وبين الرئيس الاسبق للترجي السيد سليم شيبوب لمكالمة هاتفية صادرة عن هذا الاخير ولم يقم المدرب بالرد عنها الامر الذي استهجنه الجميع لا سيما وأن المدّب ارتأى «ضاحكا» حلّ هذا الخلاف بحضور نجله يوسف شيبوب الجلسة العامة؟!!... ينضاف الى ذلك انه حاول الغاء المجهود الجبار الذي قام به احمد بوشمّاوي في قسم الشبان رغم تقديم الاطار الاداري والنفي لتقرير أنيق وعلمي ومفصّل حول أنشطة القسم ومصاريفه قبل الجلسة العامة لكنّ «أصحاب الخير» حتى لا نقول الشر دفعوا نحو تجاهله فضلا عن اخفاء كؤوس وبطولات الشبان التي لم يقع احضارها في الجلسة العامة نكالة في بوشمّاوي دون الانتباه انها كؤوس وبطولات الترجي التي يعتز بها الاحبّاء ويفاخر بها الانصار ثمّ ما هو ذنب هولاء الصغار حتى يعاقبون بهذه الطريقة «المريضة»؟.. (3) بمعزل عن قسم الشبان الذي تطوّر كثيرا خلال الموسمين المنصرمين وأصبح نموذجا يحتذى به حتى ان بعض وسائل الاعلام اعتبرته نموذجا رائدا كرّس نداء الرئيس بن علي لجعل سنة 2010 سنة الشباب دوليا فان ما قدّمه نائب الرئيس بوشماوي للترجي لا يحصى ولا يعدّ خدمة للنادي بوصفه «مكشخ» لا رغبة في رئاسة الفريق وهو الرجل الذي «جاء بالعزّ للمسؤولية نزولا عند الحاح حمدي المدب فهل يعقل أن يخرج بالاستفزاز والدز» لا لشيء الا لانّ البعض من المحيطين بالمدب تزعجهم سلوكيات بوشمّاوي وحبّه المفرط للاصفر والاحمر ونبذه للمتمعشين... هؤلاء لا تهمهم المصالحة بقدر ما يهمه عزل رئيس النادي عن الترجيين الحقيقيين «ليخلوا لهم الجوّ ويعملوا فيها شاطح باطح» مع محاولة دفع حالة الاحتقان في النادي خدمة لمصالحهم؟! والحال أن هذا يضرب وحدة رجال النادي ويضعف الفريق ويسيء لرئيس شيخ الاندية.. (4) أن بعض الخلافات الاخرى والتي لا تخصّ الترجي الرياضي التونسي ينبغي ان تبقى بعيدة عن حضيرة النادي ولا يستقيم توظيفها فما معنى أن تنعكس الحزازات بين طارق بوشماوي وابن عمّه احمد بوشماوي على الفريق؟ وهل يعقل أن يقع استغلال هذه الحساسية من طرف البعض لضرب نائب الرئيس؟ وهل يكفي ان يكون طارق صديقا لحمدي حتى يقوم هذا الاخير بتصفية أحمد؟ ومن يستعمل الاخر طارق لحمدي أم حمدي لطارق ام انهما التقيا معا كل من موقعه؟ أو ليس أحمد بوشماوي هو من قدم طارق لحمدي؟!... ويزجّ الشارع الرياضي أيضا «بالكابتن» أحمد المغيربي وهو الصديق الحميم لحمدي المدب في هذا الخلاف كأن يروّج البعض أن المغيربي لا يعجبه «جيرار» المدير الفني للشبان في الترجي مما يجعل رئيس الفريق يسعى ربما لتعويضه بمختار التليلي او نبيل معلول او حسن مالوش الامر الذي يفنّده البعض الآخر مؤكدا ان المغيربي هو «ستاديست» ولا يتدخل في شيخ الاندية ولا دخل له في الفريق...؟ في المحصلة أن السياسة العامة للرياضة انبنت على المصالحة فلماذا يسعى البعض للتفرقة وتسميم الاجواء وماهي مصلحتهم؟ جماهير الترجي تنشد الوئام بين رجالاته وسلطة الاشراف تسعى جاهدة لتنقية المناخ وتجاوز الحساسيات والمصلحة الوطنية تقتضي في هذا الظرف التآخي والتعاون لما فيه خير الجميع فهل ينتهي هذا الخلاف كزوبعة في كأس وهذا ما ينبغي ان يكون أم انه سيكون الاعصار الذي سوف يأتي على الاخضر واليابس؟.